شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 45)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 45)
- المحتوى
-
حول الانقسامات الفلسطينية
ان هذا الاغتراب يصبح نوعاً من الكوميديا حين يقوم باعادة ترتيب ومسح الوقائع بصورة تستمد
دافعها الوحيد من الحاجة التي يقتضيها اصطدام الوعي الحزبي بخيبة الامل من الواقع, للمحافظة
على قدر من التماسك الايديولوجي الهش بغية تبرير عجزه السياسي وقصوره عن رؤية دوره ووزنه في
التأثير في مجرى الاحداث. وهذه الحاجة هي التي تدفعه الى القاء تهمة هذا العجنء والتقصير, على
العوامل الخارجية: حتى ولو أدى ذلك الى ابتكار هذه الاسياب من الخيال7١*). وهكذ!ء فان «الاسناد
والدعم الذي تقدمه الرجعية والبرجوازية العربية للبرجوازية الفلسطينية هى العامل الاهم الذي يبقي
على هيمنة البرجوازية الفلسطينية», أي مصدر قوة هذه البرجوازية. ولكن كيف ؟ هذا ما يصمت
القول الايديولوجي عنه تماماً . ولكن اذا كانت البرجوازية الفلسطينية هي التي فجرت الثورة حقيقة,
فانه يجب اسداء الثناء للبرجوازية الفلسطينية على هذه القدرة الاسطورية حقاً: التي استطاعت
الاقدام على اخذ مثل هذه المبادرة التاريخية: التي حملتهاء في ذلك الوقت» وزر الاصطد ام بأكبر قوة
اقليمية عربية في العالم العربي ( نقصد بذلك زعامة الرئيس الراحلٍ جمال عبد الناصر )» ولا ندري
اذا كان الرفاق في الجبهة الشعبية يعتبرون النظام الناصري تعبيراً عن الطبقة البرجوازية» ام عن
الطبقة العاملة ؟
ان القيام بتلك المبادرة كان كما اثبت الواقع؛ العامل الحاسم في استنهاض الشخصية الوطنية
الفلسطينية من اجواء التبديدء والتمزق» والالحاق» الذي كانت تتخبط فيه الحركة السياسية للشعب
الفلسطيني؛ ونضيفء ايضاًء انه اذا كانت الطبقة البرجوازية هي التي قادت هذه الحركة؛ فانها
تكون: بذلك؛ قد عبرت عن نزوع وحدوي منذ. البداية» الامر الذي يتناقض مع ما ذهب اليه التقرير
باعتبار هذه الطبقة ذات منحى انقساميء وانعزالي.
اما النقطة الثانية؛ والأهمء فان «البنية الطبقية لهذه القيادة», وهي صاحبة شعار «عدم التدخل
في الشؤون الداخلية العربية». هي؛: وليس اضحاب شعارات التغيير الثوري للانظمة العربية69),
التي خاضت المعارك الحاسمة والفاصلة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني طوال العشرين عاماً
الماضية من اجل الحفاظ على الهوية النضالية المستقلة للشعب الفلسطيني: ومنظمة التحرير
الفلسطينينة. ولنا ان نتذكر ان قيادة م.ت.ف. هي التي خاضت الصدامات الاعنف, سياسياً
وعسكرياً. ضد كل محاولات الالحاق التي مارستها الانظمة العربية؛ ولا سيما الاردن وسوريا والعراق
وليبياء وكذلك في لبنان» وحتى في مواجهة مصر في اكثر من حالة. واربعة من هذه البلدان تشكل ما
يسمى بدول الطوقء وهي الدول المرشحة لأن تمارسء موضوعياً. تأثيراً اكثر من غيرها في الحركة
السياسية الفلسطينية. هذا بينما (وهو ما سنوضحه بتفصيل اكثر فيما يعد) كان اليسار
الفلسطينيء وعلى الاخص مصدرو التقريرء ينتقلون: عبر تاريخهم السياسي, من تحت مظلة هذا
النظام الاقليمي الى تحت مظلة ذاكء وذلك في اللحظات التاريخية الاشد خطورة على الشعب
الفلسطيني وثورته؛ أي عندما كانت نظم عربية برجوازية تحتاج الى موطىء قدم لاختراق المنظمة
والثورة» والحاقها بخطوطها السياسية او بمشاريعهال””). فمن أين جاء هذا الاسناد والدعم الذي
تلقته قيادة م.ت.ف من النظم العربية البرجوازية ؟
على الرغم من ان هدفذا ينحصر في ان نبين ونكشف عن حدوب التناقض القائم بين اقوال اصحاب
هذه الايديولوجيا والواقع؛ وليس الاجابة عن السؤال آنف الذكر الا ان الحالة تقتضي حتى لا نتهم
بالتهرب - ان نوجز اعتقادنا بأن مصدر القوة التي تتمتع بها قيادة المنظمة لا تأتي من كونها تتلقى
الدعم من النظم العربية البرجوازية..كما ذكر التقرير: و وانما من كونها تظهر في الممارسة السياسية
قدرا اكثر عقلانية وواقعية في تعاملها مع هذه الدول. ٠ وشي واقعية جعلت قيادة المنظمة في الماضيء
العدد ١7١ -١7١ء أيار/ حزيران (مايو/يونيى) ١54107 لشْيُونُ فلسطيزية 6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)