شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 70)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 70)
- المحتوى
-
تكفي لحملهم على الاخلاد الى الهدوء. ولقد مرت هذه السياسة باقتراحات الدعوة الى مؤتمر
مائدة مستديرة في اوائل 1979» حيث دعي الى لندن ليس فقط عرب فلسطينء بل ممثلون عن
البلدان العريية المجاورة: بالاضافة الى مندوبى الوكالة اليهودية لفلسطين. وازاء ما كان عليه
الجى السياسي في فلسطين: من ارتفاع في درجة الحرارة آنذاك, فان الفشل في التوصل الى
معادلة متفق عليها وتحظى بقبول الطرفين» الصهيوني والعربيء كان بمثابة نتيجة محتومة
تقريياً. .. وعندما فشل الموّتمر في نيسان [ ابريل ]| ١175 أصدرت الحكومة البريطانية بيانا
في سياستها التي استمرت طيلة الحرب العالمية الثانية» وهو البيان المعروف ب ' كتاب
ماكدونالد الابيض ' , او" الكتاب الاسوب ' في نظر الصهيونية» (8").
بعد ان اوضح الكتاب الغموض الذي اكتنف بعض العبارات في صك الانتدابء كعبارة
«الوطن القومي اليهودي»: اشار الى ان هذا الغموض اوجد العداء بين العرب واليهود» فلا
بدء والحال هذهء من توضيح صريح للغموض ولسياسة بريطانيا المستقبلية. فحكومة جلالته
«تصرح, بعبارة لا لبس فيها ولا ابهام» بأنه ليس من سياستها ان تصبح فلسطين دولة
. يهودية» الامر الذي يخالف التزاماتها نحى العرب بموجب صك الانتداب؛ كما انها لا تستطيع
ان توافق على ان مراسلات مكماهون تشكل اساساً عاد لا للادعاء بوجوب تحويل فلسطين الى
دولة عربية مستقلة... ان حكومة جلالته ترغب في ان ترى قيام دولة فلسطينية مستقلة
يشترك فيها العرب واليهود بممارسة الحكى(*").
قد يكون هذا التصريح افضل توضيح صدر عن بريطانيا بشأن الالتزام المزدوج. غير
ان الاشارة الى ان مراسلات مكماهون لا تشكل اساساً لقيام دولة عربية مستقلة؛ بعيدة من
الحقيقة. ففي كل تلك المراسلات لم يكن هناك تحفظ بريطاني واضح بشأن مستقبل فلسطين
الاستقلالي. ١
وفي ما يتعلق بالحكم الذاتيء فلقد اشار الكتاب الى «ان هدف حكومة جلالته هى ان
تقومء خلال عشر سنوات: دولة فلسطينية مستقلة». وبشأن الهجرةء عالج الكتاب هذه
المشكلة بأنه «ليس في صك الانتدابء ولا في بيانات الخطط السياسية التى صدرت بعده:ء ما
يؤيد القول بأن انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين لا يمكن تحقيقه الا اذا سمح بالهجرة
الى ما لا نهاية له» فاذا كانت الهجرة تؤثر في وضع البلاد الاقتصادي وجب تقييدها». وفي ما
يتعلق بالاراضيء اشار الكتاب الى ضرورة وضع قيوب على انتقال الاراضي العربية الى
اليهود(:*)
يلاحظء هناء اعتراف بريطانياء من حيث المبداء بحق فلسطين في الاستقلال: وعدولها عن
التقسيمء وانها كانت اكثر واقعية بالاشارة الى مشكلة الهجرة والاراضي. غير ان هذا الكتاب
جعل تحقيق الاستقلال مشروطاً باسهام اليهود وبقيام علاقة طيبة بينهم وبين العربء وهذا
أمر مستحيل بسبب معارضة الصهيونيين له. كما جعل الاستقلال منوطاً بالظروف: وفي هذه
الاشارة عودة إلى الابهامء سيما ان بريطانيا هي المخولة في امر تقرير الظروف. ولم يقفل
الكتاب باب بيع الاراضي تماماً: كذلك لم يوصد باب الهجرة نهائياً('*). لذلك: فقد جاء
اصداره. «محاولة ترمي الى الابقاء على الشعور القومي العربي الناشىء في حالة من التهدئة
المؤقتة, ان لم يكن الى ارضائه بالفعل»(65.
لقد. مالت اكثرية اعضاء اللجنة العربية العليا الى قبول الكتاب. لكن معارضة الحاج
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39493 (2 views)