شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 34)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 34)
المحتوى
«براغماتي», يمارس السياسة باعتبارها التكثيف المباشر للمصلحة؛ والقوة؛ والآخر يرفع» من الناحية
الشكليةء لواء ايديولوجيا «تقدمية», ولكنها تتكشف, عند التنظير الايديولوجيء عن كونها لا تتعد
اطاراً من النصوص والصياغات الجاهزة. تمت استعارتهاء بصورة قسرية, لتؤدي مهامها في اعادة
تكييف واقع اجتماعي؛ واطار تاريخي وسياسيء مختلف تماماً.
ولا شك في ان في الامكان» الآن, معرفة اين ينحصر ميدان البحث. غير انه من الضروي القول
انه اذا كان ثمة ابتعاد من مناقشة ما هو سياسي. بالمعنى المباشر والعملي لهذه القضية التي لا نزال
نعيش يعض فصولهاء فان ذلك ليس الا ابتعاداً مؤقتاً يستهدف, بشكل رئيس» رد عناصر هذه القضية
الى حركيتها الداخلية الاصلية. من اجل تفسير ما هو غامض في ما يبرز على السطح من احداث
ومواقف وتناقضات. أي في ما يشكل السياسة بمعناها المباشر والآني.
وثمة ضرورة لتوضيح مسالتين آخريين بهذا الصدد: الاولى هي ان البحث سوف يقتصر على
التركيز على مناقشة اتجاه واحد حددناه سابقاً في اطار الفكر السياسي الفلسطينيء هو الاتجاه
اليساري الماركسي . واذا كان من تبرير نطرحه لهذا التحديد المسيقء فلأننا نعتقد ‏ وهذا ما سنيرهن
عليه بأن اليسار الماركسي الفلسطيني؛ وان كان صوته الاكثر ارتفاعاً وصخباً في الدعوة الى الوحدة
الوطنية؛ الا انه شكلء دائماً» نقطة الضعف في مسار الوحدة الوطنية. وان النزوع نحو الانقسام كان
احدى ابرز السمات التي اتسمت بها ممارسته السياسية. اما الثانية فيمكن تبرير ادماجها هناء
باعتبارها احدى النتائج التي يقتضي هذا البحث معالجتها. فاذا كنا حددناء مسبقاً. اطاراً هو ميد ان
الافكار والايديولوجياء فان هذه المناقشة ستظل ناقصة دون التعرف على بعض اوجه واشكال التنظير
الايديولوجي الذي حاول التصدي لمعالجة هذه المشكلة» او تقديم تفسير لهاء وذلك لتحقيق غرضين
هامين ضمن اهداف البحث: الأول من اجل معرفة الدور الذي يلعبه التنظير الماركسي الفلسطيني في
هذا السياق» والتفسير الذي يتبناه؛ والثاني للتوصل الى تحديد ادق الى مغزى الانقسام الفلسطيني:
في حالته الخاصة:» وهو الامر الذي يقضى ان نبدأ بحثنا به.
بنية خابتة. أى نظرية اللاثورات
لقد لاحظ جاك بيرك ان الاندفاعة الوطنية الاولى في اي قطر عربي تميل الى ايجاد تجمع عريض
غير متجانس («الكتلة الوطنية» في سورياء «الوفد» في مصر. «الاستقلال» في المغرب: «الدستوري» في
تونس)؛ حيث تتكون من عناصر متباينة» متناقضة؛ هدفها الوحيد الجامع تحقيق الاستقلال
السياسى. ولكن سواء جاء الاستقلال من طريق المفاوضات, أو الثورة؛ فان هذه التجمعات سرعان ما
تتصدعء وتحل الانشقاقات الفكرية والشخصية محل الشعور الوطني العفوي الشامل9). أي
باختصار: لماذا كانت بنية الحركة الوطنية العربية طوال تاريخها بنية انقسامات وصراعات ؟ هذه هى
صيغة السؤال الذي يمكن ان تفضي اليه ملاحظة بيرك. ولعل في صيغة السؤال تكمن اهمية العثور
على جواب عن اسباب الانقسام الفلسطيني. فالحالة الفلسطينية ليست - كما يتضح - الحالة
الوحيدة التي عرفت الانقسامء وانما يكاد يكون الانقسام سمة بارزة في تاريخ الحركة الوطنية العربية.
اما الاهمية التي ينطوي عليها هذا التماثل بين الحركة الوطنية الفلسطينية وبين العربية؛ فانها؛ في
رأيناء قد تفيد في عملية الكشف عن الحدود التي تلتقي عندها ظاهرة الانقسام الفلسطينية بالظاهرة
التي عرفتها التجربة العربية ككل, وكذلك الحال بالنسبة الى جوانب الاختلاف التي يتعين عندها
الاخذ في الاعتبار الابعاد السياسية التاريخية في تحديد جوانب الاختلاف. ‎١‏
والواقع ان رد الاشكالية الفلسطينية الى هذا الاطار المرجعي الأوسع من شأنه ‏ على الرغم من
53> شْوُونُ فلسطيزية العدد ‎١7٠١‏ -١7١ء‏ أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) 19417
تاريخ
مايو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39437 (2 views)