شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 30)
- المحتوى
-
ب التفاعلات بين الحرب العراقية الايرانية والصراع العربي الاسرائيلي
متفرداًء أن يتفاوض او يُعقد ضلحاً مع اسرائيل. ولذا كان خروج الرئيس أنور السادات على هذا
الاجماع وزيارته للقدسء ثم توقيعه على اتفاقيتي تي كامب ديفيد» ثم أبرامه معاهدة صلح مع اسرائيل,
عاملاً آخر اضاف الى الخلافات العربية عمقاً آخر وتشرزذماً لم-تعرفه من قبل.
وقد أدى تشابك الارادات العربية وتصادم السياسات التي تعبر عنهاء في ما يتصل بالصراع
العربي -«الاسرائينيء الى اهدار الامكانات العربية وشل ارادة الطرف العربي لصالح الطرف
الاسرائيي. واصبحت خارطة الصراع تبدى من الناحية الفعلية» معقدة الى درجة يستحيل معها ان
تقدول من من الدول العربية لا تزال.داخل ساحة الصراع بالفعل ومن هي خارجهاء لان الافعال
والممارسات العربية لم تعد لها اي صلة؛ على الاطلاق, بالخطب او التصريحات الرسمية.
آما ما يتصل من هذه القضايا المنهاجية بطرفي الخرب العراقية الايرانية» وعلاقتهما بالصراع
العريي الاسرائيلي» فينصرف الى امور كثيرة» في مقدمها كيفية تحديد موقع طرفي الحرب على خارطة
الصراع. وترتبط هذه القضية بالقضية السابقة المتعلقة بادراك طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي.
فاذ! اعتيرنا ان هذا الصراع هو صراع طبقي في الاساسء, اي جزء من الصراع العالمي الدائر بين
قوى التحرر ويين الامبريالية العالمية» فاننا قد نميلء في هذه الحالةء الى وضع طرفي الحرب على المسافة
ذاتهاء بعداً اى قرباً. من بوّرة الصراغ العريي الاسرائيلي. اما اذا اعتبرنا ان الصراع العربي -
الاسرائيلي هو صراع قومي تدور رحاه بين حركة القومية العربية؛ من ناحية» وبين الحركة الصهيونية»
من ناحية اخرىء فاذنا سنضع العراقء في هذه الحالة» في مركز هذا الصراع, بينما ستضمع ايران على
طرقه او حتى بعيداً من دائرته بالكامل. وعلى العكسء اذا اعتبرنا. ان الصراع العربي - الاسرائيلي
هو صراع ديني بين اليهودية والاسلامء فان ايران» وخصؤصاً بعد الثورة الاسلامية فيهاء ستتقدم
لتحتل موقع امركذ قي ال الصراع الى جانب العراق وغييها من الدول العربية التي هي دول اسلامية
تشترك جميعهاء معاًء في منظمة المؤتمر الاسلامي. ٠
بعبارة اخرىء هناك معضلة تتمثل في ان طرفي الحرب: المتقاتلين حتى آخر قطرة من دماء
شعبيهما هما طرفان مشاركان معاً وفي الخندق ذاته, ولكن بدرجات مختلفة تختلف باختلاف زاوية
الرؤية؛ في الصراع العربي الاسرائيلي. ومع ان اندلاع الحرب بينهما قد يؤكدء في حد ذاته, ان
التناقضات بينهما هي اقوى بكثير من تناقضات اي منهما مع اسرائيل» الا ان كليهما لا يكفان عن
ترديد أن غايته الكبرى هي تحرير القدسء والذي يمر,.حتماً بيغداد او طهران.
يضاف الى هذا كله أن مستوى التحليل في موضوع الصراع العربي - الاسرائيي قد أصبح»
بالفعل» بسيب تعقد طبيعة هذا الضراع وتشابك اطراقه. صعياً » بل :قد يكون مستحيل التحديد.
فالصراع على المستوى الايديولهجيء مرتبط بالمسألة الاجتماعية وبالمسألة القومية ويجدلية العلاقة
بين القومية العربية والاسلام. فيسبب تشابك وتداخل هذه المستويات الثلاثة, اصبح بعض جوانب
الصراع العربي - الاسرائيلي جزءاً لا يتجزا من السياسات الداخلية للدول التي تعتبر نفسها اطرافاً
في هذا الصراع: كما أصبح بعض آخر جزءاً لا يتجزا من لعبة التوازانات الاقليمية والادوار الزعامية
لدول المنطقة؛ واصبح بعضها الأخير جزءاً لا يتجزأ من لعبة مناطق النفوذ التي تمارسها الدول
الكبرى في منطقة الشرق الاوسط. ١
فاذا كان :الصراع: العربي الاسرائيلي هى في حد ذاته. موضوع على هذه الدرجة من التعقيد,
وعدم الوضوح.ء فان دراسة علاقة الحرب العراقية الايرانية بهذا الصراع؛ ونمط تفاعلاتها معه؛ قد
تكون اكثر تعقيداً: أى اكثر ضبابية. خصوصاً وانه لا توجد اي كتابات متخصصة تناولت هذا
الموضوع بشكل مباشر حتى الآن. وفي هذا الاطار».فقد يكتشف. التحليل ان العلاقة بين الحرب
العدد 114 115: آذار/نيسان ( مارس/ ابريل ) 154177 يون فلسطيزية 59> - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22205 (3 views)