شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 43)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 43)
- المحتوى
-
د. حسن نافعة ل
الشرقية قد اصبح مسالة ممكنة؛ وان هذه 'الجبهة, من خلال مشاركة العراق فيها ودعم النظام العربي
بقيادة العراق لهاء يمكن ان تصحح في الخلل الاستراتيجي الناجم عن خروج مصرمن دائزة الصراع
المسلح مع اسرائيل. 1
وهكذا ادى الطموح القومي للعراق الى دفعه لاتخاذ مواقف وسطية من الصراع العربى -
الاسرائيلي يمكن ان يلتقي عندها كل من المحفاظين و «الثوريين» العرب؛ كما فرض عليه هذا الطموح
الا يكتفي بالمواقف الكلامية» اى تبني الخطط الجزئية الرامية الى عرقلة الآخرين, وانما التقدم الى
ممارسة مسؤوليات قيادية وفاعلة في هذا الصراع. وهكذا بدأ الرئيس صدام حسين يطرح على العالم
العربيء ويتحاور معه؛ حول ما اسماه بالميثاق القوهمي العربي. وقد انطوى هذا الميثاق على
استراتيجية «اتفاق قومي» اعتبرها الرئيس صدام افضل وببيلة للتعامل مع الصراع العربي -
الاسرائيلي» حيث انه لم يعد في مقدور اي دولة عربية» منفردة» أن تحسم هذا الصراع لصالحها(ا*).
ومن المفارقات المثيرة انه ما كاد العراق يتهيا لممارسة دوره القومي, بما يقرضه هذا الدور من
مسؤوليات على صعيد الصراع العربي - الاسرائيليء حتى بدأت التناقضات. القديمة بين ايران
والعراق تطفى على السطح من جديد, بعد انتصار الثورة الايرانية» وتأخذ ابعاداً جديدة تماماً. وقد
أنفجرت هذه التناقضات وأدت الى الحرب الشاملة بين ايران والعراق» وهو ما كان له ابعد الاثر ليس
فقط في دور العراق القومي» ولكن بالتبعية» على موقف العراق من الصراع العربي - الاسرائيلي.
اما في ما يتعلق بطبيعة العلاقات العراقية الايرانية وتأثبيها في الموقف العراقي من الصراع
العربي - الاسرائييء فان الصلة بينهما تبدى واضحة: بل وبديهية. وريما لا نبالغ اذا قلنا ان
العلاقات الثنائية بين ايران والعراق ربما تكون هي العامل الاكثر حسماً في تحديد نمط التفاعلات
العراقية على الصراع العربي الاسرائيلي. قايران دولة تتفوق على العراق» من حيث الموارد البشرية
(أذ يبلغ تعدادها ثلاثة اضعاف تعداد السكان في العراق) : كما تتفوق ايران على العراق» من حيث
الموارد الاقتصادية ايضاًء وان كاذنا يتقاربان في المستوى, من حيث درجة التقدم التكنولوجي ودرجة
التنظيم» ومن شأن هذا كله ان يعطي ميزة استراتيجية حاسفة لايران علق المدى الطويل. ومعنى هذا
ان استمرار الصراع على الحدود العراقية الايرانية» خصوضاً اذا تطور هذا الصراع الى حالة
الحرب الشاملة» كما هى حادث منذ 55 أيلول ( سبتمبر ) 118١ لا يؤدي فقط الى أخراج العراق.
عملياء من نساخة الصراع العربي الاسرائيلي بسيبٍ توجيه موارد» كافة الى ادارة الصراع مع ايران,
وانما يؤديء ايضأء وخصوصاً على المدى الطويل: ويسيب التفوق الاستراتيجي الايراني: الى سحب
جزء من الرصيد العربي وتوجيهه الى ساحة الصراع مع ايران» بدلا من ان يبقى رصيداً استراتيجياً
لصالح الصراع العربي ضد اسرائيل. ٠ . : و0
ومن شأن التزكيبة الاثنية والدينية للسكان العراقيين ان تضعف-من موقف العراق تجاه ايران,
وتجعله شديد الحساسية تجاه محاولات التدخل الايراني في شؤون العراق الداخلية. ان يشكل
الاكراد العراقيون ما يقرب من ١5 الى "١ بالمكة من اجمالي السكان في العراق ويقطنون اغنى مناطق
العراق انتاجاً النفط. وقد بدأ هؤلاء الاكراد يثيرون الاضطرابات في العراق منذ العشرينات من هذا
القرن» ثم لجأوا الى الكفاح المسلح بقيادة الملا مصطفى البرزاني» منذ الاربعينات, للمطالبة بحكم
ذاتي في اقليم كردستان, يما فيه منطقة كركوك التي تنتج» وخدها:١!/ بالمئة من النفط العراقي. وقد
أتاحت ثورة الاكراد في العراق فرصة ذهبية لايران للتدخل في شؤون العراق من خلال ما يمكن ان
تقدمه الى الثوار الاكراد من دعم حاسم. بالاضافة الى هذاء فان ما يقرب من 5١ 5٠ بالمئثة من سكان
العراق ينتمون الى طائفة الشيعة. ويتركز الشيعة العراقيون في مدن الجنوبء مثل البصرة, وفي الاقاليم
ود شؤون فلسايزية العدد 114 175١ء آذان/ نيسان ( مازس / أبريل ) 15417 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22205 (3 views)