شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 40)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 40)
- المحتوى
-
الجبهة الشعبية وانصارها في معسكر اليسار الفلسطيني ككل.
ولربما امكن؛ بعد ايراد هذه الملاحظة الاخيرة, تبرير الاختيار الذي مارسناه في هذا الجزء من
البحثء المكرس لنقاش الكيفية التي يفسر بها اليسار الفلسطيني اسباب الانقسام, وذلك بالاقتصار
على مناقشة مواقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينء دون سواها. والواقع ان ثمة سببين وراء هذا
الاختيار: الاول» ان الجبهة الشعبية هي الفصيل الماركسي الفلسطيني الذي تزعّم» تاريخياً. ابرز
محاولتين للانقسام في حركة المقاومة الفلسطينية: الاولى في العام ١91/5 عبر تشكيل ما كان يسمى»
في اواسط السبعينات» بجبهة الرفض؛ والثانية» تلك المحاولة التي وقعت قبل نحو عامين, بتشكيل ما
يسمى ب «جبهة الانقاذ». ولا شك في ان كل مطلع على ملابسات تأسيس هاتين الجبهتين يعرف ان
الجبهة الشعبية كانت في كلتا الحالتين: بما تتمتع به من وزن» تمثل «بيضة القبان» في تشكيل هاتين
الجبهتين. اما السبب الثاني» وهى الاهمء فيتآتى من كون ان التنظير السياسي والايديولوجي الذي
قدمته الجبهة الشعبية يشتمل على جميع العناصر النموذجية التي تلائم خطة هذا البحث وأهدافه.
ذلك ان الخطاب السياسي للجبهة الشعبية هو خطاب الانقسام على الساحة الفلسطينية بامتيان. الذي
شكل المرجعية الايديولوجية لكل المحاولات الانقسامية على الساحة الفلسطينية فيما بعد ؟").
ففي شهر آب (اغسطس) من العام .١1915 كان الامين العام للجبهة الشعبية» د. جورج حبش,
يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في بيروت» معلناً عن انسحاب الجيهة الشعبية لتحرير فلسطين من
مشاركتها في عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد قالء في تبرير هذا الموقف.
كلاماً كثيراً. يمكن تلخيصه يعبارة واحدة: «ان الجبهة الشعبية لا تريد ان تتحمل المسؤولية في
التغطية او المشاركة في نهج التسوية الذي تسير عليه منظمة التحرير [الفلسطينية] وتتبناه» © ').
ولاكثر من سببء تبدو العودة لاستحضار تلك الفترة التى شهدتها القضية الفلسطينية: وتحديداً
العام 6 2,141 ضيرورية» ليس فقط من اجل معرفة الاسباب التي ادت الى حدوث اول انقسام سيادي,
بالمعنى التاريخيء في اطار حركة المقاومة الفلسطينية» وانما لكونه وقع» ولأول مرةء في ذلك العام ما
يشبه الانقلاب الذي طالت تأثيراته معظم العناصر التي تكون بنية المسرح السياسي الفلسطيني»
والعربي, في لحظة تاريخية شكلت منعطفاً هاماً في تاريخ الثورة الفلسطينية» والوضع العربي» والذي
يصعبء بدون تحديد النتائج التي اسفر عنها هذا التحولء فهم وتفسير الملايسات التي أدت الى
حدوث الانقسامات داخل صفوف المقاومة الفلسطينية: فيما بعد. ففي ذلك العام, تحددت كل الملامح
الاساسية في السياسة:؛ والفكر, وفي الاطار العربي ككلء للعناصر المتداخلة» التي اسهمت بشق
الحركة الوطنية الفلسطينية. وهذه الملامح, التي بدأت تظهر جلياً منذ العام ١9174 يمكن التعيير
عنها بظهور ثلاثة عوامل رئيسة:
أولا: في العام ١174 تبلور الفكر السياسي الفلسطيني على نحو من الوضوح لم يشهده هذا
الفكر قبل ذلك في أي من مراحله السابقة. بل ونكاد نجزم بأنه في تلك السنة تمت صياغة الفكر
السياسي الفلسطيني باتجاهاته كافة, بصورة نهائية» وعلى نحو يجعل من ذلك السجال الايديولوجي
والسياسي الذي شهدته الساحة الفلسطينية, وهى اخصب سجال شهدته المقاومة الفلسطينية؛ مرجعاً
لا غنى ١ عنه في دراسة التطور اللاحق للفكر السياسي الفلسطيني والممارسة السياسية الفلسطينية,
ومنهاجاً لفهم الكثير من القضايا اللاحقة وتفسيرها.
ثانياً: يعتبر العام 191/4, بحقء تأريخاً لبداية مرحلة الصعود الفلسطينية التي امتدت حتى
العام .١1145 وفي هذا المجالء لا نبتعد من الصواب اذا قلنا ان منظمة التحرير الفلسطينية؛ وهي
الاطار العريض الذي يجمع قوى وفصائل الثورة. شهدت ولادتها الحقيقية في ذلك العام؛ وذلك
6 اشْوُون فلسطزية العدد ,١7١- ١7٠١ أيار/ حزيران (مايو/ يونيى) 19417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)