شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 39)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 39)
المحتوى
لب حول الانقسامات الفلسطينية
المشكلة تكمن في استبعاد هذا التغيير ذاته. حتى عن مجرد كونه افتراضاً محتملاً . وهكذاء فاذا كان
علم الاجتماعء المختص بدراسة المجتمعات ما قبل الرأسمالية» يبحث في بنى القرابة» والزواج»
والعلاقات الجنسية: لتكوين صورة عن المجتمع والعالم؟', فان دراسة الشرقء: ومن ضمنه العالم
العربي» تبحثء بصورة مشابهة:» في نظام القرابة, والدوافع الشخصية. والمؤامرات» والدسائس»
وانماط المناورة. باعتبارها السمة الجوهرية للحياة السياسية.
«خطاب الانقسام» اليسار يي
اذا كانت الافتراضات السابقة, في محاولة تفسيرها لظاهرة الانقسامات»: انتهت - كما رأينا -
عند نقطة اشكالية مغايرة» تقوم على الاقصاء المسبق لأي افتراض قائّم بوجود تحولات دينامية طرأت
على بنية المجتمع العربيء الامر الذي يطرح اسئلة ضمنية حول معنى التحدث عن وجود حركات
ثورية في المنطقة واستبدال ادوات التحليل الاقتصادي والاجتماعي برموز اخرى للتعبير عن موازين
القوى في اطار الحركية السياسية: حيث «تؤلف المؤامرات بين النخب الدائرة علاقة القوة», فان اول
مسألة حاول الفكر الماركسي الفلسطيني التصدي لها هي اعادة الاعتبار ‏ بالمعنى المجازي ‏ الى
الابعاد الاجتماعية والاقتصادية لتفسير الحركية السياسية؛ وعلى وجه الخصوص للبرهنة على ان
المصلحة القومية تخضع للمصلحة الطبقية؛ وذلك بحسب وجهة النظر الماركسية الشهيرة التي تنظر
الى التاريخ باعتباره مسرحاً للصراع بين الطبقات( “")؛ وان الثورات هي الشكل الذي يعبر عنه هذا
الصراع الطبقي.
ويغض النظر عن التجاوز الذي ينبثق من هذه الاستعارة, من الناحية التعميمية. فمن
الضروري القول ان الاخذ بهذا التحليلء الذي يشكل نسفاً كاملاً للافتراضات السابقة, من الناحية
المبدئية» لم يستتبع بالقيام بايجاد تفسير. اى حلء للمعضلة الاخرى التي تبرز تجاه تعميم وجهة
النظر هذهء أي البحث في طبيعة نمط الانتاج7*". ويبدومن الضروري التوقف قليلاٌ عند هذه الملاحظة
لاستخلاص الدلالات التي تنطوي عليها.
ان الدلالة الوحيدة:ء الاكثر اهمية:» لهذه الملاحظة. بالنسبة الى هذا البحث؛ يمكن ايجازها في ان
مغزى هذا التحول (الثوري) في التنظير الايديولوجي الذي يستشف من التحليل الماركسي
الفلسطينيء لا يتعدىء في الحقيقة, عملية استبدال اطار مرجعي ايديولوجي باطار آخرء وذلك ضمن
سياق استمرارية واحدة( ') في نمط الادلجة, تعبر عنها الضحالة والضعف البالغان في القيام بأي
جهد فكري ثقافي لاستقصاء كنه الواقعء والبنية الاجتماعية» وتطوير ادوات ومفاهيم التحليل
الماركسيء بصورة مطابقة لهذا الواقع('"). ان الانتقائية في ماركسية الجبهة الشعبية «الماويه»»
و «تروتسكية» الجبهة الديمقراطية» في المرحلة المبكرة من استعارة الماركسية(")., لا تعبر الا عن
صورة هذا التحول القسرىء الذي لا يقلء في مغزاه. عن عودة هذين الاتجاهين: لاحقاًء الى حظيرة
المرجعية الماركسية «التقليدية», التي يتبناها الحزب الشيوعي الفلسطينيء باعتبارها الممثل الشرعي
الوحيد للارثوذكسية الماركسية الرسمية: على الصعيد الدولي. وربما أمكنء عبر دراسة مغزى هذه
الانتقائية المبكرة العثور على تفسير جزئي لاسباب تعثر المحاولة الماركسية الفلسطينية تحقيق اختراق
في بذية التحليل السابقء غير انها يمكن ان تصلح مدخلا لفهم ذلك الهامش من التباين الذي ظل
قائماًء فيما بعدء يميز ماركسية الجبهة الشعبية عن ماركسية الجبهة الديمقراطية. حيث تميزت
الاخيرة بقدرة اعلى في استجابتها لتقديم تحليل سياسي يتصفء الى حد كبير, بالمرونة والواقعية» الامر
الذي يفسر. ايضاًء الشكوك والاتهامات التي ظلت تحيط بمواقف الجبهة الديمقراطية من جانب
العدد ‎١7٠١‏ -١,17ء‏ أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) 1141 لَتُوُونُ فلسطيزية ادن
تاريخ
مايو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39437 (2 views)