شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 24)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 24)
- المحتوى
-
صيري جريس -ح--
ووايزمان وبن - غوريون, على مواقف العرب الراهنة وردود فعل زعماء اسرائيل الحاليين عليهاء لاهتزت
عظامهم في قبورهم غضباً على هؤلاء الزعماء وحسرة على تقاعسهم في استغلال الفرص السانحة. الا
ان للزعماء الاسرائيليين الحاليين همومهم الخاصة بهمء وواقعهم الخاص بهم كذلك؛ وسياساتهم
الواضحة أيضاً: » وهم ليسوا في هذا الوارد . فالمعروف للجميع» تقريباً» ان القوى السياسية الاسرائيلية
الفاعلة مقسّمة بين تيارين رئيسين؛ احدهما الليكود الذي يعتبر كافة الاراضي الفلسطينية جزءاً مما
يسمى «ارض - اسرائيل»» التي «تخص» «الشعب اليهودي». وبالتالي لا انسحاب اسرائيل منهاء ولا
يجوز تسليم اقسام منها ل «الغرياء»؛ اما ثانيهماء الممثل بحزب العملء فانه اكثر براغماتية: ولا
يعترض على حلول اكثر مرونة. الا ان كلا التيارين بعيد للغاية من التجاوب مع ابسط الطموحات
الفلسطينية» او تفهمها. فكلاهما يعارض قيام دولة فلسطينية مستقلة» حتى لو اعترفت باسرائيل: يل
انهما ليسا بحاجة الى هذا الاعتراف. وان كان عدد من زعمائهما قد سمع ؛ ولى اشاعة؛ تقول ان هنالك
شعباً فلسطينياً. فان كليهما لم يتعرف حتى الآن على «الاكتشاف» المسمى حق تقرير المصير. كما ان
كليهماء في تعاطيه مع ما يسميه «المشكلة» الفلسطنية» لا يقيم اي وزن للمهجر الفلسطينيء وفي
طليعته منظمة التحرير الفلسطينية بشكل خاصء ولا يعتبر ان هنالك اية مسؤولية ملقاة على عاتقه
تجاهه؛ وهي حقيقة يستحسن عدم نسيانها.
والأخطر من ذلك؛ من حيث النتائج والانعكاسات السياسية:» هو ان هذه المواقف لم تبرز ارتجالاً:
بمعنى انه تمت» مكلا المصادقة عليها او «اعتمادهل» من قيل «لجنة مركزية» اسرائيلية أو «مكتب
سياسي » أسرائيلي أى «مجلس وطني » اسرائيلي »ولا هي جاءت نتيجة ل «حوار» أدى الى «وحدة وطنية»
اسرائيلية» بل انها نابعة من موقف «الجماهس» الصهيونية وهنالك: فعللا ٠ جماهير صهيونية تتلمذت
على سياسات الاستخفاف بالعرب ومواقفهم؛ وكبرت على ممارسات الاحتلال والضم, وتشكل مواقفها
درأياً عامل ليس من السهل على الزعماء الاسرائيليين» أيا كانت اتجاهاتهم» تجاهله. فالنظام
الاسرائيليء في تركيبته السياسية: ليسء في نهاية الامر - على سبيل المثال -, اتحاداً شعبياً بائساً يمكن
«تضبيطه» واعادة تركيبه وصياغته كما قد يحلو لبعضهم: من هنا وهناكء او لجنة ما تشكل بالتوافق:
بل انه بناء معقد للغاية» تلعب «الجماهير» - حسب مفاهيم المستيسرينء ولكن هذه المرة بالمقلوي -
دوراً مهماً للغاية, بل وحاسماً » في صياغته . وهذه «الجماهير», بأكثريتها الساحقة, غير «متعاطفة» مع
التطلعات الفلسطينية نحى الاستقلال» وما يترتب عليه اويمتٌ له بصلة. والاهم من ذلك هو ان هامش
التلاعب بهذه الجماهير ضيق للغاية؛ بحيث لا يمكن طرح مواقف لا تعجبها اى انتهاج سياسات لا
ترضى عنها والا جاء الحساب وتفذت العقوبة يوم الانتخابات. فالجناح العمالي الصهيونيء مثلاً
ونتيجة لسلسلة من الاخطاء التي ارتكبهاء وجد نفسه, عند انتخابات سنة /191/1, ويين عشية
وضحاهاء خارج السلطة؛ وذلك بعد 4١ سنة متتالية قضاها في قيادة الحركة الصهيونية وحكم
اسرائيل. وحتى الآن» وبعد عشر سنواتء لم يتمكن من استعادة نفوذه السابق بأكمله. والواضح ان
هذا الدرس مائثل للعيان جيدا امام القادة الاسرائيليين؛ ؛ ومن يتوقع منهم «اعتد الآ», على ارضية
مواقف «جماهيرية» متصلبة. مخطىء ليس الا.
صحيح انه مُسمع في اسرائيل: من ناحية أخرى؛ اصوات مسالمة تدعو من حين الى آخر, الى
الحكمة والتعقل؛ مثل بيليد وساريد وايبن (ولا ينبغي ان ننسىء بالطبع؛ الشيوعيين وحلفاءهم: احباب
بعض التيارات والاجهزة الفلسطينية)؛ وكذلك وايزمان» وغيرهم. الا ان هؤلاء جميعاً ليسوا الا بمثابة
. قوى هامشية: لا تحلّ ولا تربط. كما ان ما تطرحه ليس مقبولاً تماماً من قبل الفلسطينيين ؛ وان كان
مقبولاً: فليست لديها القدرة على تنفيذه . ولعل الاوسع «نقوناً» بين هؤلاء جميعاً الوزير عيزر وايزمان,
5" شوُون فلسطيزية العدد 17١-١1٠١ أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) ١941/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)