شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 43)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 43)
- المحتوى
-
حول الانقسامات الفلسطينية
الاغتصاب الصهيوني: أي العمالء والفلاحين» وعموم الكادحينء وقطاعات واسعة من البرجوازية
والصيغة السياسية والتنظيمية لمثتل هذه الوحدة هي جبهة سياسية عريضة تضم كافة القوى,
والاحزاب» والمنظمات: والتيارات» والشخصيات. المناهضة للاغتصاب الصهيوني. ويهذا المعنى» فان
منظمة التحرير الفلسطينية تشكل مثل هذه الجبهة»(١5).
هناء لنا ملاحظة نسجلها يصدد هذا التوصيفء هي اغفال التقرير تحديد من هو المقصوب
ب «قطاعات واسعة من البرجوازية بية الفلسطينية» . وليس توقفنا عند هذا الإغفال الا لكي نشير الى
واحدة من الاشكالات الاساسية التي تكتنف التحليل عموماً بشأن الغموض والالتباس الذي يظل
يرافق الدور الذي تلعبه «البرجوازية الفلسطينية» . وهذا الالتياس سوف يشكل كما سنرى السمة
البارزة في التوصيف الذي يسمح.ء بمرونة اعتباطية» في اصدار الاحكام السياسية التقريرية» حول
دور اليرجوازد ية الفلساينية, حسب الرغبة الذاتية» دون ان يكون ثمة تطابق حقيقي بين هذه الاحكام
وما يبررها في الواقع ("؛ . اما يبشأن «معضلة الوحدة الوطنية», واسباب تعثرهاء ومن ثم الانقسامات
في منظمة التحرير الفلسطينية: فان التقرير يشدد على ان التفسير الوحيد لهذه المسألة يكمن في
«طبيعة القيادة المتحكمة بأوضاع المنظمة» 9 *)؛ ف «البرجوازية» بحكم بنيتها الايديولوجية: والطبقية:
لا تستطيع أن تترك عملية الحشد والتعبئة والتوحد تأخذ مجراها الطبيعي» لان التعيئة الجادّة
لطاقات الجماهير تهدد خطها السياسي الذي تريده ان يبقى مفتوحاً للمساومة والحلول الوسط؛ كما
ان عملية التوحيد تهدد تفردها بالقيادة(55).
وحسب هذا التحليل» فان علينا ان نلحظ ثلاثة عوائق تقوم «البرجوازية الفلسطينية» بوضعها
على طريق الوحدة: الاول بنيوي موضوعيء يتعلق بالبنية الطبقية لهذه البرجوازية التي تخشى من
عملية التوحيد والتعبئة. الثاني سياسي» ويكمن في الخط السياسي الذي تتبناه هذه البرجوا زية والتي
تريد لهء بصورة قبلية» ان يبقى مفتوحاً للمساومة والحلول الوسط. اما العائق الثالث والاخيرء فهو
تنظيمي ؛ ؛ اذ ان الوحدة من شأنها ان تهدد تفرّد هذه البرجوازية بالقيادة.
والواقع, ان التقرير لا يتضمن اي تبرير لتفسير هذه الاحكام الثلاثة. فلا احد في امكانه ان يعرف
لماذا تتناقض عملية التوحيد مع البنية الطبقية لهذه «البرجوازية»: طالما أن دور هذه الاخيرة, وينيتهاء
أي موقعها التاريخي مجهول تماماً . لكن لا بأس من السؤال: هل التجرية الفلسطينية دلت على ذلك ؟
وكيف ؟ أم ان المصالح الطبقية لهذه «البرجوازية». بغض النظر عن هويتهاء تجعلها هكذا معادية
للوحدة ؟ وكيف يتم ذلك ؟ ليس ثمة تفسير سوى النزعة الاعتباطية في اعادة بناء الواقع. من اجل
أضفاء العصمة على القول الايديولوجي» دون ملاحظة ايسط التناقضات المنطقية بين الحكم الذي
يصدره والواقع ذاته. فاذا سلمناء جدلا. يصحة هذا ٠١ التأويل الذي يذهب الى ان قيادة م.ت.ف. تعبر
عن «الطبقة البرجوازية»: فان المنطق يقول انه. بغض النظر عن طبيعة البذية الطبقية لهذه القيادة,
فان من مصلحتها القصوىء باعتبارها تقوب حركة تحررية ذات منحى استقلالي» ان تكون الاحرص
على الوحدةء وذلك من اجل اضفاء المشروعية على تمثيلها لمجموع فئات الشعب الذي تقوده..فكيف
بالاحرى اذا كانت مثل هذه القيادة, تخوض صراعاً في مثل الظروف التي عرفتها الثورة الفلسطينية»
حيث تضطر القيادة الى خوض صراعء على مختلف الشدة: من اجل تأكيد استقلاليتها في القرار
السياسي» وحقها في تمثيل شعبها ؟ ٍ
أما بالنسية الى تفنيد العاملين الآخرين ٠ فينبغي قبل التطرق اليهماء ان ننظرء أولاء الى الاسياب
المباشرة لتعثر الوحدة, كما يحددها التقرير. حيث يعتبر «أن اصرار البرجوازية على الهيمنة: والتسلط,
والانفراد بالقرار. وخوفها من انعكاس نمى القوى الديمقراطية الثورية على حجم تواجدها في موّسسات
العدد 17١ -١7١ء أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) /151 لثؤون فلسطيزية 2 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)