شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 121)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 121)
- المحتوى
-
عبد الحفيظ محارب
وعلى بلدهم فلسطين. ووجدوا انفسهم مدفوعين للارتقاء بنضالهم حفاظاً على الطابع العربي لبلدهم, فجاءت
الثورة «بمثابة محاولة اخيرة, من قبل عرب فلسطين, للحفاظ على طابع البلد العربي...» ( ص 7450 ). وقد تناول
المؤلف عوامل عربية ودولية» في تمهيده لنشوب الثورة التي وجهت. في الاساس» ضد القوات البريطانية ومنشآتهاء
واتخذت اشكالاً متعددة: عصيان مدني» واضراب عام ( استمر ستة شهور )؛ وكفاح مسلح.
اخذت فكرة الكفاح المسلح تبرز وتتجسد على الارض قبل اندلاع الثورة بعامين. فبالاضافة الى خلايا
القسام الثورية» اقيم تنظيم سري العام 1974 يحمل اسم «الجهاد المقدس» برئاسة عبد القادر الحسيني,
وتمكن هذا التنظيم, خلال العام ذاته؛ من اقامة 1 خلية. ومع اندلاع الثورة؛ ازدادت اعداد الخلايا بانضمام
مجموعات وتنظيمات اليه» وأخذ الريف الفلسطيني يحتضن هذه الخلايا ويرفدها بعناصره المسلحة التى شرعت
تنشط بعملياتها النضالية من خلال الكفاح المسلح. طوال ثلاثة اعوام, في حالة مد وجزرء في حين كان المجتمع
المديني يساهم في التظاهرات والاحتجاجات والاضرابات وايواء المقاتلين.
رافق هذه الحالة محاولة القيادة الفلسطينية» المنبثقة من الشريحة العليا في المجتمع الفلسطينيء الارتقاء
الى حالة النهوض الوطني العارمة هذه لتوجيهها وقيادتها. فتشكلت «اللجنة العربية العلياء برئاسة الحاج أمين
الحسيني وعضوية قادة الاحزاب الفلسطينية. وأصدرت اللجنة بياناً سياسياً دعت فيه الى «الاستمرار على
الاضراب الى ان تبدل الحكومة سياستها المتبعة في فلسطينء تبديلاً أساسياً. تظهر بوادره في وقف الهجرة
اليهودية... ومنع انتقال الاراضي العربية الى اليهود... وانشاء حكومة فلسطينية مسؤولة امام مجلس نيابي».
ويلاحظ المؤلف ان الشعب الفلسطيني «... راح يدفع اللجنة العربية العليا اكثر مما كانت اللجنة تدفعه» ( ص
3 )» لينتقل الى المواجهة البريطانية المتسمة بالشراسة والوحشية ضد المواطنين العرب عامة؛ من خلال
حملات التفتيش التي كانت تقوم بها والتي يتخللهاء عادة «ضرب السكان وتكسير الخزائن وتحطيم الاواني
وبعشرة الأثاث والثياب والمؤن واختلاس النقود والحلي» الى جانب العقوبات الجماعية المفروضة على المدن
والقرى» ومن بينها الغرامات الجماعية الباهظة» وجبايتها بقسوة ( ص 757 ). وعلى الرغم من ذلك؛ استمر
النضال الفلسطيني في اشكاله المختلفة. ولم يتوقف الاضراب العام الا بعد مضي نصف عامء نتيجة وساطات
عربية» وباتفاق مسبق مع اللجنة العربية العليا ( ص 771 ).
وكان من نتيجة احتدام الصراع ان طرحت بريطانيا العام 1951 مشروعاً لتقسيم فلسطينء عرف بمشروع
لجنة بل» اقترح» بموجبه» انهاء الانتداب البريطاني وتقسيم فلسطين واقامة دولتين؛ عربية ويهودية» فيها ( انظر
خارطة التقسيم. ص ١5١ ) مع بقاء الانتداب البريطاني على اجزاء معينة. وهذا ما كان يخشاه. ويتحسب من
حدوشه, الفلسطينيون؛ بقئاتهم واحزابهم كافة. لذاء فقد اعربت اللجنة العربية العليا عن رفضها لمشروع
التقسيم في بيانات عدة؛ وكبدل من ذلكء طالبت بانهاء الانتد اب» واقامة دولة فلسطينية مستقلة مرتيطة بمعاهدة
مع بريطانياء أسوة بعدد من الدول العربية, وانهاء مشروع «الوطن القومي اليهودي» و «الحفاظ على كافة الحقوق
المشروعة للسكان اليهود وباقي الاقليات في فلسطين» ( ص 518 ).
وفي.ما يتعلق بالموقف الصهيونى, فقد عالج المؤلف مواقف مختلف التيارات والاحراب الصهيونية من
مشروع التقسيم. وعلى الرغم من المعارضة الواسعة لهذا المشروع, الا ان الكاتب لاحظ ميل عدد من الزعماء
الصهيونيينء والذين حددهم ب «٠ الكبار الثلاثة», حاييم وايزمان ودافيد بن غوريون وموشي شاريت؛ لمشروع
. التقسيم «بصورة اوبأخرى» ( ص 417" )» لكونه يطرح امكانية اقامة دولة يهودية؛ في الوقت الذي لم يكن معظم
قادة الحركة الصهيونية يتحدثون عن دولة» وانما عن «وطن قومي». وباستثناء موقف «الكبار الثلاثة», نجد ان
المشروع حظي بمعارضة واسعة من قبل التيارات الصهيونية. فقد تصدى له كل من التيار التصحيحي والتيار
اليساري في جناح الحركة العمالية بزعامة هاشومير هاتسعير. وكذلك عدد من زعماء حزب مباي وعلى رأسهم
غولده مثير وبيرل كاتسنلسون, والتيار الصهيوني الديني بزعامة المزراحيء الى جانب تيارات اخرى صغيرة.
ومن اجل التوفيق بين الميل الى القبول وبين المعارضة الواسعة: يذكر المؤلف ان اللجنة التنفيذية الصهيونية
اتخذت قراراً ذا شقين «قضى أولهماء الموجه الى الخارج, بمعارضة أية محاولة لتقليص حدود الوطن القومى
اليهوديء ان تم ذلك بواسطة التقسيم؛ او نظام الكانتونات او أية طريقة اخرى؛ اما الشق الآخر من القرار,
ل شمن فلسطيزية العدد 117 -1777, كانون الثاني /شباط ( يناير/ فبراير ) /1941 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 166-167
- تاريخ
- يناير ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)