شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 117)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 117)
- المحتوى
-
عبد الحفيظ محاربي ل
في المؤتمر الصهيوني السادس عشرء بتاريخ ١5 آب ( اغسطس ) 9؟15١. في زيوريخ» في النمساء وحدثت
انتفاضة البراق في القدسء في 8 من الشهر ذاته العام 9؟155.
جاء تأسيس الوكالة اليهودية ليعطي «الوطن القومي اليهودي» دقعة جديدة؛ ان ما لبثت الوكالة ان غدت
خلال سني الثلاثينات بمثابة حكومة تمثل ما يعرف ب «الييشوف المنظم» الى جانب حكومة الانتداب؛ ولم تتجاوز
لجنة بيل الحقيقة بوصفها اياهاء في ؛ تقريرها لعام 19177.: بأنها «تعتبرء عملياًء بمثابة حكومة قائمة الى جانب
حكومة الانتداب» ( ص ٠١5 ). هذا مغ العلم ان صك الانتداب كان اوصى باقامتها «... كهيئة عمومية تشير
وتعاون في ادارة فلسطين في 1 الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك مما يؤثر في انشاء الوطن القومي
اليهودي ومصالح السكان اليهود في فلسطين» وتساعد وتشترك في ترقية البلاد: تحت سيطرة حكومتها», كما دعأ
حكومة الانتداب الى ان تعمل مع الوكالة اليهودية على تقوية «استيطان اليهود المكثف في الاراضى الزراعية» وتتفق
معها «على ان تقيمء اى تستثمر... الاعمال والمصالح العمومية وترقي موارد البلاد الطبيعية. حيث لا تتولى
الحكومة هذه الامور مباشرة بنفسها» ( ص 617 ).
ومن الجدير بالذكر ان الوكالة اليهودية بقيت «حكومة» لها وزنها حتى بعد الاعلان عن قيام اسرائيل,
وخاصة في سني الخمسينات والستينات, حيث وجد الكيان الاسرائيلي نفسه محتضناً ثلاث حكومات: الحكومة
العامة. حكومة الوكالة اليهودية, حكومة الهستدروت.
الى جانب القرار الذي اتخذه المؤتمر الصهيوني بتأسيس الوكالة: طالب المؤتمر, ايضاً. بحصول اليهود على
«حقوقهم» في الحائط الغربي ( ص ٠١7 )» المعروف بحائط المبكىء ضمن منطقة البراق» الامر الذي اثار مشاعر
المسلمين ودفعهم الى الاحتجاج, خصوصاً وان المنطقة تعد وقفاً اسلامياً.
ويذكر المؤلف ان اليهود كانوا سعواء منذ انتهاء الحرب العالمية الاولىء الى شراء منطقة البراق؛ بيد انهم
فشلواء ولذلك «راح بعضهم يفكر ويسعي الى تثبيت حقوق واسعة لليهود في ذلك المكان بواسطة العمل على تغيير
الوضع الراهن...» ( ص 5 ٠١ )» تماماً كما حدث لترتيبات «الوضع الراهن» التي سنها موشي دايان» عقب
سقوط الضفة الغربية» وبالنسبة الى الحرم الابراهيمي في الخليل والمسجد الاقصى في القدسء, حيث اخذ غلاة
الصهيونيين» بين الحين والآخرء ينشطون لتغيير الترتيبات المتبعة بهدف التوسع ومن ثم الاستيلاء على المكانين.
وقد سبق للصهيونيينء خلال الاعوام 1577 و ١575 ق 1978 القيام بمحاولات لتغيير «الوضع الراهن» او
الترتيبات المتبعة لاداء فريضة يوم الغفران بالبكاء امام الحائط؛ بيد ان هذه المحاولات فشلت . وفي العام 1575,
حاول الصهيونيون الامر ذاته, ولكن هذه المرة عقب حملة محمومة قام بها الحزب التصحيحيء اتخذت شكل
تظاهرات عند مقر الحكومة في القدس وفي ساحة البراقء ومطالبة السلطات البريطانية بالعمل على «اعادة حقوقنا
الكاملة في الحائط» ( ص ٠١7 )ء في حين كان المؤتمر الصهيوني يطلق الدعوة للحصول على هذه «الحقوق».
كان من نتيجة هذه الحملة ان رد المسلمون بتظاهرة صاخبة عند البراق» وحطموا بعض الادوات اليهودية.
ثم ما لبثت التظاهرات: من هذا الجانب وذاكء ان تحولت الى اشتباكات دامية. ولا شك في ان اسباب الصراع
تكمنء في جوهرهاء باحساس العرب باستفحال خطر المشروع الصهيوني, ومواصلة سلطات الانتداب انتهاج
سياسة تتناقض, كلياً. مع ابسط الحقوق والاماني الوطنية للشعب الفلسطينيء الى جانب الاوضاع الاقتصادية
المتردية. ويخاصة في قطاع الريف الفلسطيني .وما الاستفزازات الصهيونية المتمثلة بالمطالبة يحق امتلاك قطعة
من الوقف الاسلامي الا بمثابة الشرارة التي اشعلت فتيل الصراع. وقد رأت لجنة شوء في تقرير لها عن انتفاضة
البراق» ان السبب. الاساسي لنشوب الصراع الدموي «ناجم عن خيبة امل [ العرب ] فيما يتعلق بأمانيهم
السياسية والقومية والخوف على مستقبلهم الاقتصادي» ( ص 5١١ ).كما ان تقرير سمبسون الذي وقف عنده
المؤلفء. ايضاًء فيه ما يوضح خلفية الصراع الدموي» حيث جاء فيه «ان حالة الفلاح العربي قلّ ما تحسنت عما
كانت عليه في عهد الحكومة العثمانية. اذ لم تتبع سياسة معينة لتطوير الاراضي التي يملكها العرب تطويراً
زراعيا» (ص 3697 ).
بدأت الاشتباكات الدموية في القدس. وما لبثت ان امتدت الى سائر المدن الفلسطينية, وشن العرب هجمات
مسلحة على عدد من المستوطنات, وتمكنوا من تدمير خمسة منها. واسفرت تلك الاشتباكات عن «مقتل 1١5
19417 ) شؤون فلسطيزية العدد 17 .177+ كانون الثاني /شباط ( يناير/ فبراير 1١11 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 166-167
- تاريخ
- يناير ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22298 (3 views)