شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 44)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 44)
- المحتوى
-
لب التفاهلات بين الحرب العراقية الايرانية والصراع العربي الاسرائيلي
المتاخمة للحدود مع ايران. وفي حين يعتبر العراق المركز الروحي للشيعة, تعتبر ايران هي مركز الثقل
الرئيس للشيعة في العالم, وهذا العامل الهام يشكل اضافة الى امكانات التدخل الايراني في شؤون
العراق الداخلية.
ولقد مرت العلاقات الايرانية - العراقية بعدد من المراحل اختلف فيها نمط التفاعلات العراقية
مع الصراع العربي الاسرائيلي من مرحلة الى اخرى. وقد غلب الطابع التعاوني على هذه العلاقات
طوال الخمسينات وحتى قيام الثورة في العراق العام 1504ء ويرجع ذلك الى انخراط كل من العراق
وايران في اطار الاستراتيجية الغربية المناهضة للشيوعية في الشرق الاوسطهء فلم تكن هناك مصلحة
غريية في تعميق الخلافات والتناقضات بين حليفتيها . لكن هذه الفترة لم تشهد دوراً عراقياً نشطاً في
الصراع العربي - الاسرائيلي» بسبب ارتباطاتها مع الغرب وتصادمها مع زعامة مصر الناصرية التي
تولت مسؤولية العمل القومي
وعندما بدأ العراق يتفاعل مع التيار القومي, بكل ما يرتبه هذا التفاعل من مسؤوليات تجاه
الصراع العربي الاسرائيليء بدأ تنشيط التوتر على الحدود العراقية الايرانية» وقدمت ايران دعماً
متزايداً الى الثوار الاكرادء كما حثت اطرافاً أخرى كثيرة» في مقدمها الولايات المتحدة الاميركية؛ على
تقديم مكل هذا الدعه” *). وقد ادى هذا الى تحجيم الدون العراقي الفعلي في الصراع العربي -
الاسرائيليء ولم يمكنه من تقديم دعم يذكر في المواجهة مع أسرائيل قلم يشارك بتقديم اي دعم
عسكري للجبهة الشرقية في المواجهة العربية الاسرائيلية العام /1511.
واذا كان العراق تمكن من تدعيم الجبهة الشرقية, عسكريأء في حرب العام 1917, الا ان هذا
الدعم كان محدوداًء فضلاٌ عن انه جاء متآخراً بعض الشيء. ويلاحظ أن هذا الدعم لم يكن ممكنا الا
بعد ان وافقت ايران على استكناف علاقاتها الدبلوماسية مع العراقء والتي كانت قطعت العام 191/١ .
وكانت صحيفة «الثورة» الرسمية في بغداد ذكرتء في /ا؟' شباط ( فبراير ) 117» دان العراق لن
يرسل قوات الى الجبهة الشرقية... لاسباب داخلية وخارجية؛ وهي وجود جيوب رجعية ومشبوهة تتأمر
ضد ثورة العراقء ووجود حشوب ايرانية على الحدوب»9؟”). لكن لم يلبث ان عاد التوتّر الى الحدوب
العراقية الايرانية منذ شياط ( فبراير ) 491514 "), ولم يهدا هذا التوتر الا بعد توقيع اتفاقية
ها بين البلدين.
وقد ادت التسوية مع ايران الى تحرير الارادة العراقية من قيود كانت تشكل عائقاً تجاه تطلعاتها
القومية. ودخل العراق مرحلة جديدة حاول فيها قيادة النظام العربي» وخصوصاً بعد توقيع مصر على
اتفاقيتي كامب ديفيدء وبدأ يطور موقفه من الصراع العربي .. الاسرائيلي بما يتلاعم مع هذا الدور
الجديدء وذلك على النحى الذي اشرنا اليه.
ولا يعني هذا ان ايران الشاهء والتي كانت تكدس السلاح في ذلك الوقت على نحوام يسبق له
مثيلء قد سامت للعراق بدوره الجديدء وانما الارجح ان تكون ايران قد رغبت» من خلال التسوية مع
العراق» والتي حصلت من خلالها على مزايا لم تكن تتمتع تع بها طوال القترة من ١911/ - 2151/5 تهيكة
الاوضاع لتقسيم جديد لمناطق النفوذ الاقليمي في الشرق الاوسط. ويقوم هذا التقسيم على ان تصبح
ايران سيدة الخليج مقابل السماح للعراق بان يتطلع نحو الشرق العربيء منطقة نفوذه التقليدي. غير
ان الشاه ما ليث ان القى بكل ثقله وراء مبادرة السادات» ويدأت الدول العربية» وق مقدمها ٠ نظمة
التحرير الفلسطينية» تشعر بمخاوف كبيرة من تأييد الشاه غير المشروط لمبادرة السادات؛ وابدت قلقها
من امكان قيام محور قوي بين اسرائيل وايران ومصر لاخضاع الدول العربية الاخرى وجرّها الى
التسوية وقق منطق الرئيس السادات.
العدد 179-5374 آذار/تيسان ( مارس/ ابريل ) /1541 شثون فلسطلزية ”3 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22205 (3 views)