شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 49)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 49)
- المحتوى
-
د. حسن نافعة ل
ان الهدف الاول للسياسة الخارجية هو دعم المجهود الحريي وتوفير سبل كسب الحرب عسكرياً
وسياسيا.
كان العراق» قبل اندلاع الحرب» يرفض اي تسوية سلمية ويقاوم» بكل ما أوتي من عنفء كل من
يتحدث عن التسوية السلمية من داخل الفصائل الفلسطينية؛ أومن خارجهاء وقادء من خلال مؤامر
القمة العربي في بغداد, المطالبة بمقاطعة مصر على المستويات كافة يعد التوقيع على اتفاقيتي
ديقيدء كما سبق أن أشرنا. لكن مقتضيات الحرب أجيرته على ان يعيد النظر في هذا الموقف. ا
صحيحاً ان تغير الموقف العراقي تجاه مصر بدأ بعد رحيل السادات وما ترتب على هذا الرحيل من
تعديل في التوجهات. السياسية المصرية السابقة, خصوصاً تجاه اسرائيل؛ فقد بدأ التقارب العراقي -
المصري بعد الحرب بفترة وجيزة. واعلن الرئيس ال السادات, مراراًء قبل رحيله» انه يبيع السلاح الى
العراق» وانه يساعده عسكرياً باشكال وطرق مختلفة. واستمر هذا الحال» بشكل متزايد» في عهد
الرئيس حسني مبارك ولم تكن حاجة العراق إلى السلاح هي » فقطء التي فرضت عليه ان يخرج على
قرارات المقاطعة العربية» وان يدخل في علاقات رسمية مع مصىر:«كامب ديفيد»» وانماء أيضاً وعلى
وجه الخصوصء حاجته الى الايدي العاملة المصرية الرخيصة التى فرضت ظروف التعبئة العامة طلب
المزيد منها باستمرار. وكان العراق اول دولة عربية تعيد خطوط الرحلات الجوية المنتظمة مع مصر,
بعد ان كانت توقفت في اطار المقاطعة. ثم توالت الزيارات الرسمية على أعلى المستويات بين البلدين,
على الرغم من استمرار قطع العلاقات الدييلوماسية الذي اصبح محصوراً تماماً في اطار شكلي بحت.
وأصبح العراقء» بسيب ظروف الحربء اكثر الاطراف العربية حماساً الى عودة مصر الى الصف
المريى وذون اشتراط الغاء اتفاقيتي كامب ديقيد. وساعد هذا الموقف على استعادة مصر لمقعدها في
منظمة المؤتمر الاسلامي.
كذلك ادت حاجة العراق الماسة الى الدعم الاقتصاديء والسياسي, من جانب دول الخليج
العربي» وايضاً من جانب الولايات المتحدة الأميركية».الى تعديل جوهري: في موقفف العراق من الصراع
العربي - الاسرائيلي . فقد وافق العراق على مشروع الملك فهد الذي تبناه مؤتمر قمة فاس» وهى المشروع
الذي يميل الى صالح التسوية.السلمية» وينطوي. ضمناً. على الاعتراف باسرائيل. وانتهنى موقف
العراق الرسمي الى انه يوافق على اي حل ترتضيه منظمة التحرير الفلسطينية.
فاذآا ما نظرنا الى الطرف الآخرء وهى ايزان» فسوف نجد ان مقتضيات الحرب قد فرضت عليها
سلوكاً يتناقض مع المواقف المعلنة تجاه الصراع العربي الاسرائيلي “وكان من اغرب مفارقات السلوك
الايراني» في هذا الاطار هو ما كُشف عن قيام آيران بابرام عدة صنفقات من السلاخ مع اسرائيل.
كانت ايران في حاجة ماسة الى السلاح بعد قرار الحظر الاميركئ على مبيعات الاسلحة وقطع الغيار
الى ايران ومشاركة الدول الغربية. بصفة عامةء في هذا القرار. وكانت هناك شبكة اتصالات قديفة
بين الجيش الاسرائيلي والجيش الايراني» وبين المونساد والسافاك: وبعذ فترة انقطاع قصيزة بعد
الثورة تم احياء هذه الشبكة من جديد. فقد خلقت الحرب العراقية الايرانية منطقة مصالح مشتركة
بين الدولتين. كانت ايران بحاجة الى السلاح بأي وسيلة؛ ومن اي مصدرء خارج السوق السوباء
الدولية للسلاح باهظة التكاليف. وكانت لاسرائيل مصلحة مؤّكدة في بيع السلاح الى ايران؛ مصبلحة
سياسية تتمثل في ان بيع السلاح الى ايران ن يساعد على اخراج دولتين عدوتين من ساحة الصراع
والاسهام في تدمييهما المتتادلء ومصلحة اقتصادية بعد ان اصبحت مبيعات السلاح الاسرائيلي
تشكل احد المصادر الهامة للحصول على النقد الاجنبي. وقد قيل» ايضاً؛ ان احساس اسرائيل بأن
نظام الخميني لن يدوم دفعها الى احياء شبكة العلاقات القديمة والبحث في.علاقات جديدة!'). وقد
م4 تون فلسطنية. العدد ١74: 125: آذار/نيسان ( مارس/ ابريل ) ١4417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22210 (3 views)