شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 124)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 124)
- المحتوى
-
حح قراءة في منجز مرجعي
«الصهيونية السياسية» هي نظرية تيار في الحركة الصهيونية: وعلى رأسه هرتسل ونورد او ومن ثم جابوتينسكي »
رأى ضرورة» وكشرط مسبقء الحصول على ضمانات قانونية وحقوق سياسية قبل البدء بنقل يهود الى فلسطين
واستيطانهم فيها؛ ومن هنا جاء تشديده» وتركيزه» على العامل السياسي ؛ في حين رأى اصحاب نظرية «الصهيونية
العملية» مثل احباء صهيون, ومن ثم الزعامة العمالية وعلى رأسها بن غوريون» انه يجب نقل اليهود الى فلسطين
واستيطانهم, حتى لولم تضمنء سلفاًء الحقوق السياسية؛ ومن هنا جاء تشديد هذا التيار على الجانب العملي.
ه . في معرض شرحه للهدف من فرض الانتداب على فلسطينء وقع المؤلف في خطأ في الصياغة, ونتيجة لذلك
حملت الجملة التي اوردها معنى من غير المعتقد بأنه اراده ولا يتمشى مع سياق رؤيته. يكتب المؤلف: «وبلغة
اخرىء كان الهدف من فرض انتداب واحدة من الامم المتقدمة على بلد ما وتكليفها بحكمه وتنظيمه لفترة معينة
تختلف باختلاف درجة الرقي التي وصل اليها سكان ذلك البلدء هو مساعدة اولئك السكان على التقدم وتحسين
احوالهم؛ حتى يصلوا الى درجة يستطيعون معها الحصول على استقلالهم واقامة حكمهم الوطني. وهذا. ما حدث
فعلاً [ التشديد من عندي ]» بشكل او بآخرء في نهاية الامر في بلدان كثيرة» منها سوريا ولبنان والعراق» ودول
افريقية عدة. غير ان هذه الحال لم تكن هي نفسها بالنسبة الى فلسطين؛ التي صيغ صنك الانتداب عليها بشكل
يهدفء أساساً الى تسهيل اقامة الوطن القومي اليهودي فيها» ( ص 55 ). حسب صياغة المؤلف وتأكيده «هذا
ما حدث فعلاً.. ييدق الانتداب وهى احتلال بلباس جديد يستهدفء في المقام الاولء نهب ثروات البلدان
المنتدبة - عملا انسانياً تقدمياً تتبرع بالقيام به دولة ماء لوجه الله. لانتشال دولة اخرى من براثن التخلف,
والارتقاء بها الى مضمار الحضارة الانسانية. وصولا بها الى «الحكم الوطني». والحقيقة ان شيئاً من هذا لم
يحدث؛ لا بهذا الشكلء ولا بذاك؛ وانما الذي حدث هو مناهضة الدولة المنتدبة لكل توجه شعبي وطني يهدف
الوصول الى الحكم الوطني. وهذا ما حدث فعلاً لجميع الدول التي ابتليت بالانتداب.
ويبدئ ان التوفيق لم يحالف المؤلف في صوغ هذه الجملة التى اعقبت مقتبسات من بنوب الانتداب. ومن
الواضح انه اراد التأكيد على اختلاف الهدف بين بنود صك الانتداب على فلسطين وبنوب الانتداب على سوريا
والعراق ودول اخرى؛ ذلك ان الهدف من فرض الانتداب على سوريا والعراق يتمثل في اقتنسام الغنائم بين فرنسا
وبريطانيا الى حين تطور الحركة الوطنية فيهماء ووصولها الى الدرجة التي يمكن من خلالها فرض الحكم الوطني
محل الانتداب: في حين كان الهدف من الانتداب على فلسطينء الى جانب تلبية المطامع الاستعمارية البريطانية,
تسهيل اقامة المشروع الصهيوني. بهذه الصيغة يستقيم المعنى الذي آراده المؤلفء وينسجم مع سياق رؤيته
في كتابه.
٠ عند اختتام الفصل الاول؛ وفي مجال استخلاص مواقف الاطرافء نجد من الصعبء موضوعياً
واكاديمياً. التمشي مع المؤلف في رسمه للموقف الفلسطيني؛ ففي معرض تلخيصه لمواقف اطراف الصراع ( ص
ى 59 ) في الفترة الواقعة بين 1577-1514 ذكر المؤلف ان البريطانيين اصروا على تنفيذ سياسة وعد
بلفورء وذلك بهدف «تأمين مصالحهم عن طريق كسب وب اليهود والصهيونيين من جهة؛ وحملهم على التمسك
ببريطانيا للابقاء على سيطرتها على فلسطينء: من جهة اخرىء لكي يستطيعوا اقامة الوطن القومي في كنفها». وفي
ما يتعلق بموقفهم من المطالب العربية» فلم يكونوا على استعداد للاستجابة بشأن «منحهم الاستقلال والحكم
الذاتي». وزج الكاتب جملة ضمن هذا السياقء وحشرها في سياق لا تتلاءم واياه, وهي: «... بينما لا يدرك
. الفلسطينيون: من ناحيتهم؛ ان موازين القوى العالمية آنذاك لم تكن تسمح لهم ولا تساعدهم على 3 تحقيق اي من
تلك الطلبات » أي «الاستقلال والحكم الذاتي».
وعند انتقاله الى تلخيص موقف الطرف الثاني من الصراع, اي الطرف الفلسطينيء يلحظ القارىء؛ وخلافاً
للصورة الواضحة والمستفيضة التي عرضها في سياق البحث؛ تشوشاً واضحاً في الاستخلاصء اذ يذكر: «اما
الزعماء الفلسطينيون من ابناء العائلات الكبيرة والوجهاء والتجار وبعض المثقفين؛ فلم يقدروا عمق المتغيرات
الدولية التي نشآت اثر انتهاء الحرب العالمية حق قدرهاء وراحوا يتحدثون عن حق تقرير المصير والاستقلال
والوحدة العربية: في وقت لم يكن فيه احد على استعداد لسماعهم؛ من جهة؛ ولم يكن لديهمء ولو نزر يسير من
القوة الضرورية لتحقيق هذه المطالب او بعضهاء من جهة اخرى». ويحاول استكمال رسم الصورة: «... لم يكن
العدد 1717-17 كانون الثاني/ شياط ( يناير/ فبراير ) 114177 لَتُوُونُ فلسطيية 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 166-167
- تاريخ
- يناير ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)