شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 123)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 123)
- المحتوى
-
عبدالحفيظ محارب ب
«الوطن القومي اليهودي»؛ في حين تمسك الطرف العربي بمنح فلسطين الاستقلال وايقاف الهجرة مع تقديم
ضمانات الى اليهود ( ص 560 - 7517 ). ولم يكن من الممكن التوفيق بين المطلبين المتناقضين, مما حمل
البريطانيين على اصدار «كتاب ابيض» تضمن الاسس المستقبلية للسياسة البريطانية تجاه فلسطين. ومن اهم
هذه الاسس,ء تعهد بريطانيا باقامة «دولة فلسطينية مستقلة»؛ اذ ورد في الكتاب «ان هدف حكومة جلالته هو ان
تشكل خلال عشر سنوات دولة فلسطينية ترتبط مع المملكة المتحدة بمعاهدة...». وكذلك تحديد حجم الهجرة
اليهودية الى فلسطين خلال السنوات الخمس المقبلة ب 5 آلف مهاجر, وتحديد مناطق انتقال ملكية الاراضي
(صكة؟ 5٠١ ).
لم يقبل الطرف الفلسطينيء خلافاً لموقف حزب الدفاعء الكتاب الابيض؛ ووجه رفضه للهجرة اليهودية
وانتقال ملكية الاراضيء في حين رفضت الحركة الصهيونية؛ بمختلف تياراتهاء وبشكل قاطع: سياسة «الكتاب
الابيض» برمتهاء واخذت تشحذ اسلحتها كافة للنضال ضدها. بيد ان فلسطين كانت على عتبة مرحلة جديدة,
ففي بداية ايلول ( سبتمبر ) اندلعت الحرب العالمية الثانية» واتجهت انظار الاطراف نحو السنة اللهب التى
انهى المؤلف سطوره الاخيرة على ضوئهاء ليسير على طريق البحث ويطلع الى القارىء بالكتاب الثالث من تاريخ
الصهيونية «الدولة في الطريق» او كما اسماه «الدولة القادمة».
ومن النهاية الى البداية. يكتب المؤلف في المقدمة: «وآمل ان اكون قد وفقت... بحيث يقدم الكتاب صورة
وافية لاحداث الحقبة التي يتناولهاء ويسهل على القارىء الوصول الى ما يبتغيه». اذا كان أمل المؤلف مقتصراً
على ذلك فلا شك في ان أمله قد تحققء ذلك ان الكتاب قدم صورة وافية لاحداث الحقبة قيد الدرسء قياساً
بالكتب العربية التي تعالج هذه الفترة.
ملاحظات «بحدية»
بيد ان هذه الصورة الوافية بحاجة الى يسير من «الرتوش» للطبعة المقبلة؛ وذلك لازالة الهفوات البسيطة
التي تخللتها. وتجدر الاشارة» هناء الى ان الملاحظات التى سنوردها هى بحثية صرفة:
-١ في الصفحة 107. أشار المؤلف الى ان مستوطنة ريشون لتسيون «هي اول مستوطنة يهودية تقام في
فلسطين». والحقيقة ان اول مستوطنة غرست في فلسطين هي «بيتح تكفاء التي اقيمت العام 141/8 بالقرب من
قرية ملبّس العربية» وتدعى «ام المستوطنات» اليهودية. وقد ورد هذا التعبير في كتاب المؤلف اكثر من مرة, كما
وأشارء في كتابه - الجزء الاولء ص 5 .٠١ الى عام تأسيسهاء في حين اقيمت مستوطنة ريشون لتسيون العام
4
- اورد المؤلفء سهواً عبارة «الهيئة العربية العليا» بدل «اللجنة العربية العلياء. حيث جاء في الصفحة
«... غير انها لم تعمر طويلاً» اذ سرعان ما تفككت وحلت محلهاء مع نشوب الثورة الكبرى سنة 1575,
الهيئة العربية العليا لفلسطين». وكذلك في الصفحة 8/8" «... وفي المقابل» بادرت أيضاً الهيئة العليا الى اجراء
اتصالات مع عدد من معارضي التقسيم ...» العام 1937. ومن المعروف أن «اللجنة العربية العليا» اقيمت في
العام 1575 في حين أقيمت «الهيئة العربية العليا» على انقاضها في العام 1515.
” - في الوقت الذي تطرق المؤلفء بسواء بالتفصيل او الايجازء الى الاحزاب العربية, والصهيونية؛ كبيرها
وصغيرهاء وتغطية مواقفها السياسية تجاه جملة من القضاياء الا انه اغفل ذكر الحزب الشيوعي الفلسطينى
ومواقفه تجاه القضايا الاساسية. ومهما يكن, فانه من الممكن تدارك هذا الأمر في الجزء الثالث من الكتاب. ”
؛ - عرف الكاتب «الصهيونية المركبة», المرتبطة باسم وايزمان؛ بأنها «نظرية تقضي باتباع سياسة معتدلة,
وبتجميع كافة القوى الصهيونية» اوغير الصهيونية» المستعدة للعمل في بناء الوطن القومي؛ ومن ثم رعايته ليكبر,
تدريجياء كما تنم الشجرة اذا حظيت بالعناية اللائقة». ان هذا التعريفء المتسم بضبابية سميكة؛ ليس فيه
ما يفسر, او يعرفء مفهوم «الصهيونية المركبة» الذي تبناه حاييم وايزمان ودعا اليه. ذلك ان مفهوم «الصهيونية
المركبة» هو بمثابة دمج لمفهوم «الصهيونية السياسية» ومفهوم «الصهيونية العملية», وخلاصة هذا الدمج -
التركيب هو مفهوم «الصهيونية المركبة». ويكون التعريف واضحاً في حال معرفتنا بالمفهومين السابقين: ذلك ان
19417 ) كانون الثاني / شباط ( يناير/ فبراير 1717 ١7 شؤون فلسطيزية العدد 1١ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 166-167
- تاريخ
- يناير ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 7247 (4 views)