شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 47)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 47)
- المحتوى
-
الموقف هذاء الذي وقفه البيطار من الثورة الفلسطينية» مثّل نموذجاً لموقف عدد من
الكتاب القوميين الذين عارضوا الثورة الفلسطينية من منطلقات قومية ووحدوية(!"). فقد
اعتبر لطف الله سليمانء ان الشعار الذي طرحته الثورة الفلسطينية» «فلسطين طريق
الوحدة», ما هى «سوى لعبة استعمارية اريد بهاء ويراد بهاء القضاء على مصرء وعلى مصر
فقط »2""). ويتفق ياسين الحافظ مع سليمان: حيث يعتبر ان شعار الثورة الفلسطينية
«فلسطين طريق الوحدة» «يجعل منظمات ال مقاومة تنظر الى قضية الثورة العربية من خلال
مشكلة فلسطينء في حين ان الموقف الصحيح والسليم: باعتبار الغزو الصهيوني غزواً موجهاً
ضد الامة العربية كلهاء ان تنظر الى القضية الفلسطينية من خلال مصالح الثورة العربية
عموماً»(7). اما استراتيجية الكفاح المسلح؛ فلا جدوى منهاء ان لم تكن مرتبطة بالحرب
النظامية العربية. «اما فكرة الكفاح المسلح الشعبيء غير النظامي» كوسيلة لتحرير فلسطين»
فأني اعتقدء اعتقاداً جازماً: بأن هذه الفكرة» بالاساس» هي فكرة اسطورية بحتة؛ اسطورية
لسبب بسيط هو ان سكان اسرائيل مع دولة اسرائيل لا يمكن القضاء عليهما؛ لذلك: فان
الوسيلة الوحيدة لضرب اسرائيل هي في ان تواجه بقوة نظامية؛ وسيبني العرب القوة النظامية
عندما يبنون ثورتهم»(""). ْ ْ
اما منح الصلحء فقد انتقد استقلالية الشخصية الفلسطينية» وتركيز الثورة
الفلسطينية على ابراز الهوية الفلسطينية»: معتبراً ان «الفلسطينية» اقليمية جديدة لا تختلف
عن الاقليميات الاخرىء وبالتالي فان الثورة الفلسطينية التي تجسد هذه الاقليمية» وتعبر
عنهاء لا يمكنها ان تمثل ولادة مرحلة جديدة من حياة الامة العربية» والعمل الفدائي لن
يستطيع ان يقوم مقام حركة التحرر العربيء لانه اصبح نظاماً مثل بقية الانظمة العربية.
واعتبر الصلح ان تسلم المنظمات الفدائية لمنظمة التحرير الفلسطينية «مثلت عملية هروب
الى فوقء ان صح التعبين(:").
ودافع عصمت سيف الدولة عن الخصوصية الكامنة وراء ابراز الأقليمية الفلسطينية,
مميزاً بينها وبين الاقليميات العربية الاخرى. ووضّح ان اشتباك الاقليمية العربية في صراع
ضد الصهيونية دفاعاً عن استقلالها لا يعني انها ستخوض معركة تحرير فلسطين: بل انها
ستحول دون التحام القوى القومية لدخول معركة تحرير فلسطين. «اما الاقليمية
الفلسطينية. فلها مصلحة مؤكدة في تحرير فلسطين. ولا شك في انها ستقاتل ما استطاعت
لتحرير فلسطين»17*). الا انه انتقد الشعار الذي رفعته الثورة الفلسطينية «عدم التدخل في
الشؤون العربية»»: لانه قد يوحي باقليمية مناقضة لقومية القضية. واعتبر سيف الدولة «ان
شعار الاستقلال عن الدول العربية بمعركة تحرير فلسطين يتضمن استقلال الدول العربية
عن معركة تحرير فلسطين»7"*).
وفي تطرق سيف الدولة لمنهاجية حل الصراع: رأى ان فلسطين لن تحرر الا بدولة الوحدة
العريي «وانها: » حتى لو تحررت؛ لن تستطيع ان تحافظ على تحررها الا في ظل دولة
الوحدة»(؟"). اما استراتيجية حرب التحرير الشعبية» فلا مكان لها على الساحة العربية,
للافتقار الى ع والغابيات والمستنقعات: من جانبء ولان جيوش الدول العربية ستحول,
بالقوة؛ دون حرب التحرير الشعبية» من جانب آخرا؛*). هذه الانظمة التي قدمت للثورة
الفلسطينية طعماً ساماً تحت اسم الاعتراف بالاستقلالية الفلسطينية» ومسؤولية
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22443 (3 views)