شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 29)
- المحتوى
-
ل حوار من نوع آخر...
المقاومة مصداقيتهاء ولا «يساهم» كثيراً في حمل العدو على تغيير مواقفه او يدفعه نحو الاعتدال
والواقعية؛ بل على العكس نحو مزيد من التصلب وكذلك وهذا هو الاخطر الاستخفاف بالمطالب
الوطنية الفلسطينية» باعتبار ان اصحاب تلك المطالب ليس لديهم من قوة تدعمهاء في عالم يبدو ان
ليس فيه حق دون قوة.
شيع من الاصلاح. والتورة الهادكة
لعل قليلاً من التمعن في زوايا مثلث المقاومة اسس تنظيمية وادارية مفككة, وتخطيط سياسي
حالم, وإداء مقاومي بائس - يكفي لآن يقدم صورة واضحة لازمة حركة المقاومة, خاصة. وضعف
الحركة الوطنية الفلسطينية» عامة: ويفسر سبب انجازاتها القليلة, الهشة؛ على الرغم من الجهود
الكبيرة التي بذلتها والتضحيات المستمرة ة التي قدمتها . اذ عدا عما يمكن تسميته كيانية فلسطينية
تمت بلورتها وابرازهاء على الرغم من انها لا تزال سائلة, ليس هنالك من انجازات تذكر يمكن ان
تضيفها الى رصيدها. وحتى هذه الكيانية ليست مؤمنة؛ وفي الجيب» اذ يمكن ان تُجِمّد او تُعَوَّمِ او
تفرغ من مضمونها وتبقى مجرد حبر على ورق» او كلمات تقال وشعارات تطلق» دون ان يعني ذلك
كثيراً على الارض.
والواضح ان مثل هذا التقييم هى السائد لدى دوائر الاعداء والخصوم والطامعينء فهى الذي
يحزكهم وعليه يبنون مواقفهم . فهؤلاء لم يسلَّموا حتى الآن بأبسط مفاهيم الحقوق للفلسطينيين لا
لحق تقرير المصير, ولا للدولة المستقلة» ولا حتى لحرية اختيار ممثليهم ولو من طريق انتخابات حرة.
ولا تزال كافة المشاريع والمقترحات التي يتقدم بها هذا المعسكر بعيدة كثيراً عن اقل ما يستطيع ان
يقيل به اكثر الوطنيين الفلس طينيين «اعتد ال» و«واقعية». فأولتك, مثلاًء ٠ يتحدثون عن «كيان»
فلسطيني ٠لا دولة» وعن ممثلين فلسطينيين: لا ممثلين للفلسطينيين» »وعن حقوق لهم, ٠لا حقوة قهم, الخ.
كما يظهرء بوضوح. أنهم لا يزالون ينطلقون, في معظم مشاريع الحلول التي يطرحونها أو يحيدونها.
من قناعة مفادها انه بامكانهم القفز عن منظمة التحرير الفلسطينية؛ على ما يعنيه ذلك: اى تحجيم
دورها. والدوافع لهذه المواقف كامنة؛ بالطبع؛ في ما يراه هؤلاء من ضعف يسيطر على الحركة الوطنية
الفلسطينية؛ يكافة امتداداتها واجهزتهاء يبدو معه انه ليست هنالك ضرورة للاستجابة لطلباتها. وما
دامت الاساليب الفلسطينية على ما هي عليه. سوف تبقى «الانجازات» على ما هى عليه ايضاً. وكذلك
مواقف الاعداء والخصوم؛ ما لم تطرأ تغييرات جذرية على العمل الفلسطيني برّمته تدفعه نحى
مسارات ضحيحة ومفيدة: بعد أصلاحه.
واذا وصلنا الى الاصلاحء على ارضية هذه الخلفية بأبعادها المختلفة, ولوكان المرء متسرعاًء ليات
من الضروري الدعوة الى اعلان الثورة على «الثورة»» على ما يفترض ان يجرّه مثل هذا التوجه من
مواقف وانشطة؛ بمختلف ابعادها. الا ان التجارب اثيتتء بالملموس وفي اكثر من حالة» ان ما من مرة
حدث فيها ذلكءوان على نطاق ضيقء الا وكانت النتائح كارثية. ويكفينا «نماذج»؛ في هذا الصددء
تجربة سيء الصيت ابو نضالء مروراً بابو موسى وانتهاء باب الزعيم . فهؤّلاء الابوات الناشئين اضروا
اكثر مما افادواء في اكشز من مجالء وقدموا نماذج وامثلة حية على صحة القول: «خليك على
قديمك...». بل انه ليس في هذه التجارب الا دليل آخر على ان الوضع الفلسطيني المقاومى؛ بكافة
معطياته وابعاده, وقواه البشرية والفكرية, لا يستطيع ان يفرز ثورة «ارقى» من تلك التى عرفناها؛ بينما
لا «يستحق» الوضع العربي اكثر من ذلك. ان «ثورة» كتلك التي تمتعناء وما زلِنا نتمتع» بنعمها حتى
الآن» ومنظمة تحرير فلسطينية كتلك التي عهدناهاء بعجرها ويجرهاء هما وحدهما القادرتان على
العدد 17٠١ -١/1١ء أيار/حزيران (مايو/ يونيو) 1417 لشيُون فلسطيزية 59> - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)