شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 9)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 9)
المحتوى
رسالة الأخ ياسر عرفات ‏ ل
فلقد واجهتم» وما زلتم» يا أهلناء في كل مدينة وقرية ومخيم؛ منذ الايام الاولى للاحتلال. سلسلة
مترابطة, متصاعدة, من الهجمات والتحديات الصهيونية الرامية الى ضرب أسس نضالكم الوطني
ومرتكزات صمودكم الراسخ, بدءاً من القتل والاعتقال مروراً بالاستيطان واجراءات التهويد لمقدساتنا
الاسلامية والمسيحية والمصادرة والاستيلاء على الممتلكات والاراضي ونسف البيوت واجراءات الابعاد
وانتهاك حرمة المقدسات والاستيلاء على المجالس البلدية والقروية ومحاولة تدمير المرافق الحيوية,
الاقتصادية والصحية والتعليمية والثقافية وغيرها.
ولقد صمدتم, يا أهلناء في وجه هذا كله. صمود الصابرين المؤمنين» وقاتلتم» بصلابة» مع
اخوانكم في مخيمات لبنان» وبتناسق رائع, قتال الواثقين الملتزمين بوطنهم وقضيتهم وحتمية انتصار
ثورتهم. وإقد كرستم, يا أهلناء بصمودكم المجيد هذاء حقيقة مشرقة يشهد لها العدو قبل الصديق,
وهي ان بطش الاحتلال وضراوة قمعه لم تزدكم الا ايماناً فوق ايمانكم؛ وصلابة فوق صلابتكم,
وعزيمة لا تعرف الوهن. وعلى ارض هذا الصمود المتكامل مع فعل بندقية الثورة
الذي لمء ولنء يتوقفء افشلتم مؤامرة الشرذمة والتجزثة التي أتى بها الاحتلال تحت يافطة
روابط القرى العميلة وغيرها من اللافتات, واسقطن؛ والى الابدء كل محاولات ايجاد بدائل هزيلة
من ثورتكم.
وتجاه هذه الانجازات الكبيرة, والتي اجبرت العدوء واسياده الامبرياليين: على الاعتراف بهاء
فلقد احتدمت فصول المؤامرة حين حاولوا ايجاد صيغ جديدة لفتح ثغرة في جد ار صمودكم ووحدتكم,
فجاعوا بأفكار وصيغ التقاسم الوظيفي وما يرافقها من كلام معسول زائف عن خطط انعاش وتنمية
وهمية» وكأنهمء بهذاء يصادرون أبسط قواعد المنطق» محاولين الغاء عقولنا. ويكفي ان نسألء هل ان
من يصادر الارض ويحاول مصادرة الوطن والهوية يكون حريصاً على أنعاش وتنمية اهل الارض
المقاومين بعناد وجود هذا الاحتلالء بكل صيغه واشكاله واقنعته وصوره ؟
أنتم تعلمون؛ يا أهلناء اننا عملنا معاً على تأسيس ويناء وتطوير مؤسساتنا الوطنية, كمرتكز
رئيس من مرتكزات الصمود الوطني في وجه مشاريع العدى التصفوية:. والالحاقية. ولقد تعرضت هذه
المؤسسات الى حرب شرسة من قبل العمل والليكود عبر سنوات الاحتلال الطويلة. غير انكم حميتم
هذه المؤسسات ووقفتم» على الدوامء مدافعين عنها بكل صلابة وتصميم. ولقد جاهدنا لفتح الابواب
كافة المؤدية الى دعم صمودكم وترسيخ اقدامكم فوق ارض الوطن. وفي هذا السياقء كانت اللجنة
الاردنية ‏ الفلسطينية المشتركة, المنبثقة من قمة بغداد العربية, احدى القنوات التى يتوفر. من
خلالهاء جانب لا يستهان به من جوانب عملية دعم الصمود. وبعد تعليق «اتفاق عمان» من قبل
الجانب الاردني» وانهاء جميع نقاط الالتقاء بين منطمة التحرير الفلسطينية والحكومة الاردنية» وفقاً
لهذا التعليق» فوجئنا بتعطيل اعمال اللجنة المشتركة الاردنية ‏ الفلسطينية. ولكن هذا بالنسبة الينا
والى شعبناء لن يغير ايماننا بالحقيقة الهامة بهذه العلاقات المميزة التي تربط شعبيناء الاردنى
والفلسطيني, والتي أكدتها قرارات مجالسنا الوطنية الفلسطينية. ومع ذلك, فان منطمة التحرير
الفلسطينية لن تدخر جهداً في العمل, مع الاشقاء العرب والاصدقاء كافة, على توفير سبل وامكانات
دعم الصمود وترسيخ اعمدته؛ ولن يقبل الشعب الفلسطينيء ولا الامة العربية» ان يمس هذا الواجب
الوطني والقومي بأية اعتبارات» أو ان يتأثر بمحاولات الضغط والحصار؛ فصمود الشعب الفلسطينى
على ارض وطنه, هو عصب الدفاع عن الامة بأسرهاء وهى حجر الزاوية في الصمود العربى؛ والأمن
العربيء والسيادة العربية. ‎١‏
‎٠ 4‏ شْيُون فلسطلزية العدد 177 -1717» كانون الثاني / شباط ( يتاير/ فبراير ) ‎١541/‏
تاريخ
يناير ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36172 (2 views)