شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 55)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 55)
المحتوى
د. سامي مسلّم أ ككثث!
خاضت,ء او تخوضء حروباً من اجل التحرر الوطني. ان م.ت.ف. ليست حزباً سياسياً؛ وهي .اكير
من جبهة. انها مؤسسة ذات طابع دوليء وفي الوقت عينه تشكل اطاراً لمنظمات جماهيرية مختلفة,
اضافة الى افراد مستقلين. ش
* - يمكن القول, بموضوعية» وبدون مبالغة او تحين ان م.ت.ف. تشكل الاطار المؤسساتي
للهوية الوطنية الفلسطينية. وغالباً ما تتولى مؤسسة الدولة ‏ الامة هذه المهمة في دول اخرى. ولذلك,
فانها ليست منظمة قابلة للتقسيم» ولا لفرض الانشقاقات عليهاء بل هي اطار الدولة التي ترحب
بالتعددية واختلاف المواقف.
؛ - يجد انتماء اي انسان الى وطنه طريقة التعبير عن نفسه على صعيد المؤسسات في الدولة التى
يشمل اطارها جميع الذين يصنفون بأنهم مواطنون؛ اي جميع الذين لهم حقوق وواجيات في اطار
دولة معينة. والتمسك بمثل هذه الدولة هو التمسك بالوطن القومي. وفي حال عدم وجود دولة, او في
حالة القضاء عليهاء يخوض المواطنون كفاحاً من اجل حق تقرير المصيرء اي لممارسة السيادة الوطنية
التي تشمل سلامة الاراضي وجميع أوجه الحياة اليومية» اضافة الى حرية اتخاذ القرارات اليومية.
كيف اكتسبت م.ت.ف. هذا الطابع الفريد من نوعه ؟ لقد اكتسبته من وضع القضية
الفلسطينية الفريد من نوعه ايضاً. فللقضية الفلسطينية عدد من الصفات التي تميزها عن المشكلات
القومية الاخرى في العصر الحديث. انها اكثر من حركة تحرر وطنيء ومداها اوسع من مدى حركة
مناهضة للعنصرية» وهي اكثر من كفاح ضصد مستوطنين غرباء. انها تتضمن كل هذه الصفات, ولكنها
اكثر من مجموعها في الوقت عينه. ولم تلجأ دولة استعمارية اجنبية, ابداً. في العصر الحديث, الى
اساليب شبيهة باساليب الامبريالية العالمية والصهيوينة» التي تنطوي على ابعاد اكثر من نصف
شعب عن وطنه: ايعاداً جماعياً: وانكار هوية النصف الآخرء والاصرار, في الوقت ذاته, على انكار وجود
فلسطين كظاهرة تاريخية لها ماض وحاضر ومستقبل.
‎١‏ نظراً للاسباب المذكورة آنفاً: نسمي ما حدث العام ‎١55/4‏ النكبة. فلا يوجد اي شيء في
الادب السياسي المعاصر قادر على التعبير عما حل بالشعب الفلسطيني. اذ راهن العدوء سواء
أصهيونياً كان ام امبريالياًء على تذويب الشعب الفلسطيني ومحوهويته . وفي قمة اهد اف كفاحنا اعادة
التأكيد على هذه الهوية» واعادة تنظيم جهود شعبنا على جميع صعد الخياة اليومية. كوسيلة لانقان
وطئنا وقد ائه . ‎٠‏
‏7 - ولذلكء يمكن القول ان مسيرة تأسيس م.ت.ف. واستمراريتها ونموها ليست مسيرة سهلة
شبيهة بتأسيس مؤسسة حكومية عامة واستمراريتها ونموها في بلدان أخرى مستقرة. وتحتاج
العملية الاولى الى تعويض عن فقدان الارضء اي اراضي الوطن, من خلال تعزيز الكفاح من اجل
استرجاعها. ولذلك, فان الكفاح المسلح الذي نخوضه؛ نحن الشعب الفلسطيني» ليس ضرورة فرضها
علينا العدو والظروف التي نمر بها فحسبء بل هو. ايضاًء وسيلة للتعبير عن هويتنا الوطنية. اذا كان
نصف شعبنا يعيش كلاجئين؛ ويعيش النصف الآخر تحت الاحتلال؛ فان من يكف عن الكفاح من
اجل تحرير فلسطينء ولو بشكل مؤّقتء لم يعد فلسطينياً. ولا يحمل الكثيرمن الفلسطينيين اية اوراق
هوية تثبت جنسية حاملها الرسميء الامر الذي يعني, ايضاًء عدم وجود اية مؤسسة لدينا تصدر
جوازات سفر لمواطنيها على نحو ما يوجد في اي بلد آخر في العالم. ولاسباب عملية, ولنقل لاسباب
لوجستية؛ يحمل البعض منا جوازات سفر صادرة عن دول اخرى غير فلسطين. والذي يحدد هوية
كل. مناء مهما كانت الوثائق التي يحملهاء هو انتماؤه الىوم.ت.ف. حتى ولولم ينظم في اية من الفئات
المعينة التي تشكل معظم مؤسساتها. ويهذا المعنى» وفي غياب فلسطين بصفتها وطن الشعب
‏6 شْهُونَ فلسطزية العدد ‎177-١77‏ كانون الثاني /شباط ( يناير/ فبراير) ‎١941/‏
تاريخ
يناير ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7335 (4 views)