شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 135)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 135)
- المحتوى
-
التي اتخذها القادة المتعاقبون» ولا يشرح التغييرات في سياساتهم. ويعرض ثلاثة تفسيرات أخرى:
(1) نظرية النظم
وتركز على القوة الاقتصادية والعسكرية للدول التي تواجه بعضها البعض في فترة معينة» وتفسر
التطورات الحادثة بتفاعل هذه الدول وميزان قواها وليس بالتركيز على التطورات الداخلية في بلدان معينة
ووفق هذا النهجء فان النظام يتغير عندما يتغير عدد وقوة الدول الاساسية؛ مما يودي الى قواعد جديدة
تحكم النظام. وفي السياسة الاميركية الشرق اوسطية؛ تطابق التركيز على النظام الدولي مع القيود
الخارجية على أميركا. وعلى الرغم من ان النظام تطور تدريجياً» وان ظلت اساسياته على ما هي عليه فقد
تغيرت السياسة؛ بصورة مثيرة أحياناً. ولو استطاع النظام الدولي ان يفسر هذه التغيرات: وكان القادة
يتصرفون كرد فعل لاحداث خارجية» فان التطورات الاقليمية الكبيرة والمبادرات الدبلوماسية»: والحروب,
ستفسر اتجاهات واضعى السياسة الجديدة.
ويوكد المؤلف أن الازمات تفسّر التغييرات في السياسة الخارجية؛ الا انه يوضح: ايضاًء ان الازمات,:
في ذاتهاء لا تحدث التغييرات: لكن الادارة هي التي تقوم بالتغيير في اثناء تكيّفها مع التحولات التي تحدث
ف البيئة الاقليمية؛ في ضوء المواقف القائمة وفي حين ان الازمات تعزن أولوية الشرق الاوسط واستخباط
تكتيكات جديدة: فان التغييرات الاساسية لا تحدث الا مع مجىء ادارة جديدة.
وفي رأي الكاتب» ان ما يفسر السياسة الاميركية؛ بعد ازمة ماء هو الافتراضات والمواقف التي يتبناها
واضعو هذه السياسة قبل وقوع الحدث الخارجي. صحيح ان كل موقف تطلب رد فعلء لكن القادة كان
لديهم مجال واسع لاختيار تكتيكاتهم. وتصرفاتهم تفسرها استراتيجيتهم ومواقفهم السابقة؛ لا الظروف
المحيطة بالحدث الخارجى.
وهكذاء فانه لفهم السياسة الاميركية تجاه الشرق الاوسطء ينبغي اتخاذ خطوة أولى» وان تكن غير
كافية بحد ذاتهاء وهي تقويم قوة الولايات المتحدة الاميركية والقيود التي تواجهها وأوجه تفوقهاء والقوة
الاقتصادية والعسكرية للدول المعنية. لكن نظرية النظمء كما يسلّم المؤلفء لا تفسر كيفء ولماذاء توضع
السياسة؟ ومن ثم يتعين البحث في الداخلء في السياق الاميركي ذاته؛ عن تفسير لذلك.
( ب ) النظريات البيروقراطية والتنظيمية ْ
تركز نظريات صنع القرارء عادة؛ على العوامل البيروقراطية والتنظيمية في تفسير لماذا تتصرف اميركا
كما تفعل ؟ فالقيوب والمحددات التى تواجه السياسة ناجمة عن وجود إدارات ووكالات مدنية دائمة لها
اهتماماتها ومصالحها الخاصة: الامر الذي يؤكد القوة غير العادية للبيروقراطية» وتأثيرها في السياق الذي
يرى فيه كل رئيس السياسة الخارجية. وباستمرارء تواجه كل ادارة جديدة خططاً ومشاريع من الوكالات
البيروقراطية» خاصة وكالات وزارة الخارجية؛ تقترح عليها كيفية اتخاذ القرارات. وتختلف هذه الخططء
عادة» عن ما يعد الرئيس خلال حملته الانتخابية» ويتأثر وزير الخارجية» جزئياً على الاقلء بحجج مكتب
الشرق الاوسط في وزارته» حتى ولو لم يكن من المسلَّمِين بها قبل توليه منصبه. وقد لوحظ ان البيروقراطية
تتباطاً في تنفيذ السياسات التي تعارضهاء بل تخريهاء وتكون قدرتها على ذلك اكبر عندما تكون لهذه
السياسة أولوية أقل ويكون الرئيس اقل مشاركة فيها.
ويضرب المؤلف لذلك عشرات الامثلة التي عرقلت فيها البيروقراطية» أو خرّبتء السياسات التي لا
تقرها. لكنه يقول ان المصالح والاهتمامات والوظائف والادوار التي تدافع عنها البيروقراطية يمكن ان
تتغير مع مرور الزمن.
والقائمة الواسعة لانشطة البيروقراطية ونفوذها الواسعء قد توحى بان النموذج البيروقراطى يفسر
جيداً سياسة الولايات المتحدة الاميركية تجاه النزاع العربي - الاسرائيلي. ومع ذلك؛ فعلى مرّ السنين كان
معظم القيمين على البيروقراطيات ينتقد ويشكو من نقص تأثيره حتى في الاحداث البسيطة؛ وان الرؤساء
لا يأخذون بآرائه ( بيع الفانتوم لاسرائيل في العام :١1574 وانشغال ايزنهاور بالتهديد الشيوعي ). ومنذ
عهد ترومانء عارضت وكالات بيروقراطية كثيرة دون نجاح» زيادة المعونة لاسرائيل» وفشلت في وقف دعم
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)