شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 42)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 42)
المحتوى
بين تفكيرها السياسي والاتجاه العام الذي بدأ يسود في الفكر السياسي العربي منذ العام /11551"),
فان ذلك يعود الى الظروف الجديدة التي تميز بها العام 191: حيث بدت الظروف اكثر ملاءمة من
اي وقت مضى لاختبار هذه السياسة؛ وممارستها. ومع ذلك؛ فان هذه الملاءمة, التي وان ظلت تحافظ
تاريخياً على مسافة تفصلها في الممارسة السياسية والفكر السياسي عن المسار العربيء الامر الذي
ظل يميز الواقعية الفلسطينية عن الواقعية العربية «التفريطية»(4), الا ان هذا الاجراء الحاسم على
صعيد الفكر السياسي الفلسطيني لم يكن ليتم بدون ثمن» وبدون ان يعكس نفسه؛ بصورة خطيرة,
على الحركة الوطنية الفلسطينية. اذ ان الانتقال بالفكر السياسي الفلسطيني نحو اكتساب مزيد من
الواقعية» والنضج.ء أي الى ان يصبح اكثر عقلانية في وسائله واهدافه» كان يعني ان تحدث اول عملية
قطع مع الارث السياسي والايديولوجي التقليدي الذي ميز الفكر السياسي الفلسطيني تاريخياًء وميز
الشعارات الفلسطينية. ومن هنا كان المغزى الدرامي الذي اتخذته تلك العملية القاسية مع النفس.
والحقء كان ذلك نوعاً من التراجيديا. فقد كان على الثورة الفلسطينية ان تقدم خطاباً سياسياً يتكيف
مع الظروف الجديدة والتحولات الطارئة» من اجل الدفاع عن مكانتها. وكانت الصعوبة تتأتى من
57 المرة الاولى التي 5 تقدم فيها على ذلك. وهكذاء بالقدر الذي لم يكن ممكناً تأجيل تلك العملية» فانه
لم يكن ممكناً. ايضاًء منع حصول اول عملية انقسام تاريخية تشهدها الساحة الفلسطينية؛ حين لم
يعد بالمستطاع تلافي ردوب الفعل التي يعبر عنها اصحاب الاستمرارية في الدفاع عن الارث القديم.
لقد جاء الاعلان عن «الرفض» الفلسطيني ليعبر عن حالة من «الوعي» المصدوم ‏ المطعون ‏
الجريح. حيث شعر «الرافضون». بان التحول الجديد يمس الارث «المقدس» الذي يقوم عليه الفكر
السياسي الفلسطيني. وهذا ما عبر عنه جورج حبشء حيث قال: «... انا لم اتحدث عن اهميتي
وقناعاتي بأهمية وقدسية موقف الرفض الذي وقفته جماهيرنا الفلسطينية من المشروع الصهيوني,
منذ وعد بلفور حتى الآن. انا | عتقد بأن هذا البناء السياسي للشعب الفلسطيني كان له تا شير كبه في
سير كل الاحداث في المنطقة ياتجاه خدمة اهداف الجماهس(1؟ "). والواقع, لا احد ينكر ان
الفلسطيني رفضء ولا يزال يرفض, المشروع الصهيوني؛ غير ان ما يرفض حبش ا هو 01
الكلمات والشعارات المطاطة, العامة. لا تبني للشعب الفلسطيني سياسة تخدم اهدافه. فبالقدر الذي
تحاول الكلمات آنفة الذكرء تأكيد طابع الاستمرارية التاريخية بين موقف الرفض (الذي يرفض في
الواة قع المشروع الفلسطيني باقامة الدولة الفلسطينية) بارجاعه الجر جذوره وتسليحه بمشروعية
تُستمد من الارث السياسي الفلسطيني ؛ وهو ارث اخلاقي وليس سياسياًء فانها تكشف عن أحد اهم
المكونات الاساسية للخطاب السياسي الذي تقدمه؛ باعتباره خطاباً ينتمي الى الماضيء وسلفي -
اخلاقى ‏ شعوري اكثر مما هو تقدمي راديكالي. وعلى هذا الاساسء نتوجه الى مناقشة الخطاب.
ان كل مساءلة حول الايديولوجية تبدأ بالسؤال حول الحدود التي يتماثل فيها القول
الايديولوجي مع الواقع. واذا كانت غاية القول الايديولوجي اعادة بناء الواقع والاحداث - التاريخ
لجعل القول والواقع متطابقين» فانه بالامكان الاقتباس من اندريه اكون لتحديد معنى هذا الالتباس,
حيث يقول: دا ن القول الايديولوجي ليس قولاً غايته ان يقول الحقء وانما يتصفء بصورة اساسية:
أنه قول يقع على عائقه عبء ان يمنح الواقع معنى بغية الحكم بصحة الاهداف التي يحددها لنفسه
تجمع من التجمعات»(: *). والواقع انه حول هذا «المعنى», الذي يقع في اساس كل ايديولوجياء يجب
ان نبحث من اجل استجلاء الحقيقة ‏ الواقع التى يعيد القول الايديولوجي تحويرهاء وتأويلها.
في التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر الرابع للجبهة الشعبية يأتي تعريف الوحدة الوطنية
الفلس طينية ومنظمة التحرير بأنهما «وحدة كافة الطبقات وفئات الشعب الفلسطيني المتضرر من
ود شْوُون فلسطيزية العدد ‎217١-١17١‏ آيار/ حزيران (مايو/ يونيو) /1541
تاريخ
مايو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39437 (2 views)