شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 21)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 21)
المحتوى
د. سامي مسلّم سد
الحركة النضالية والعمل على استمرار الدفع التحريري لدى الجماهي..
وتتجلى آلية العملية السياسية في م.ت.ف. في قاعدتين اساسيتين: نظام تعددي فيه احزاب
متعددة؛ واللجنة التنفيذية الائتلافية . ويمكن القول انه يوجد في م.ت .ف. حزب حاكم سائد ؛ وهو حركة
التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح )» التي تقرر, الى حد كبير بالتشاور مع التنظيمات الاخرى
واعضاء الفعاليات الفلسطينية الذين يمارسون النشاط السياسيء الخطوط السياسية العامة التى
ستتبعها المنظمة. كما توجدء ايضاً «المعارضة الموالية» التي تحظى بمقاعد في المجلس وتشكل اقلية
نشيطة وفقّالة. الا انه يجب الاشارة الى غياب اية خلافات جوهرية بين «الحزب الحاكم» والمعارضة
حول المبادىء السياسية المتعلقة بصياغة الخطوط العامة والاستراتيجيات التي يتعين على م.ت.ف.
اتباعهاء مع وجود خلافات جوهرية حول مسائل تكتيكية حول تنفيذ السياسات المتفق عليها. وقد
تكون هذه الخلافات, احياناًء عميقة الى درجة تؤدي بالمعارضة الى تعليق عضويتها ورفض المشاركة
في تشكيل اللجنة التنفيذية» اي مجلس الوزراء. وفضلاً عن ذلك؛ توجد معارضة خارج البرلمان تتألف
من اليمين المتطرف الذي يختبىء وراء شعارات قومية متطرفة. ولا يعترف بهذه المعارضة غير البرمانية
رسميا داخل مات .ف. فهي تشكل فئّات هامشية متطرفة حملت السلاح في خريف العام ‎١/05‏ ضد
قيادة م.ت.ف. الشرعية والمنتخية ديمقراطيا.
ومع ان «فتح» تمثل اكبر واقوى حزبء دون منازع» بين التنظيمات الفلسطينية» وتستطيع:
بسهولة وفي اي وقتء تشكيل الحكومة او اللجنة التنفيذية منفردة, الا انها اختارت منذ العام ‎١575‏
‏تشكيل لجنة تنفيذية ائتلافية» لها فيهاء الآن» ثلاث حقائب ( من اصل ‎١١‏ حقيبة» وهي المجموع
العادي )؛ وتتضمن هذه الحقائب رئاسة اللجنة؛ والدائرة السياسية: والدائرة القومية.
وفي الواقع» عندما تعرض أحمد الشقيريء رئيس اللجنة التنفيذية الاول: لضغوط تهدف الى
ارغامه على الاستقالة في العام /1 5 عرض على «فتح» استلام م .ت.ف. مع المستقلين. الا ان «فتح»
رفضت العرض واصرت على مشاركة سياسية اوسع في المنظمة. لقد كان مفهوم «فتحح لمنظمة التحرير
انها الجبهة الوطنية الموحدة التي تضم جميع المناضلين الفلسطينيين: التنظيمات السياسية
والعسكرية والمنظمات الشعنية والمستقلين('١).‏ وباتخاذها مثل هذا الموقف, كانت «فتح» منسجمة مع
بنود ومبادىء ميثاق المنظمة بأن تشكل المنظمة جبهة موحدة تضم قوى الثورة الفلسطينية. فالمادة
‎>1١‏ من الميثاق تعرّف م.ت.ف. على النحو التالي: «منظمة التحرير الفلسطينية الممظة لقوى الثورة
الفلسطينية مسؤولة عن حركة الشعب العربي الفلسطيني في نضاله من اجل استرداد وطنه وتحريره
والعودة اليه وممارسة حق تقرير مصيره فيه, في جميع الميادين: العسكرية والسياسية والمالية وسائر
ما تتطلبه قضية فلسطين على الصعيدين العربي والدولي».
لقد حاول بعض الاطراف الفلسطينية الضغط على «فتح» واقناعها بالانفراد بالمنظمة. ولم تكن
هذه المحاولة معزولة عن ضغوط عربية شديدة استهدفت اقناع «فتح» بأن تعلن نقفسهاء وتتعامل مع
نفسهاء على انها هي منظمة التحرير الفلسطينية: ففي العام ‎١574‏ اقترح الزعماء العرب خلال
مؤتمر القمة العربي» على «فتح» الاندماج الكامل في م.ت.ف. مقابل اعتراف القمة, ويالتالي اعتراف
كل الدول العربية» بهاء فوراً وعلى هذا الاساس. غير ان ياسر عرفات قابل هذا الاقتراح بالرفض,
وأصر على طابع منظمة التحرير كجبهة وطنية(!'), ويذلك اثبتت «فتح», مرة اخرئء أمانتها على
مبادىء الجبهة الوطنية الموحدة بمشاركة «قوى الثورة الفلسطينية» جميعهاء مشاركة سياسية فغالة.
وأسست بذلك قاعدة بوّآت القضية الفلسطينية والمصالح العليا للشعب الفلسطيني مكانة تفوق في
أهميتها اي اعتبارات حزبية اوسياسية ضيقة. 1
كن
5 شمن فلسطزية. العدد 177-177., كانون الثاني / شباط ( يناير/ فبراير ) 15417
تاريخ
يناير ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22321 (3 views)