شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 43)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 43)
- المحتوى
-
والمقياس والحكم على الحق بالبقاء هو تفهم الواقع واستيعاب قوانينه واقتناع الجماهيريه.
من هناء فان المخرج من الازمة التي تمر بها الحركة التحررية العربية ليس في انزال
يافطة القومية العربية ورفع الشعارات الماركسية واليسارية؛ ولكن الحل يكمن في الارتقاء
بالذات الى درجة الاستعداد للتضحية من اجل الهدف الاسمىء والوصول الى اعلى درجات
التذرّر الاجتماعي والتحول من الانتماءات العشائرية والقبلية الضيقة الى الانتماء الى
القضية الاساسية القومية التحررية. كما ان الحل ليس بالوصول الى السلطة, لان السلطة
والحكم وسيلة وليس هدفاً؛ وللاسف فانهما اصبحا هدفاً. بحد ذاتهماء للعديد من دعاة
النضال والثوريين» وكأن دماء الشهداءء وعذابات السجون» ودعوات المظلومين» لم تكن الا
من اجل ان يصل هذا القائدء اوذاكء الى سدة الحكم؛ او المجلس النيابي.
ومن سمات التراجع والانحطاط التي وصلت اليها الحركة القومية التحررية العربية,
تزايد عدد تجار الكلمة وسماسرة الشعارات» وكأن النكسات القومية المتوالية, وتراجع الحركة
القومية العربية كانت فرصة لهؤلاء. فآخذوا يصدرون الاحكام» ويوجهون النصائح؛ فمنحوا
صفة الثورية لهذا الزعيم؛ او ذاك النظام وحجبوها عن غيرهم؛ وحمّلوا البعض مسؤولية
الانتكاسات والمصائب المتوالية» ومنحوا للبعض صفة القائد المنقذ والزعيم الملهم. نظروا
وحلّلوا الماضي والحاضر. وكتبوا وصفات للمستقبل وهم في مكاتبهم الانيقة, وقصور اسيادهم
الحاكمين. لم يشاركوا في تظاهرة. لم يخوضوا معركة. لم يعرفوا معنى الجوعء او عذابات
السجون. كانوا في واد والجماهير في واد. ملأوا الجدران والمكتبات بالشعارات والصحف
والكتب. كلها توحي للمراقب الخارجي وكأن العالم العربي يعيش ثورة من حرية الرأي
وديمقراطية الكلمة وقدسية التعبير' بينما الحقيقة ان الديمقراطيات المزيّفة هي الواقع؛ وكل
هذا السيل المتدفق من الكلمات والكتب ما هي الا غثاء كفثاء السيلء لا اتفاق بينها على
هدف. .لا وحدة في التصورء لا اصدق في التعبير. انها تعبير عن ازمة حقيقية وخطيرة, هي ازمة
فقدان الهوية ؛ وان يفقد شعب من الشعوب هويته, هذه هي الطامة الكيرى.
وشهدت الحركة القومية التحررية العربية ظاهرة تداخل النضال القومي مع النضال
الاجتماعي والنضال التحرريء بحيث ظهر نوع جديد من الفكر, والمفكرين» تجاوز في
اطروحاته؛ وتحليلاته, الفصل ما بين النضال الطبقي والنضال القومي؛ بحيث فرض النضال
القومي الوحدوي نفسه حتى على بعض التنظيمات اليسارية الاشتراكية» ولم تعد نغمة
التناقض بين القومية وبين الاشتراكية والنضال الاجتماعي تسمع؛ او على الاقل ضعفت
حدتهاء وهذه تعتبر ظاهرة ايجابية على الرغم من الحذر الواجب حيال بعض دعاة اليسار
والماركسيين من ان ينزلقوا في اطروحاتهم الى مواقع الانفصال» وخصوصاً ممن تحكمهم
النظرة الجمودية للفكر.
في خضم التطورات التي شهدتها الحركة القومية العربية؛ ظهر عدد من المفكرين
القوميينء امتلكوا تصوراً واضحاً وفكراً مميزاً للحركة القومية العربية والوحدة العربية,
وحاولوا تجاوز القصور والعجز الذي شهدته الحركة القومية العربية. وسوف نتطرقء هناء
الى اولتك الذين امتلكوا تصوراً محدداً للقضية الفلسطينية» وتصدوا لابداء الرأي؛ وتحديد
موقف من استراتيجية الثورة العربية. ويمكننا تقسيم هؤّلاء الى فّتين: الاولى؛ وهم الذين
انطلقوا من منطلق النقد والتشكيكء أو على الاقل عدم الاقتناع باستراتيجية الثورة
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)