شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 107)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 107)
- المحتوى
-
عناصر اخرى مختلفة تتسم بشيء من الثبات»: مثل العناصر الجغرافية. هذا البناء يضم
جماعة من الناس متجانسة: اق غير متجانسة: لا وجود لها خارج هذا اليناء. ولا يمكن فهم
سلوكها الا في اطار تفاعلها معه. ولكن الثابت: تاريخياً. ان الاقليات اليهودية نشي ة في
العالم كانت ترتبط بأنماط انتاجية وأبنية حضارية اختلفت باختلاف الزمان والمكان؛ فيهوب
اليمن في القرن التاسع عشي كانوا يعيشون في مجتمع صحراوي قبلي عربي؛ اما يهود
الولايات المتحدة الاميركية؛ في الوقت ذاته؛ فكانوا يعيشون في مجتمع حضاري - رأسمالي
غربي . . فاذا بحث المرء قْ العنصر المشترك بين يهود اليمن ويهود الولايات المتحدة الاميركية
لوجد انه الدد ين اليهودي وحسبء وهى عنصر واحد ضمن عناصر عديدة تحدد سلوك
اليهودي. فسلوك اليهودي اليمني كانت تحكمه عناصر البناء التاريخي العربي الذي يعيش
فيه, تماماً كما كانت تتحكم في يهودي الولايات المتحدة الاميركية مكوّنات البناء التاريخي
الغربي.
وتصور وجود تاريخ يهودي مستقل يؤدي الى نتيجتين: 00
اولا: يتناى هذا التصور مع الروح العلمية ويوّدي الى توجيه رؤية المؤرخ توجهاً خاطتا؛
اذ ان الاحداث التاريخية الكبرى التي قررت مصير الاقليات اليهودية؛ مثل ظهور الدولة
الاشورية» او الامبريالية الغربية» تقع خارج نطاق هذا التاريخ اليهوديء ولذا تصبح احداثاً
هامشية ذات أهمية ثانوية: ثم يجري تفسير احداث هذا التاريخ من خلال عناصر ثانوية» أو
همية؛ مثل رغبات اليهود ومدى اضطهاد الآخرين لهم او عطفهم عليهم. ولذا نجد عبارات
شل «وكان قورش الاخميني متسامحاً مع اليهوبء فأعادهم الى بلادهم» أو «ويدا اليهود
يفكرون في تقليد الشعوب الاخرى لتصبح لهم حركتهم القومية ووطنهم القومي في فلسطين» .
وفي كل هذه العبارات يتم تفسير الاحداث التي ت تقع لليهود بالعوبة الى تاريخهم وحسب.ء ويتم
تجاهل البناء الاداري للامبراطورية الفارسية التي اعتمدت على الشعوب الموالية لهاء أو ازمة
الرأسمالية والنظام القيصري العام ؟188: أو ظهور الامبريالية الغربية التي كانت تحل
مشاكل اوروياء بما في ذلك المسألة اليهودية وذلك بارسالها الى الشرق «المتخلف».
ثانياً: هذا التصور التاريخي اليهودي لا يتناف مع الروح العلمية وحسب. وانما يتنافى
مع .الروح الانسانية. فهو يسقط عن اليهودي انسانيته كانسان عادي يتفاعل مع البيئة
المحيطة به, يتأثر بها ويؤثر فيهاء شأنه في هذا شأن كل اعضاء الجماعات الاثنية والدينية
الاخرى. فالقوات الاشورية» والبابلية» لم تكتسح الدويلتين العبرانيتين وحسبء وانما
اكتسحت معظم الدويلات الارامية وغيرها؛ وازمة النظام القيصري لم تتسبب في مذابح ضد
اليهود وحسبء وانما كانت لها آثار سلبية عميقة في قطاعات كثيرة من البرجوازية الروسية
واعضاء الاقليات الاسلامية وخلافه. ان فكرة «تاريخ اليهوب» تسقط انسانية اليهودي وتخلع
عليه هالة اسطورية لا تاريخية؛ ان تضعه خارج التاريخ الانساني العادي وهذا هى جوهر
الرؤية الصهيونية والمعادية لليهوب. وعلى هذاء ينبغي للباحث ان يتحدث عن تواريخ ( وليس
تاريخ ) الاقليات اليهودية في العالمء ليؤّكد انتماء اليهودي الى بنيات تاريخية متعددة
وليتسنى له فهم سلوك هذه الاقليات» فهماً حقيقياً كأفراد حقيقيين. وكبشر. في ضوء العناصر
التاريخية المتشابكة المختلفة التي تحدد هذا السلوك؛ وليس في ضوء انتمائها اليهودي الديني
القومي الوهمي. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22299 (3 views)