شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 6)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 6)
- المحتوى
-
صيري جريس 3
الاخيرة الراهنة منها ؛ التي 3 تعتبر أنها بدأت منذ «خروج بيروت» سنة 1١158 وفي «تاريخ» هذه المرحلة
من عبرء على كل حالء ما يكاد يعم ويطم .
رحيل» وانشقاق ىق «حوارات»
لا حاجة الى التدليل كثيراً على ان العمل الفلسطيني عامة قد طّبع» خلال السنوات الخمس
الاخيرة» اي في مرحلة ما بعد بيروت» بحقيقتين مهمتينء لا تزال الانعكاسات المختلفة التي ترتب.-
عليهما تتفاعل حتى الآن.
أولى هاتين الحقيقتين هي اضطرار الجسم الرئيس للمقاومة الفلسطينية الى الخروج من بيروت,
في نهاية صيف 15487. في اعقاب حرب مدمرة شنتها اسرائيل (وتفرجء خلالهاء العرب)» تنفيذاً لخطة
وضعها وزير الدفاع الاسرائيلي اريئيل شارون بهدف ابادة (بالمعنى العادي للكلمة) منظمة التحرير
الفلسطينية: تمهيداً ل «حل» القضية الفلسطينية على طريقته؛ وتحقيق الحلم الامبراطوري
الصهيوني وهو ما لم يفلح بتحقيقه؛ رغم الدمار والمآسي التي سببتها تلك الحرب: لأسباب لا مجال
لذكرها هنا .
اما الحقيقة الثانية, التي تبلورت خلال السنة التالية :)١547( فهي وقوع انشقاق في «فتح»,
كبرى منظمات المقاومة, سارع النظام الأسديء الجاثم على قلب سورياء الى استغلاله ودعمه وتغذيته,
بهدف اقامة قيادة بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية تكون خاضعة امشيئته وتأتمر بأمره؛ في مسعى
آخر لتحقيق «مشروع» الامبراطور المشرقي, الذي لا يزال» حتى الآن» معروفاً باسم «الرئيس» حافظ
الاسد فقط. ونا لم يكن ذلك الانشقاق كافياً لتحقيق الهدف المنشود, وسّع ذلك النظام الفاشي نشاطه
التآمري: فمارس ضغوطاً «صغيرة» على المنظمات الصغيرة, الخاضعة لسيطرته: ولو جغرافياً وكذلك
على من يقيم في سوريا من «وجهاء» المقاومةء فراح ممثلو تلك التنظيمات في اللجنة التنفيذية للمنظمة
يعلنون مقاطعتهم جلساتهاء واحدا تلى الآخرء وذلك لتعطيل عملهاء وبالتالي شل المنظمة بأسرهاء فيما
بدا انه محاولة لاكمال ما عجز شارون عن تحقيقه. ولم يكتف النظام الاسدي بذلكء بل وسّع نشاطه,
فيما بعدء ليمنع حتى انعقاد دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني» ليس فقط بمنع الاعضاء
المقيمين في سوريا من حضور الجلسات, او منعهم من العودة, بتاتا ٠ الى سوريا ان هم تجرأوا وخالفوا
التعليمات» بل حتى بقيام رئيس النظام نفسه بزيارة الى احدى الدول العربية لاقناع المسؤولين فيها
بالاعتذار عن السماح بعقد المجلس على اراضيهاء بدعوى ان «الوحدة الوطنية» الفلسطينية غير قائمة
(وسيادته «حريص» جداً عليها...).
وقد باءت هذه المحاولات: كما هو معروف, جميعها بالفشل. فمع نهاية سنة ١95/415 عقدتء أخيراء
الدورة السابعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني في عمان «بمن حضر»» وقررت الاكثرية الاستمرار
في طريقهاء كائناً ما كان موقف «فلسطينيي الاسد».
ومنذ اللحظة الاولى لوقوع الانشقاقات ونشوب الخلافات: لم تتوقف, بشكل أو بآخرء محاولات
«الحوار» و «التفاهم» وترنيم اناشيد التغني بالوحدة الوطنية . ورافقت تلك مخططات ومشاريع: ووضع
اوراق عمل واتفاقات واصدار بيانات وتقديم شروط لاصلاح ذات البين والعودة بالمياه الى مجاريهاء
ابتداء باتفاق عدن الجزائر, مروراً باعلان براغ وانتهاء ببياني المنظمات الاربع والمنظمات الست
(المسمى ايضاً «وثيقة طرابلس»). ولقد كانت محصلة هذه الاتصالات, والبيانات والاتفاقات: على ما
تضمنته وما مهدت له من تفاهمء او - أحياناً - لا تفاهم, هي الارضية التي عقدت بموجبها الدورة
الاخيرة للمجلس الوطني الفلسطيني.
" اشُيُونُ فلسطيزية العدد ,.17١- ٠7١ آيار/ حزيران (مايو/ يونيو) 19417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 445 (26 views)