شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 28)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 28)
- المحتوى
-
1
38
صبري جريس د
وقصف وحصار وتجويعء: في قسوة وقذارة بالغتين» اثارتا السخط والاحتجاج في مختلف انحاء
العالم.
وعلى الرغم من شراسة تلك الهجمة: على كل حالء: واستمرارها لفترات طويلة. فقد صمدت
المخيمات صموداً بطولياً . وكما هى معروف جيداً لم يتم ذلك اعتباطاً ٠ بل جاء نتيجة لجهود مكثفة
بذلتها مختلف الاجهزة العاملة في اطار منظمة التحرير الفلسطينية من توجيه القوى البشرية
والموارد المالية الضرورية لصد العدوان» ومن اهتمام مستمر يمتايعة الصراع والاشراف 9
ادارتهء بصورة يومية واحيانا ساعاتية. وليس في كل ما تم تحقيقه على هذا الصعيدء على كل
حالء ما يشفي الغليل اى يدعو الى الفخر والاعتزان؛ فمعركة المخيمات ليستء في نهاية الام
احدى معارك تحرير فلسطينء والاطراف التي خاضت ذلك الصراع ما كان ينيغي ان تتصارع
ابداًء لو كان هنالك منطق وعقل سليمان. ولكن» بما ان الصراع فُرضء كان على «الممثل الشرعي
الوحيد» للشعب الفلسطيني ان يقوم تماماً بما قام به, باعتبار انه يودي واجيه.
7-- هذه هي الحالة الاولى. اما الحالة الثانية, الاكثر شمولاًء فهي تلك «الحرب» الدائرة بين
المواطنين الفلسطينيين في المناطق المحتلة. من جهة: وقوات الاحتلال الاسرائيلي وغلاة المستوطنين
0 . من جهة اخرىء في ظروف غير متكافئة تماماًء وتنم عن تقصير مقاومي واضح. فمنذ
ت طويلة: يسيطر على هذه الحرب نوع من الرتاية: يقوم الفلسطينيون بالتظاهرات» أو برمي
5 اى الملعن بالسكاكين, فترد عليهم قوات الاحتلال باطلاق النان ويسقط الشهيد تلو
الآخر. ومجابهة اطلاق الرصاص على المتظاهرين من قبل قوات الاحتلال بشن المزيد من
التظاهرات: او الاستمرار في رشق الحجارة؛ هو دليل كبير على اتساع مدى التحدي والتصميم:
لدى قطاعات واسعة من الاهاليء على مقارعة الاحتلال بأي ثمنء من جهة؛ وعلى فشل منظمات
المقاومة الكبير في تنظيم حركة عصيان مسلح, ولى على أضيق نطاق» من جهة اخرى. فلو كان
هنالك نزر يسير من الكفاح المسلحء اى حتى بقايا رائحته؛ لكان من الطبيعي للغايةء على سبيل
المثال» ان يصار الى الرب على الاحتلال باسلويه ذاته. اي اطلاق النار على قواته اى افراد قواته,
هنا وهناك, بعد كل حادث اطلاق نار على المتظاهرين عين بعين وسن بسنء على الاقل. ولا يتم
ذلك لأنه ليس هنالك من هو على استعداد للقيام به فمن يرمي الحجارة على استعدادء غالباً,
لرمي القنابل ايضاً بل لأن السلاح غير موجود. وعلى سبيل التذكير فقطه عندما كان السلاح
موجوداً. في قطاع غزة مثلاً. نش هناك. مع مطلع السبعينات, وضع كانت معه؛ على حد تعبير
الاسرائيليين» قوات الاحتلال تحكم في النهار والمقاومة في الليل. اما السلاح, فانه غير موجود,
عموماً. لأن اسرائيل نجحت في اقفال الحدود وفرض الحصار على المناطق المحتلة» بينما فشلت
المقاومة في اختراق ذلك الحصارء الذي يفترض ان لا يكون من الصعب اختراقه» فيما لى بُذل
ما هو ضروري لذلك من التفكير والتخطيط السليمين.
ولم يقف التدهور, في هذا المجال: عند هذا الحدء بل ان الادوار انعكست حتى فيما بعدء فراحت
اسرائيل تقوم باعمال «مقاومة» خاصة بهاء ثم وسّعت نشاطها هذا لتصل الى حد قتل كل من تستطيع
الوصول اليه من كوادر المنظمة: أياً كان مركزهء او قادتها؛ دون ان يكون هنالك رد ناجع على ذلك.
وبلغت بها «الجرأة»؛ في نهاية المطافء الى حد شن غارة على المقر الرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية
في تونس وقتل عشرات من العاملين فيه. ولم يكن هنالك رد فلسطيني, » حتى على ذلك أيضاً. والواضح
ان العدى «استوطى حيطنا» بل «ساعدناه» كثيراً على ذلك.
ولا شك في ان هذا المستوى البائس من الاداء المقاومي يضر اكثر مما ينفع» من حيث انه يفقد
5784 اشَوُون فلسطيية العدد ١7١ -١17ء أيار/ حزيران (مايو/يونيو) 19417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)