شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 92)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 92)
- المحتوى
-
مراجحعات
التعة العدوانية في التفسية الاسرائيلية
د. رشاد عبدالله الشامي؛ الشخصية اليهودية الاسرائيلية والروح
العدوانية, الكويت: سلسلة «عالم المعرفة» المجلس الوطني للثقافة والفنون
والآداب» حزيران ( يونيى) 19547.
يتالف الكتاب الذي نحن بصدده من خمسة فصول. يعالج المؤلف في الفصل الاول «الشخصية اليهودية
في اطان الانعزالية الغيتوية» ويرى ان اليهود عاشوا اقليات منعزلة في بلدان مختلفة وخضعوا لتأثيرات ثقافية
ولغوية متعددة ومتباينة, فلم تتكون شخصية يهودية واحدة» ولم يكن هناك ارتباط جغرافي لهاء «ومن هناء فان
الجغرافيا لم تكن جزءاً من هويتهاء ولم تكن سمة من سمات تراثها الذي تميز بتعدد مراكزه الجغرافية».
وتعوب بداية العزلة اليهودية الى مرحلة وجود اليهود في مصر حين كلقهم فرعون بالعملء فاعتبروا ذلك اهانة
وصمموا على الخروج من مصرء وجعلوا «يهوه» الههم القبليء ينكل بالمصريين. وفي شرق اوروياء اتخذت مناطق
الانعزال اليهودي تسميات متعددة منها: «الشتتل» اي المدينة الصغيرة ى «الكاهال».
على ان الذاتية اليهودية في عزلتها وعدم ذوبانها في يوتقة القوميات المتواجدة بين ظهرانيها قد نتج عنها
بدايات الاشكالات في روسيا القيصرية في الربع الاول من القرن التاسع عشي عندما فرض القيصر نيقولا الاول
التجنيد الاجباري على اليهوب» فاخذ اثرياؤهم يتهربون منه بالرشاوى. وجاءت اجراءات القيصر ضدهم قاسية
بعد تسلمه دراسة من لجنة روسية خاصة اشتملت على شدة تعصب اليهود الديني» واحتقارهم للاغيان
وتصورهم انهم دشعب الله المختار». وكان من جملة هذه الاجراءات الغاء «الكاهلات»؛ والخضاع اليهود للادارة
العامة, ومنعهم من اتخاذ ازياء خاصة, والزامهم بالخدمة العسكرية لمدة تصل الى ثلاثة اضعاف المدة العادية.
بدات حياة العزلة اليهودية اختيارية» ثم اصبحت الزامية؛ اثر صدور نشرة بابوية في منتصف للقرن
السادس عشر توصيء لاول مرة» بعزل اليهوب» اجبارياًء في احياء معينة في مناطق نفوذ البابوية.
نشأت العزلة اليهودية الاختيارية بدوافع محض يهودية, وذلك للمحافظة على الشرائع الدينية وما يتبعها من
طقوس تتعلق بالمقابر, والاكل, والمطهر, والزواج» ومن اجل المساعدة المتبادلة ويسبب الشعور بانعدام الامن
لتصورهم يكراهية الاغيار لهم. ونتج عن هذه العزلة الاختيارية» والالزامية فيما بعد قلة الاختلاط بالمسيحيين,
وتزايد الشبهات حولهمء وتدهور المستوى الاجتماعي عندهمء الامر الذي ترك اثراً في وجدانهم وعمّق انقصالهم
عن العالم الخارجي؛ وفوق ذلك باتوا يشعرون بهاجس الخوف خارج الغيتى من عالم شرير معاد لهم. ولازمهم
الاعتقاد بأن الغيتى هو درع الامان لهم. واصبحوا على هذه الصورة «امة» داخل امة لا تجانس بينهما.
لقد كان للعامل الديني الدور الاساس في قيام العزلة؛ كما كان للقواعد الدينية التي فرضها حاخامات اليهود
بتشدد, مدعاة لاستهزاء الآخرينء الامر الذي ادى الى المزيد من التشرنق والتحجر الدينيء الذي كان له دور
حاسم في توجيه الحياة اليهودية, لاسيما بعد تدوين اجتهادات الحاخامات التي عرفت بالتلمود» ونتج عن ذلك
المزيد من العزلة: لأن هذه الاجتهادات شددت على مقولة «شعب الله المختار» و «الشعب المقدس»» وهو الامر
الذي اشعر اليهود بالتمييز والتفرد والتعالي. ولقد اصبح الكنيس اليهودي يقوم بدور فعال في الحياة الإجتماعية
والتعليمية» وعلى الاخص في التوجيه الديني المبني على تدريس اللغة العيرية والتوراة والتلمود» بحيث اصبح
النشء يؤمن بأن «شريعة اسرائيل هي ذروة اعمال الرجل اليهودي في حياته ومعيار لمركزه الاجتماعي».
في مثل هذا المناخ الغيتوي تبلورت السمات السيكولوجية الاساسية للشخصية اليهودية «التي عانت نوعاً
العدد 174 -14, آذار/نيسان ( مارس/ ابريل ) /1541 شؤون فلسطيزية 5١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22214 (3 views)