شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 44)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 44)
- المحتوى
-
المنظمة: كان وراء تعثر الوحدة الوطنية ووراء التوترات التي سادت [في] الساحة الفلسطينية ووراء
اللجوء الى العنف»(*؟). وذلك «لأن البرجوازية تقوم على اساس الملكية الفردية لوسائل الانتاج» وهذا
الاساس المادي تصيح له انعكاسات مسلكية عديدة, ومن ضمنها الملكية الفردية للقرار
السياسي»('؟). غير ان العامل الاساسي» حسيما يذكرنا به التقرير مجدداًء «هو الطبيعة الطبقية
للقيادة المهيمنة على مقدرات المنظمة. تلك الطبيعة التي تريد ان تحتكر القرار السياسي» وتتحكم به,
وتبقيه ضمن افقها»9*)
الحقيقة ان المرء يسأل عما اذا كانت المرجعية الماركسية: التى يستعيرها التحليل ويطبقها على
هذا النحىى تقر بهذا الاستنتاج عن ان الملكية الفردية لوسائل الانتاج ينتج عنهاء بصورة ميكانيكية,
ملكية فردية للقرار السياسي ؟ ذلك ان المعروف وهذا يشمل النموذج الاوروبي - ان النظام
الديمقراطي البرجوازي (البرلماني الليبرالي) هى الشكل السياسي الذي انبثق من سيطرة هذه
البرجوازية(48) . وهذا الشكل من الحكم بات» منذ زمن» يميز الدولة الحديثة: التي هي تاريخياً. تعبر
عن سيطرة الطبقة البرجوازية. وربما أدى الالتباس في المقدمات التي يقوم عليها النشاط البرجوازي»
بوصفها تؤكد المجهوب الفردي ودور الفردء الى تطبيق هذا التحريض على المجال السياسي . وهو تطبيق»
أقل ما يقال فيه انه ينم عن نظرة تبسيطية تعكس جهلاً بالتحليل الاصليء الذي تستقى منه هذه
الايديولوجياء وادواتهاء ومفاهيمها.
ولكن اذا كانت اسباب الانقسام تعود الى الدور الذي تلعبه البرجوازية الفلسطينية بصورة
اساسية: فان من الضروري التوقف عند التحليل الذي يقدمه التقرير لعناصر القوة التي تحيط بالدور
الذي تلعبه البرجوازية الفلسطينية. يذكر التقرير ان هناك مجموعة عوامل موضوعية» وذاتية,
مترابطة هي التي افسحت في المجال للبرجوازية للعب هذا الدور القياديء منها: «ان هذه البرجوازية
هي التي بادرت الى تفجير الثورة؛ ومنها واقع القوى الديمقراطية الثورية؛ والحركة الشيوعية
اطي ( . غير ان العامل الاهم حسب التقرير - يعود الى «اسناد ودعم الرجعية والبرجوازية
العربية للبرجوازية الفلسطينية, الذي يشكل عاملآً من أهم العوامل التي 3 تبقى على هيمنة البرجوازية
الفاسطينية على قيادة الثورة, بحكم ما توفره هذه المساندة من امكانيات مادية وتسليحية تمكن
البرجوازية الفلسطينية من الفعل والتأثير في صفوف الجماهسن(: *).
ان هذه الاسباب التي يعتبر التقرير انها الدافعة الى بروز الدور القيادي للبرجوازية الفلسطينية
تبدوء للوهلة الاولىء اسباباً مقنعة, لكنهاء في الحقيقة, تعتبر نموذجاً فاقعاً لهذا النوع من التأويل
الايديولوجي التعسفي في تحوير الوقائع. فالتقرير لا يذكر, ولى باشارة عابرة. شيئاً عن موقع
البرجوازية الفلسطينية في اطار موازين القوى الاجتماعية» وانما يرجع مصدر قوتها الاساسي الى
عوامل خارجية؛ أقل ما يمكن ان يقال يصددها انها منافية للحقيقة والواقع. لكن من الافضلء بغية
ابقاء الطرح في مسار منهجيء التوقف عند نقطتين:
أولا: هل كانت المبادرة بتفجير الثورة التي اتخذتها قيادة «فتح»», قيادة م.ت.ف. باعتيارها
المقصودة بهذا التحليل» تعبر عن واقع نهوض البرجوازية الفلسطينية؟ ومن ثم الى اي حد كانت تلك
المبادرة تتماهى, فعلاً. مع حاجة الطبقة البرجوازية ومصلحتها في قيام الثورة ؟
ثانياً: ما هو الواقع الفعلي للبرجوازية الفلسطينية عشية انطلاقة الثورة ؟ هل كانت من الناحية
السياسية» طبقة موحدة ومتماسكة في أهداف سياسية واضحة: أم ماذاء بالضبط؛ كانت ؟
ان اغتراب الفكر الماركسي الفلسطيني عن واقعه ربما هو الذي يفسرء من الناحية الاساسية,
هذه الاعتباطية التبسيطية: التي ميزت تنظير الماركسيين الفلسطينيين طوال السنوات الماضية. غير
ع شْيُون فلسطيزية العدد ,.17١- ١7٠١ آيار/ حزيران (مايو/يونيى) 19417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)