شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 12)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 12)
- المحتوى
-
صيري جريس كت
المفترض ان يسعى مثل هذا الاتحاد» باعتباره نقابة عامة او اتحاداً مهنياً شاملاً» الى توسيع قاعدته
وجعلها اكثر ديمقراطية وشمولاً. بحيث يجذب اليه اكبر عدد ممكن من الكتاب» خصوصاً اولتك الذين
لا ينتمون الى اي تنظيمء قبل غيرهم؛ لما في ذلك من فوائد جمّة يمكن ان يوديها الكتاب: في خدمتهم
للقضية الفلسطينية» في مجالات عدة.
واوضاع اتحاد الكتاب لا تتصف بما اشرنا اليه فقطء بل انه علاوة على ذلك ابحُّلي بمجموعة من
متعاطي «الحوار» و «الوحدة الوطنية»: الذين لم ينفكوا عن بذل مساعيهم الحميدة» حتى خلال فترات
الركوب الطويلة: لاعادة اللحمة الى اتحادهم,ء الى ان تم لهم ما ارادوا وتمكنوا من عقد مؤتمر «توحيدي»
للاتحاد مع مطلع هذه السنة. وما ان اعلن عن موعد عقد المؤتمر حتى دبٍّ الحماس والنشاط بين
الشباب» كما تدب النار في الهشيمء وبدأت حملة انتخابات واسعة, رافقتها كافة المظاهر المعروفة من
تناحر ومنافسة وما شابه. انتهت على خير. ومع اقتراب موعد عقد المؤتمر, راحت وفود الاعضاء تصل
تباعاً الى مكان انعقاده: وكلهم يتأهب لتأدية واجبه؛ كما يفترض باعضاء «مُنتخَبينَ» حظوا بثقة قواعد
ناخبيهم - ليكتشفواء هنالك؛ ان كل الاجراءات قد اتخدت للتخفيف عنهم؛ بحيث تم ترتيب كل شيء
سلفاً من قبل ممثلي التنظيمات, الذين قررواء بناء على «اسس جبهوية» واضحة «تراعي / لا تراعي
(اشطب الزائد) الكفاءة»؛ ماذا يفترض ان يقرر المؤتمرء ومن يُنتخب او لا يُنتخب لعضوية هيئاته
الجديدة. ويقول احد المشاركين في المؤتمر انه حتى حق الكلام هناك كان مقنناً. بينما يضيف آخر انه
لم يُسمح له حتى بأن يتمتع بالتصفيق.
ويقينا انه لم يكن في الامكان احسن مما كان. فنظام الوحدة الكوتاء اي الحصة المحددة سلقاً
لا يزال سائداً ومعمولا به . وهو لم يتغير, بل لا يبدو انه قد يتغير او يعدل. . وبالتايء يبدو ان اي حديث
اومسعى الى الاصلاح او اقرار النظام سوف يبقى يدور في الدائرة المفرغة القائمة منذ سنين.
وما كان من نصيب اتحاد الكتاب سوف يكون من نصيب غيره.
وحال مؤسسات م.ت.ف . لا يختلف كثيراً عن اوضاع التنظيمات الشعبية. ويكفي ان نشير, في
هذا الصدد.ء مكلا الى ان الانظمة الادارية الرئيسة المعمول بموجبها في تلك المؤسسات لا تزال هي
تلك التى وضعت في عهد المغفور له احمد الشقيريء وكل ما ادخل عليها من تغييرات: منذ ذلك 0
كان عبارة عن رُقع هنا وهناك؛ لا تنم عن ذوق رفيع او خبرة واسعة. كذلك يلاحظء على سبيل المثال
ايضاً. ان اصحاب الخبرات والكفاءات المختلفة العاملين في تلك المؤسساتء بمعظمهمء ان لم يكن
كلهم, من بين اولك الذين اكتسبوا ما اكتسبوو؛ اياً كانت قيمته, خارج أطر التنظيمات وقبل التحاقهم
بها. والتنظيمات ذاتها لم تفلح, حتى الآن؛ في اقامة مؤسسات تستحق هذا الاسم,ء ولا في اعداد
الكوادر لها.
وفي وضع كهذاء لا مجال واسعاً هناك لتعليق آمال كبيرة على هذه المؤسسات, ولا على الدعوات
الى اصلاحهاء وفق هذه الاسس او تلك. وليس في ذلك, على كل حالء ما يتبغي ان يدفع المرء الى شق
ثوبه حزناً وأسىّ. ان يكفي» فقطء ان تنظر الى خارج أطر التنظيمات والمنظمة قليلاً لترى ان الدنيا بألف
خير. وان هنالك العشرات, بل المثات» من المؤّسسات الفلسطينية المزدهرة؛ العاملة في مختلف المجالات:
هنا وهناك وهنالك؛ والتي يمكن ان تؤديء عند الضرورة, مختلف المهام. بل لعلّه من المناسب ان يصار
الودعم هذه المؤسسات - اعط الخبز لخْبّازه او تكليفها او التعاقد معها («تلزيم» حسب المصطلحات
اللبنانية) لتنفيذ ما تدعو الحاجة اليه بدلا من اقامة مؤسسات هزيلة» اى الاستمرار في المتاجرة بها.
وعلى كل حالء ورغم ما قدمناه, تجدر الاشارة الى ان الوقت لم يفت بعد لاعادة النظر في اجهزة
المنظمة ومؤسساتهاء بل انه عملياً. لا يفوت ابداً. فدوائر المنظمة ومؤّسساتها واجهزتها كافة تُنشاً
191417 أيار/ حزيران (مايو/ يونيى) 17١ - ١7٠١ اشوُون فلسطيزية العدد 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)