شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 46)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 46)
- المحتوى
-
ب التفاعلات بين الحرب العراقية - الايرانية والصراع العربي الاسرائيلي
في ايران»ء وحاول مواجهة هذا :التهديد بالحرب الشاملة منتهزاً قرصة الارتباك الذي اصاب صفوف
الجيش الايراني بفعل الثورة, آملاً في ان يحقق نصراً يستطيع من خلاله تصفية حسابه مع ايران
وتوسيع دوره الاقليمي واخضاع ايران ذاتها لمنطقة نفوذه. لكن تطورات الحرب اظهرت ان الحسابات
العراقية كانت خاطتة .
انعكاسات الحري العراقية الايرانية
على مسار الصراع العربي الاسرائيلي
ربما كانت اولى النقاط التى يتعين اثارتها ونحن بصدد بحث انماط التفاعل بين الحرب العراقية
- الايرانية وبين الصراع العربي الاسرائيلي تتعلق بمعرفة ما اذا كانت ديناميات الصراع العربي -
الاسرائيلي تسبيتء بشكل مباشر او غير مباش, في اندلاع الحرب العراقية الايرانية. وقد يبدو هذا
السؤال غريباًء اذ كان من الواضع ان التناقضات العراقية الايرانية. خصوصاً بعد الثورة
الاسلامية, كانت بلغت الذروة بحيث لم تكن في حاجة الى مسببات خازجية لكي تنفجر. ومع ذلك» ققد
كان من الممكن لهذه التناقضات ان تنفجر في صورة أخرى وتأخذ شكل المساجلات الكلامية؛ او
المصادمات على الحدودء اى عمليات التخريب الداخلي المتبادلة, اى مزيج من هذه الاشكال كلها وعلى
نمط مشابه للنمط الضراعي الذي ميّز العلاقات العراقية الايرانية في القترة من ١515 - ١19/ مع
اختلاف في الدرجة وليس في النوع. وكان يمكن للعراق ان يستخدمء للرد على الاستفزازات الايرانية,
استراتيجية دفاعية» اى حتى يحاول ان يأخذ زمام المبادرة بطريقة او بأخرىء ولكن دون ان يصل
بالتصعيد الى حد الحرب الشاملة:
وأياً كان حجم التحدي الذي فرضته ثورة ايران الاسلامية على العراق, الا اننا نعتقد بأن قرار
الحرب الشاملة لم يكن حتمياًء بل كان يمكن: عملياً. تجنبه. ويبدوهذا القرار وكأنه ضد طبائع الامور,
لأنه لا يمكن لاي حسابات عقلانية ان تقره. فمهما تكن درجة الفوضى التي قيل انها قد لحقت بالجيش
الايرانى نتيجة للثورة» الا أن اي حسابات عقلانية كان لا بد ان تؤكد انه سوف يستحيل على العراق
فرض ارادته على ايران على نحو دائم: بسنيب معطيات التوازن البشريء والاقتصاديء بين الدولتين»
وهى توازن يميلء في المدى المنظورء الى صالح ايران ويمثل الثقل. الرئيس في استراتيجية الصراع: على
الرغم من ميل التوازن العسكريء في لحظة. استثنائية بطبيعتهاء الى صالح العراقء لأن القوة
العسكرية في مثل هذا النوع من الصراع وفي اطار هذا التوازن الاستراتيجي قد تفوز في معركة ولكنها
لا تنتطيع ان تحسم الصراع. وتجمع المصادر كافة, بما فيها المصادر الاميركية؛ على ان قرار العراق
بالحرب الشاملة قد اتخذ بتاء على حسابات خاطئة('). لكنه لا يغنينا كثيراً في هذا المقام الدخول في
تفاصيل تلك الحسابات.
ان ما يعنيناء هناء في المقام الاول» هو ان نحاول البحث في ما اذا كان للسياسة الاسرائيلية
والاميركية تجاه الشرق الاوسطء بصفة عامة, وتجاه الصراع العربي - الاسرائيلي بصفة خاصة:؛ دور
في اشعال حرب شاملة بين العراق وايران» ام ان قرار الحرب الشاملة من جانب العراق قد تم بناء
على ادراك واع من جانب القيادة السياسية لمصالح العراق وطموحاتها وحدها دون اي مؤثرات
خارجية ؟ وعلى الرغم من اننا نقتقد الى المعلومات الموثقة في هذا الشأنء الا ان شواهد كثيرة تلقي
بشكوك كثيفة حول دور أميركي - اسرائيلي في قرار الحرب الشاملة. فبعد اكثر من خمس سنوات من
اندلاع الحرب العراقية الايرانية تتأكد الشواهدء يوماً بعد يومء على ان الولايات المتحدة واسرائيل
كانا اكثر الاطراف استفادة من اندلاع الحرب واستمرارهاء وقد خدمت هذه الحرب المصالح
41
العدد 114 - 115ء آذار/ نيسان ( مارس/ ابريل ) ١1417 شُيُون غلسطيزية :1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22210 (3 views)