شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 14)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 14)
المحتوى
4
صيري جريس سه
الدورة الاخيرة للمجلس على المنوال نفسه؛ فتدين الممارسات السورية اى تشجبها او تستنكرهاء او
تلقي شيئاً من اللوم على النظام السوري او تعتب عليه, على الاقل. الا ان شيئاً من هذا كله لم يحدث,
بل اكتفى المجلسء في بيان عن «حرب المخيمات» (وليس في قراراته الرسمية) بالقاء اللوم» ولى على
خجلء على «قيادة» حركة «أمل», اي دون مس عصابات الحركة بأسرها. وبدلاً من ذلكء دعا المجلس
الى اقامة علاقات متكافئة مع النظام السوري. وفسر ذلك كله على انه ضروري لتمهيد الطريق
ل «صلحة» مع النظام اياه ‏ ويمكن ان يفسره مؤرخو المستقبل, ايضاًء على انه متاجرة بالمآسي التي
سببها ذلك النظام للفلسطينيين وتنكر للتضحيات الجمّة التي قدمت في محاولات لمنعهاء دون ان
تكون هنالك: اصلاً؛ ضرورة لذلك.
ويبدو ان لهذا التفسير ما يبرره» ان يلاحظ؛ ايضاًء ان قرارات الدورة الاخيرة للمجلس - على
عكس الدورتين السابقتين ‏ تشيرء لاول مرة منذ الخروج من بيروتء الى اتفاقية القاهرة وملحقاتهاء
الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة اللبنانية» فيما يبدو كأنه مطلب للعودة الى العمل
بموجبها. والمعروفء طبعاً. ان هذه الاتفاقية تنصء أيضاًء على تنظيم عمل عسكري فلسطيني على
الاراضي اللبنانية» وانطلاقاً منها. وكأنك بالخيال «شطح» ببعضهم فعاد بمخيلته الى ايام امبراطورية
الفاكهاني وملحقاتهاء وراح يعلل النفس بالعودة الى الممارسات السابقة في لبنان» بعد اتفاق مع النظام
الدمشقي.
ولوصح هذا التحليل: الذي لا يبدو على كل حال بعيداً من الواقع؛ استناداً الى معطيات عديدة,
فليس هنالك من خطأ اكبر يمكن ارتكابه؛ في الظروف الراهنة؛ في كلتا الحالتين ‏ الرهان على المصالحة
مع النظام السوري اولاًء والسعي للعودة الى لبنان ثانياً. ففيما يتعلق بسورياء لا حاجة الى التوضيح
ان سر الخلاف معهاء واصل البلاء. هى. ببساطة, رفض نظامها القبول بفكرة الكيانية الفلسطينية
والاقرار بحق الحركة الوطنية الفلسطينية في اي تمايز ومعارضة طروحات الدولة الفلسطينية المستقلة
وعدم الاعترافء في حقيقة الامرء بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً للفلسطينيين. صحيح ان
العشرات من شعوب العالم ودوله» وحتى دوائر أسرائيلية عدةء باتت تعترف يذلكء ولكن السيد الرئيس
حافظ الاسد لا يزال يرفضه. وهذه الظاهرة, تاريخياً »ليست جديدة على اي حال. فالاسدء في موقفه
هذاء يكاد يكون طيعة جديدة من الملك عبد الله » الذي قضى حياته يحلم بتاج فلسطين ويعمل في سبيله؛
ومن أجل ذلكء لم يتردد في عقد صفقات مختلفة؛ الواحدة تلو الاخرىء مع اليهود أيام الانتداب» ثم
اسرائيل: سراً وبهدوء؛ وهى ما فعلهء ايضاً. نظام حافظ الاسد اكثر من مرة. ومن موقفه الثابت هذاء
لن تكون اية مصالحة يجريها الاسد مع فصائل م.ت.ف. وقادتها الا تكتيكية وآنية؛ يلتزم بها ما دامت
مفيدة لخططه فقطء ثم يسارع الى ايجاد الاعذار لنسفها عندما يتراءى له ان مخططاته تتطلب ذلك.
ولهذاء يبدو الاتكال على الاسد و «التحالف» معه كمصادقة ذئبء لا تعرف متى ينقض عليك.
اما احلام العودة الى لبنان» فلا تقل خطورة عن المراهنة على النظام الدمشقي. فحتى سنة
«اقام» الفلسطينيون لفترة طويلة في لبنان» حيث انشأوا هناك امبراطورية مترامية الاطراف,
ضمت ما تيسر من الاجهزة العجيبة الغربية و «الدكاكين» المختلفة, وامعنوا في المهجرة وابتعدواء يوماً
فيوماً. عن قضاياهم الاساسية. ولى تمت عودة جديدة الى لبنان» فلن تؤديء في نهاية الامرء الا الى
العودة. أيضاً الى الممارسات السايقة والامعان فيهاء دون امكانية التراجع عنها هذه المرة. والعواقب
سوف تكون وخيمة؛ اقلها التمهجر نهائياً.
ولم يقف المجلس الوطني الموقرء على كل حالء عند ما أشرنا اليه من «مسح جوخ» للنظام
السوريء وتعليل النفس بالعودة الى لبنان» بل أنهال نفسه؛ لا غيره» باللوم والتقريع على مصرء مؤكداً
١91417 ‏أيار/ حزيران (مايو/ يونيو)‎ ء١17١-‎ ١7١ ‏هْيُونُ قلسطيزية العدد‎ ١
تاريخ
مايو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)