شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 61)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 61)
- المحتوى
-
نابوليون بوتابرت وفلسطين واليهود
فرضيتان ينطلق منهما معظم الدارسين لتاريخ الصهيونية : الاولى بدأت مع مؤتمر بال في سويسرا
ومن هناك بدأ تاريخ آخر في حياة اليهود؛ والثانية هي ان الممهدات الى الصهيونية تكمن,
اساساً في ظروف اليهود ؛ باختصار. من الوعد التوراتي والنبوءة التوراتية» ومن الدين اليهودي الذي
حافظ على اليهودية حيّة, ومن الاضطهاد الذي ماررسته الحكومات والشعوبء على مر العصورء. ضد
اليهود» والذي عرّْر بذلك اصرارهم على مشروعهم في استيطان فلستطين.
هدفناء هناء هى معالجة نقطة محدوبة:, لا تكشف التاريخ الصهيوني وَلا تفسرهء غير أنها تلقي
نظرة على بعض هذا التاريخ. فاذا كان المشروع صعد مع صعود الامبريالية, مع هزيمة الدولة
العثمانية وتفكيكها واحتلال اراضيها وتقاسم الدول الاوروبية لممتلكاتهاء فان الصراع من اجل حل
المسألة الشرقية, حلا اوروبياً امبريالياً. بدأ قبل ذلك التاريخ بزمن طويل.
واذا كان من الممكن تقسيم تاريخ المسألة الشرقية الى مرحلتين كبيرتين: الاولى مرحلة الصعون
العثماني وما قابله من تراجع عربي تجاه نحف جيوش السلطان العثماني في اعماق القارة حيث
تخللت هذه المرحلة مواقف اوروبية تميّزت بالسعي الى ارضاء العثمانيين ( مثلاً: مواقف ملوك فرنساء
امراء بولونياء الخ ), الذين كانوا يتدخلون, احياناً. » لصالح هذا الظرف أو ذاك من الاطراف
المتصارعة داخل اورويا؛ اما المرحلة الثانية. فتلت مرحلة قصيرة من التوازن الحرج الذي اعقب
توقف العثمانيين عند بلغراد ونشوء الحلف المقدس بقيادة البابوية. في هذه المرحلة؛ انتقلت اورويا الى
الهجوم؛ صار العثمانيون في موقف دفاعي ؛ ومنذ مطالع .ألقرن الماضي, بدأ تراجعهم يزداد ويتسارع؛
ومنذ ذلك الوقتء. اخذت المشاريع والمخططات الاوروبية تصبح اكش جدية مع تزايد وضوح امكان
تنفيذها. لقد دخلت المسألة الشرقية» منذئذ» منعطفاً . صار واضحاً في اذهان الساسة الاوروبيين,
آنذاك: انه يجب حسم المسألة: اي انهاء القضية بأسرها: الغاء الدولة العثمانية, والتصرف
بممتلكاتها من الاراضي والثروات والرعايا. ومنذ ذلك التاريخ, اتخذت قضية ة فلسطين بعداً جديداً.
ولنقل» تعود جذور المشروع الصهيوني الى التصور الغربي لحل المسألة الشرقية. وتحتل الحملة
الفردسية» بقيادة نابوليون بونايرت: مكاناً رائداً في هذا السياق.
قلب العالم, قَدَرُ العالم
شكل الشرقء باتساعه ويخيراته ويملايين سكانه, حلماً شهياً للاوروبيين الكبار. فبمقدار ما
شكل مخرجاً لازمات القارة الاوروبية وحرويها التي لا تنتهي» شكل. في الوقت عينه, حال لازماتها
الاجتماعية . تجدر الاشارة: هناء الى إن ثمة نمطا أو مدرسة اوروبية في التفكيرلم تنشاً في العمصور
الحديثة فقط. فالخروج من اوروبا هو خروج من شرنقتها؛ ؛ فهي صغيرة, وفقيرة. ومليئة بالقوى
5 شوُون فلسطزية.: العدد 57--177ء كانون الثاني /شباط ( يناير/ قبراير ) 19/417. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 166-167
- تاريخ
- يناير ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)