شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 117)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169 (ص 117)
- المحتوى
-
ان الظروف التي عاشها العرب داخل اسرائيل
قد ساهمت في تنمية وتطوير قيادات جديدة, ظهرت
من خلال التجربة المباشرة, والنضال العملي. فهذه
القيادات قد خرجت من بطن المجتمع» وعبرت عن
طموحاته وارادته. انها لم تتوارث مناصيها
ومواقعهاء وهذه هي السمة الاولى لنضال العرب
داخل اسرائيل. اما السمة الاخرى للنضالء في تلك
الفترة» فقد تركزت على الاصرار على البقاء في الوطن
بشتى الطرق. فبعد اقامة الدولة مباشرة» فرض
الحكم العسكري على العربء وكان الهدف الاول
لهذا الحكم ينصب على تهجير من بقي من الاهالي
من ارضهمء وتفريغ البلاد من اهلها الاصليين؛
وحدثت مجازر كثيرة لقرى بكاملها لتحقيق هذا
الهدف؛ وكانت الشاحنات الاسرائيلية تحمل اهالي
القرى وتقذف بهم وراء الحدود؛ ولكن هؤلاء كانوا
يعودون الى ارضهم متسللين» ويبد أون من جديد.
وقد حدثت حملات تضييق شاملة. حتى على
المواد التموينية. وحصلت مجاعات. ومجاعة الخين
التي سادت في البلاد» وخصوصاً منطقة المثلث تعتير
من أشهرها. لقد كان هذا في سنة 1507. والخينء
كما هى معروف» طعام اساسي لدينا. فكان الثاس
يضطرون الى التسلل الى .المستوطنات الاسرائيلية
لشراء الطجين اى الخبز. واذا ما حدث أن ضبط أحد
من قبل السلطات. يوَْخْذ منه الطحينء او الخبن:
ويضرب ضرباً مبرحاًء ويقدم الى محكمة عسكرية.
ان نضالناء في البداية. كان محلياً وعضوياء
وبمبادرات قردية الى حد ما. والمقصوبء هناء نضال
الحركة. الوطنية. اما بالنسبة الى الحزب الشيوعي
الاسرائيلي» فان المسألة مختلفة, وسأتحدث عتها
لاحقاً. ١
اذن» ان النضال كان محلياً. بمعنى ان كل
قرية, أى منطقبة, كانت تعبر عن رفضها للواقع
الجديد بطريقتها, خصوصاً وان الحكم العسكري
قد عزل القرى عن بعضها البعضء وكذلك الحال
بالنسبة الى المدن. كان هناك انقطاع كامل بين
القرى والمدن العربية. وَلِمِ تكن هناك اية وبسيلة
للاتصال بين هذه القرى والمدن؛ وهذا الامر ادى الى
ظهور قيادات محلية في كل قرية» ومدينة؛ على حدةء
ولم تكن. الظروف تسمح بتعرف هذه القيادات
المحلية على بعضها البعضء» خصوصا وان هذه
القيادات لم تكن معروفة قبل العام /194. من هناء
اعداد: ونيد الجعفري
وجدت القيادات المحلية نفسها مضطرة الى التعامل
مع الحزب الشيوعيء على الرغم من غضب الشارع
العربي عليه بسبب موقفه المؤيد لقرار التقسيم في
العام 1521. أن العرب داخل اسرائيل قد وجدوا,
بصورة عملية, إن المزب الشيوعي كان عنيداً
وصلباً في دفاعه عن حقوقهم المدنية» والمعيشية,
ووجدوا فيه سداً مذيعاً وحامياً لهم يتحصنون
وراعة.
لم تكن المسألة بالنسبة اليناء في تلك الايام,
كيف نعيش ؟ وانما المسألة الاهم هي الوجود
والحفاظ على الوجود. ان تكون او لا تكون. ان عدم
خبرتنا وضحالة تجريتنا في اساليب النضال قد
دفعتنا الى ابتكار اساليبنا الخاصة. فعندما شعرنا
بأن السلطات تقاوم تزايد النسل لديناء كان الاكثار
من النسل سلاحاً قوياً في يدنا. وكنا نشعر بأن قلة
عددنا قد تكون من اسباب ضعفناء مع ادراكنا
لصعوية اعالة هذا العدد الكبير من الاولاد؛ وهذا
يؤكد ما قلته سابقاً من ان المسألة المطروحة لدينا
بالحاح» هي وجودنا بالدرجة الاولى. اما كيف
سنعيشء فقد كانت هذه المسألة الثانية؛ من حيث
الاهمية.
ان القيادات المحلية التي ظهرت لم تكن سوى
براعم. ولم يكن امامها سوى الحزب الشيوعي:
الذي اتخذت منه مظلة» وعملت معه. فمن جهة؛ كان
الحزبء الى حد ماء وسيلة آمنة للنضال؛ ومن جهة
اخرىء هى السبيل الوحيد لتلك القيادات الشابة
للتعرف على بعضها البعض والإلتقاء مع بعضها.
فقد كان من الصعب -على سبيل المثال ان تحصل
على تصريح لعقد اجتماع يضم القوى الوطنية. بل
كان هذا امراً مستحيلاً. ولكن كن الحزب الشيوعي كان
يحصل على مثل هذا التصريح من السلطات. وهكذا؛
يمكن القول ان العملء من خلال مظلة الحزب
الشبيوعي وليس في اطاره المباشر, الى جانب المشاركة
في المجالس المحلية والقطرية التي تعقد جلسات بين
حين وآخن قد ساهما في تعارف الشيان الذين
اصبحواء فيما بعدء قيادة الحركة الوطنية. ومع
مرور الوقتء بدآت مراحل اكثر جدية في العمل, مما
اتمر.. يعد سنوات قليلة» ولادة «الجبهة -الشعبية,
التي سأتحدث عنها لاحقاً ايضاً.
أودء هناء ان اشير الى بعض ال محاولات التي
ظهرت بين حين وآخر لتأسيس حزب عربي داخل
11 شين فلسطيزية العدد 174 175 آذار/نيسان ( مارس/ ابريل ) 15417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 168-169
- تاريخ
- مارس ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10255 (4 views)