شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 37)
- المحتوى
-
ل حول الانقسامات الفلسطينية
وذلك لأن التنوع الفسيفساتي للبنية الاجتماعية يوفر فرصاً لانقسام كل قرية؛ ومجموعة, ومحلة؛ الى
فئّات اجتماعية متحارية, ويؤدى الى «تفوق أهمية انماط المؤامرة». والى خلق «المدنية المنقسمة», او
«النخب الدائرية»7١).
هذه هي الافتراضات الاساسية, التي تقوم عليها نظرية الاستشراق التقليدية؛ ففي «النموذج
الفسيفسائي» الذي يميز بنية المجتمع العربي يكم سيب الصراعات,؛ والانقسامات» وتفوق انماط
المناورة, والدسائس, الخ. او كما يقول بريان تيرنر14): «نتلمس اعادة انتاج الفرضيات التقليدية
للتقليد الاستشراقي في هذا المشل المحدود: التآمر السياسيء والركود التاريخيء والتقليد
الفسيفسائي». ولنا ان نرى» بعد ذلك: ان النتيجة الوحيدة التي يمكن ان توّدي اليها هذه
الافتراضات هي انتفاء امكان قيام «ثورات»(5'). طالما ان الصراعات التي تحصل لا تعبر عن دينامية
اجتماعية تحولية تنطوي على التغيير بالمعنى الذي يوحي به المعنى الايديولوجي للثورة, الامر الذي
يجعل التحليل السابق يصطدم بطريق مسدود لدى محاولته تقديم تفسير مقبول للسؤال المطروح.
فالتآمر السياسي» وتفوق نمط المناورة, والدسائسء هي العناصر الرئيسة التي تكوّن الحياة السياسية
في العالم العربي, وليست التحولات التاريخية؛ او التغيير الثوري: ولا حتى محاولات التحديث او
التناقضات في المصالح الاقتصادية والسياسية. والواقع؛ ان هذا الطريق المسدوب هى الذي يؤدي
بالبحث الى ان يتجه الى ميدان آخر, الى اثبات سوء نية الدوافع التي تنتج المعتقدات القومية مباشرة,
وذلك بواسطة السير الحياتية لقوميين عرب أفرادء اي الى عملية اختزال البنى والممارسات والافكار
في اثناء سرد السير. وذلك من اجل تبرير التدخل الاستعماري في مرحلة سابقة, باعتبار ان النزوع
القومي للحركات الوطنية لم يكن نتيجة حاسمة ورب فعل على التدخل الاجنبي والتحدي الخارجي
الذى جابه المنطقة العربية.
ومع ذلكء فان هذه النتيجة التي يصطدم بها التحليل السابقء لم تؤدء في الواقعء الى اعادة النظر
في الافتراضات التعسفية الخاطئة التي يقوم عليهاء وانما الى القفز الى أمام؛ من خلال ما اصبح يعرف
بعد الحرب العلمية الثانية بنظريات «التحديث»7''). والحقيقة انه اذا كانت الافتراضات السابقة
تصب في غياب التبلور الطبقي, بالمعنى التاريخي المعروف كما يقدمه النموذج الاوروبي» فان البديل
من ذلك يمكن ان يكون في الدور الذي يمكن ان يناط بالنخبة «الانتلجنسيا»: لكي تقود عملية
التحديثء من اجل ردم هذه الهوة» وهو ما يتوصل اليه الباحث العربي الذي اقتبسنا نصه.
لكن هذه النتيجة (انتفاء امكانية التغيير - الثيرة) لا يمكن أن يسلم بها المنظر «القومي»,
الخارج لتوه من سجال مع «الايديولوجيا المهزومة»('"), وان كان سيعود للالتقاء معهاء مجدداًء
باعتبارها المخرج الوحيد. انه يرفض الدخول في نقاش حول ما اذا كان «الافغاني محركاً تهكمياً
للجماهير الشعبية»» أو اذا كانت الحياة الخاصة لسعد زغلول تتناسب مع وجاهته الوطنية. انه يحمل
هموماً على مستوى الامة وقرارات تاريخية تتعلق بتقديمها. ولذلك, فانه؛ وان كان يسلم بالمقدمات
السابقة, فانه يتوجب عليه ان يقول شيئاً خاصاً به. وهكذاء فان «صاحب القرار التاريخي في تقدم
الامة العربية» من حيث الاساسء هو القوم السني» ليس فقط لانه القوم الاكثري والمديني» بل» ايضاً.
لانه القوم الذي يتمتع تاريخياً بروح المسؤولية القومية» وهو بالتالي العامل لوحدة الامة. القوم السني
ذى هموم تعانق مجموع الامة» في حين ان هموم الاقوام الاقلوية تدور وتنحصر في شكلها هي»7؟").
وهكذا يمكن ان تنحل معضلة غياب الطبقة القائدة بالبديل الاكثريء اي بالقوم السنيء صاحب
القرار التاريخي في تقدم الامة العربية. وطالما ان «المكونات الوراثية عائلية وطائفية» ومحلية» اقليمية,
الخ» هي الثابت, والطبقية» بالمفهوم الغربي هي الغائب» فلماذا يخشى الفكر المطابق من الاعتراف
العدد ١7١ - ١7١ أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) 154107 لَشُؤُون فلسطيزية / ”5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)