شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 98)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 98)
- المحتوى
-
لب التقون الصهيوني ف السياسة الاميركية
تأثيره, ومدى نفوذه لدى الادارة الاميركية ومراكز صنع القرار. سواء في الكونغرس اى في البيت الابيض او في
المراكن العلمية والجامعات, وايضاً في البنتاغون وجهان المخابرات الاميركية.
والقارىء المدقق يكتشف حقيقة تبدى غريبة بعض الشىء: وهي ان الادارة الاميركية حرة في الاختيار
والتعامل مع رعاة مصالحها وحلفائها في اي منطقة في العالم, باستثناء الشرق الاوسط؛ حيث تفرض اسرائيل
عليهاء دوماًء ان تكون هيء فقط, الراعي الوحيد للمصالح الاميركية في المنطقة؛ وان اي سياسي او دبلوماسي
اميركي يسعى لتوطيد علاقات اميركا بحلفاء عرب في المنطقة ليس له سوى المجابهة مع اللوبي الصهيوني؛ وعادة
ما تنتهي مساعيه ليس الى فشل أو طرده من منصب فحسبء بل ومحاصرته ومنعه من ممارسة أي نشاط عام .
وذلك يوضح ان الفهم الخاص في أن اسرائيل ما هي الا مجرد اداة لرعاية المصالح الاميركية في المنطقةء
أصبح فهماً قاصراً. حيث تطورت العلاقات الاسرائيلية الاميركية. واصبحت لاسرائيل اليد الطولى في صوغ
السياسة الاميركية في المنطقة, وفقاً للمصالح الاسرائيلية في المقام الاول؛ ولعل هذا ما يزعج بعض الساسة
والديلوماسيين واصحاب المصالح الاميركية في الشرق الاوسطء وخاصة احتكارات التفط.
ويستنجد بول فندلي, في كتابه؛ بحلفاء اميركا العرب لممارسة ضغط عبر لوبي عربي يلعب دوراً موازيا يا للوبي
الصهيوني . ولكن يبقى السؤالء بعد كل ما يكشف عنه فندلي من نفوذ قوي للوبي الصهيوني على مراكز صنع
القرار الاميركي: هل يستطيع اصدقاء اميركا العرب في تحقيق أمل فندلي بافتراض تطابق المصالح الاميركية مع
هؤلاء العرب ؟
يكاد يكون من المستحيل الاجابة بنعم. اولاً؛ تعتبر واشنطن اسرائيل الحليف الاول والاساني في المنطقة,
ذلك لأن حلقاءها من العرب لا يتمتعون بالاستقرار المطلوب الذي تنعم به اسرائيل؛ كما تثير صداقتهم لاميركا
نقمة قطاعات واسعة من الشعوب العربية؛ ثانياًء وبناء على العامل الاول: تقف اميركاء بشكل دائم» بجوار
اسرائيل عند تصاعد حدة الصراع العربي - الاسرائيلي في المنطقة, مما يدفع علاقاتها مع اصدقائها العرب الى
أزمات متوالية؛ ثالقاً ان الجالية اليهودية كبيرة الحجم (ستة ملايين) وواسعة الانتشار والثراء: هي جزء أصيل
في نسيج المجتمع الاميركي, على عكس الجالية العربية صغيرة العدد, والممزقة بين النزاعات الاقليمية والطائفية,
بالاضافة الى انها جالية مغترية.
على آية حال, يبقى كتاب فندلي وثيقة اساسية ونادرة في كشف أساليب الانشطة الصهيونية وكيفية رسمها
للسياسة الاميركية في الشرق الاوسطء خاصة وان المكتبات العالمية, والعربية منها بصفة خاصة: ليس لديها
الوثائق والدراسات الكافية حول طبيعة هذه الانشطة:؛ مما يدفع البعض» أحياناً. الى التقليل من شأن النفون
الصهيوني في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من ان بعض الكتابات قد ضحم من هذا النقوذ» الا انه لم يبلغ
الحقيقة, فالواقع الذي يصفه فندلي أفدح من أي تصور عربي لمدى نفوذ هذ! اللوبي.
ومن ابرن ما تطرق اليه فندلي هو ما يتصل بعمل اللجنة الاميركية الاسرائيلية للشؤون العامة (ايباك)
فهي حسب المؤلف - أشهر لجان الكونغرس الاميركي» وصاحبة السلطة الرئيسة بين جماعات الضغط في
واشنطن. وليست «ايباك» سوى جزء من اللوبي الصهيونيء ولا مبالغة في انها تتحكمء فعلاء يكل تصرفات
الكونغرس بشأن السياسة الشرق أوسطية. وهذا الوضع يدعى الى تندر بعض الاوساط الحكومية» فيذكر السفير
الاميركي السابق في السودان: «أننا كنا في وزارة الخارجية نتندر بأته اذا اعلن رئيس وزراء اسرائيل: يوماً ماء
أن الارض مسطحة, لأصدر الكونغرسء خلال 74 ساعة:؛ قراراً يهذئه فيه على هذا الاكتشاف».
وحتى رئيس الولايات المتحدة يلجأ الى «ايباك», كلما واجهته مشكلة سياسية معقدة لها علاقة بالنزاع
العربي - الاسرائيلي. فعلى سبيل المثالء حينما واجه رونالد ريغان معارضة علذية متزايدة لوجود مشاة البحرية
الاميركية في لبنان, سعى في تشرين الاول (اكتوير ) 19477 الى الاستعانة ب دايباك» التي ضمنت له أغلبية
اصوات مجلسي الشيوخ والذواب» فاتصل ريغان, شخصياًء الذي غمرته الفرحة؛ برئيس «ايباك» ليشكره.
وتتولى «ايباك» تقديم المساعدات المادية والسياسية الضخمة الى مرشحي الكونغرس, فتضمن. في المقابل»
ولاءهم وأصواتهم في اي قرار يصدره الكونغرس خاص بالشرق الاوسط. وايضاًء تتولى التنديد ومهاجمة اي عضو
في الكونغرس يصوت ضد رغبتهاء على نحو ما فعلت مع فندلي نفسه وكثيرين غيره؛ مثل مكلوسكي الذي وقفء
العدد 114 115: آذار/نيسان ( مارس/ ابريل ) /1541 همون فلسحيزية 57 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22214 (3 views)