شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 133)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 133)
- المحتوى
-
يقرر مؤلف الكتاب ان النزاع العربي الاسرائيلي كان مصدراً كبيراً للانقسام بين الاميركيين؛ ففي
حين يرى البعض منهم ضرورة وضع سلامة وامن اسرائيل قبل كل شيء آخرء ويتهم الحكومة الاميركية
بالرضوخ للمصالح التجارية والاقتصادية مع العرب» فان آخرين» مثل جيمس أبو رزق» يرون ان سياسة
الولايات المتحدة الاميركية تتحدد في تل أبيب. لكن الكاتب يؤكد ان من يقولون بسيطرة اسرائيل او العرب
يفرطون في تبسيط الامور على نحو خاطىء. ذلك ان كل ادارة اميركية؛ تواجه دائرة واسعة من المصالح
والادراكات المتعارضة. وينبغي لها تحقيق التوازن فيما بينها. وهي تتأثر في هذاء بعوامل خارجية
وب اخلية: بل ومن داخل الادارة ذاتها؛ كما وتتعرض لضغوط؛ بعضها مستمر وبعضها متغير.
ويضيف الكاتب أن السياسة الاميركية تجاه منطقة الشرق الاوسط تشتمل على مستويات: عالمى:
واقليمي: وآخر يتعلق بالمنطقة المعنية. وهذه المستويات» وان كانت مترابطة؛ فان علاقاتها متغيرة. وأي
ادارة اميركية لها اهداف عالمية, تكون لها الأولوية والأسبقية, وترتبط هذه الاهداف أحياناً بالشرق الأوسط
بصورة مباشرة؛ في حين ان هذه المنطقة قد ترتبط بها بصورة هامشية في احيان اخرى. وترتبط خطط حل
مشاكل المنطقة؛ أولاً وأخيراً بالمنظور والأهداف العالمية لأي ادارة. وقد تتعارض الأهداف الاقليمية مع
الأهداف الخاصة بالمنطقة, لكن أياً منهما لا يتعارضء أبداًء مع الأهداف العالمية. ويؤكد المؤلف أن فهم
اسلوب عمل أي ادارة اميركية يقتضي فهم اهدافها العالمية» ومعرفة درجة الاجماع عليهاء وكيف تندرج
فيها سياستها تجاه الشرق الاوسط.
ويستعرض المؤلفء في فصول عدةء سياسات الرؤساء الاميركيين تجاه النزاع العربي - الاسرائيلي,
منذ عهد الرئيس الاميركي هاري ترومان ( ١١157 1١9155 ) وحتى رونالد ريغان. ويرىء بالنسبة إلى
الآأخير. ان مرونته التكتيكية تكمل وتوازن جموده الفلسفيء وان نهجه إزاء الشرق الاوسط هى خليط من
المشاعر والأيديولوجية ونقص المعرفة والفطنة السياسية الغريزية, التي تجعل فهمه عسيراً على المحللين.
فقد اعلن» على سبيل المثال» ان لبنان الموّحد الموالي لاميركا يعتبر حيوياً بالنسبة الى مصالح بلاده.
ويعد شهر واحد» فقط؛ تصرف تجاه لبنان كما لو كان غير موجود .
ومع ان رئاسته شهدت أقصى توتر للعلاقات مع اسرائيل؛ فقد اعطاها اكبر مساعدات حصلت عليها
من اميركاء كما تحمّل مسؤولية إنشاء أول علاقة استراتيجية حقيقية مع اسرائيل؛ ومع ذلك ترك البنتاغون
يعارضها. وقامت ادارته ببيع أرقى المعدات للسعودية ( طائرات أواكس )؛ ومع ذلك فشل في كسب تعاونها
مع مبادراته الدبلوماسية والعسكرية والسياسية. وزاد من مستويات القدرة العسكرية الاميركية بشكل لم
يسبق له مثيل؛ ومع ذلك فشل في إستخد ام السلاح بفعالية في لبنان. واهتم بتوسيع نفوذ بلاده ومبيعاتها
من السلاح؛ لكنه عجز عن ان يفعل شيئًا إزاء ازدياد «التورط السوفياتي» في سوريا. وعادى م.ت.ف.
ومع ذلك «انقذ قادتها من الموت». ويقول المؤلف ان ريغان بدا كالأعمى إزاء هذه التناقضات؛ لكنه
استخدم قدرته كممثل لتعويض نقص الخبرة السياسية والمهارة الادارية في السياسة الخارجية.
لكن الكاتب يؤكدء أيضاًء ان ريغان, مثل أي رئيس اميركي سابقء تسيطر مواقفه وأساليبه
ومستشاروه على عملية تحديد السياسة الاميركية تجاه الشرق الاوسط. وعلى الرغم من ان خبرته في هذه
المنطقة, خلال سنوات حكمه الاولى؛ مخيبة للآمال فان جهوده ونتائجها جاءت متسقة مع تاريخ اميركا في
هذا الصدد. ففي حين كانت هناك لحظات عارضة للنجاح الاميركي المدهش تجاه الشرق الاوسطء كالقرار
41 ووبسياسة كسينجر المكوكية» واتفاقيتي كامب ديفيد, والمعاهدة المصرية - الاسرائيلية؛ فقد كانت
القاعدة هي بقاء الاهداف غير المنجزة؛ بدءاً من مقترحات الوصاية الى حلف بغداد» من خطط جونسون
ووليام روجرز إلى الاستقلال الذاتي الى مبادرة ريغان. وتشهد الحروب العربية الاسرائيلية المتكررة على
عجز القادة الاميركيين عن تطويع التطورات لخدمة مخططاتهم ومصالحهم. والواقع؛ ان صعوية التعامل
مع هذه المنطقة؛ يفرض ضغطاً متزايداً على القيادة الاميركية وهي تحاول دعم مصالحها فيها. وفي حين
أنه يصعب التنبؤ بجهود اميركا مستقبلاً في المنطقة, فان النزاع العربي - الاسرائيلي سيواصل ممارسة
عملية الاغواء والاحباط للادارة الاميركية والاستحواذ على اهتمام كبار مسؤوليها الذين ستستمر
لحريل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)