شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 42)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 42)
- المحتوى
-
سل التفاعلات بين الحرب العراقية الايرانية والصراع العربي الاسرائيلي
الديبلوماسية» وبدآت تدخل في حوار مع بعض الاطراف الاسرائيلية التي عرفت باعتد الها أو بمناوآتها
وقد تضافرت عوامل دولية» وأقليمية» ود اخلية» عديدة ادت الى اعتقاد العراق بأنه قد اصبح
مؤهلاً لتسلم زمام قيادة النظام العربي. فقد بدأت مصر تعاني من تراكم المشكلات الاقتصادية
والاجتماعية. كما ادى سوء الادارة السياسية لنتائج حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 2161/1 وعدم
قدرة القيادة السياسية في مصر على الاستثمار الصحيح لنتائج هذه الحرب؛ الى دفع مصر نحو
الاعتماد الكاملء سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. على الولايات المتحدة الاميركية والقطيعة الكاملة مع
الاتحاد السوفياتىء وانتهى المطاف بهذه السياسة الى توجه انور السادات الى القدس في تشرين
الثاني ( توفمير) 191/7 ثم توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد في أيلول ( سبتمير ) 191/4» وإخيراً إلى
توقيع المعاهدة المصرية الاسرائيلية في آذار (مارس) 11175, وهو ما ادىء عملياًء الى القطيعة مع
معظم الدول العربية وانسحاب مصر من قلب الصراع العربي الاسرائيليء ومن ثم من قيادة النظام
العربي. في هذه القترة ذاتهاء كان العراق» شأنه شأن باقي الدول النفطية» بدأ يستفيد من تراكم
الارصدة المالية التي نجمت عن الارتفاع الضخم والمتزايد في اسعار النفط بعد حرب تشرين الأول
( اكتوبر) 4157 وبحث العراق عن تسوية لخلافاته مع ايران حول الحدود بين البلدين والحقوقي
السيادية لكل منهما على شط العربء وتم التوقيع على اتفاقية بين البلدين تتضمن تخطيطأ جديدا
للحدوب بينهماء في ١7 حزيران ( يونيى) 141/0. وربما كانت هذه الاتفاقية مجحفة ببعض الحقوق
العراقية» والتي تمتع بها العراق في ظل اتفاقية العام ١9117 التي الغتها ايران من جانب واحد في
العام 1517؛ لكنها كانت ضرورية لتهيئة العراق لدوره الجديد في النظام العريي» خصوصاً وانها ادت
الى انهاء المشكلة الكردية في الوقت عينهء بعد أن تعهد الشاه التخلي عن دعم مصطفى البرزاني» قائد
القوات الكردية المتمردة. ثم بدات زعامة صدام حسين القوية تشق طريقها بثبات نحى القمة. وهكذا
تضافرت عوامل عديدة ادت الى ادراك القيادة السياسية في العراق انها اصبحت مؤهلة لزعامة العالم
العربي. لهذاء لم يكن غريباً أن يتحدث صدام حسين ابتداء من حزيران ( يونيى) 14175» وهو لا
يزال نائباً للرئيس؛ عن دور قيادي للعراق في العالم العربي. وفي تشرين الأول ( اكتوير) 2151/5 أي
بعد شهور قليلة من توليه الرئاسة؛ بدأ صدام حسين يتحدث عن دور تاريخي للعراق. وآكد على «ان
العراق والامة العربية بأسرها قد افتقدت الى العناصر اللازمة لبناء القومية: الثروةء والقيادة»
والايديواوجية» والتنظيم. وكانت الدول العربية التي امتلكت واحداًء اى اكثر, من هذه العناصر قد
أفتقدءت للاسفء في الوقت نفسه العناصر المكملة لها. اما الآن» فلأول مرة تتهيا كافة هذه العناصصر
لدولة واحدة هي العراق» ومن ثم فهي مهيأة لدور تاريخي عربي»(23). َ
ومن امثير للانتباه ان ممارسة العراق لدوره العربي الجديد قد أدى به؛ تدريجياًء الى ان ينحى
نحو مزيد من «الاعتدال» في موقفه من الصراع العربي - الاسرائيلي. وقد وضحت بوادر هذا الاعتدال
منذ مؤتمر القمة العربي الذي عقد في بغداد في تشرين الثاني ( نوفمير ) 14174, والذي اتخذ قرارات
المقاطعة ضد مصر, بسبب توقيعها اتفاقيتي كامب ديفيد. ويؤكد عضيد داويشه «ان العراقيين قد
اضطرواء في هذا المؤتمر لتعديل موقفهم الثوري السابق والجامد. وتبدى قمة بغداد وكأنها قد زادت
من ميل الزعماء العراقيين نحى الديبلوماسية ونبهتهم الى ان المواقف البراغماتية والمعتدلة قد تكون
اكثر فعالية من المواقف التورية التقليدية: من حيث تأثيرها على التهجهات والسياسات العربية»(:”).
وقد كان من اهم مظاهر النجاحء في قمة بغداد» حدوث تقارب عراقي - سوريء بعد قترة طويلة من
العداء والتنافس الحزبى المدمر والمؤامرات المتبادلة. واعتقد الكثير من المراقبين بأن احياء الجبهة
العدد 114 - 15. آذار/ئيسان ( مارس/ابريل ) /9541 شين فلسدليزية 3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22205 (3 views)