شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 46)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 46)
- المحتوى
-
وتجعلها حاضراً تجتاز صعوباتها السياسية في التعامل مع التركيبة المتناقضة التي تسود في العالم
العربي» وتميز سياسته؛ وذلك من دون ان تتخلى عن اهدافها وسياستها المستقلة629).
ان مايراه التقرير سبباً في قوة قيادة المنظمة. » لاسباب تتعلق بدعم اليرجوازية والرجعية العربية
المجاني لهاء على الرغم من منافاته للواقع. يكشف عن نوع آخر من نماذج هذا التعليل الايديولوجي:
الذي يرفض ان يعترف بأن الاشكالات التي جعلته في الماضيء ولا تزال تجعله؛ يحافظ على هذه
المراوحة باحتلال موقع ضعيفء وهشء في اطار توازن القوىء» تعوبء في الاساس, الى قصور نظرته
السياسية عن ادراك المعضلات التى تحيط بالنضال الفلسطينىء وانه» في الحقيقة,. يمارس سياسة
محافظة, يمكن ان تؤدي الى ارضاء ضميره؛ وريما يمكن النظر الى هذا النوع من التعليل باعتباره
احد اشكال ارضاء الضمير لتيرير العجز.
لكن كيف يمكن احداث تغيير في موازين القوى داخل منظمة التحرير الفلسطينية لصالح
اليسار ؟ يجيب التقرير: «ان زيادة مستوى التنسيقء والتعاون: والتضامن:ء [فيما] بين القوى
الفلسطينية الديمقراطية الثورية. سيزيد من حجم دورها وفعاليتها وتأثيراتها الايجابية على الساحة
الفلسطينية. سواء من حيث قدرتها على منع أي انحراف يمكن ان تقدم عليه البرجوازية الفلسطينية,
اى من حيث قدرتها على الارتقاء بمستوى الوحدة الوطنية»(**). اي ان العامل الابرز في رأي
مصدري التقرير في الحفاظ على الوحدة الوطنية» ومنع الانحرافء «لان اخطر ما يمكن ان يواجه
الثورة الفلسطينية هو انقسامهاء نتيجة انحراف البرجوازية: ودخولها طرق 3 اي صيغة من صيغ
التسويات التي تحاول الانظمة العربية الرجعية والبرجوازية جرها اليهاء!*)؛ هى من خلال زيادة
التنسيق والتضامن بين القوى الديمقراطية الثورية.
ان هذه الفقرة تحتاج الى وقفة مطولة» باعتبار ان فيها تتلخص عناصر القول الايد يولوجي» التي
تفسر تاريخياًء قيام الجبهة الشعبية باتخاذ المبادرات الانقسامية على نحوما تجلى في تزعم «الشعبية»
لجبهة «الرفض» في اواسط السبعينات: وتزعمها ل «جبهة الانقاذ» في العام .١1/65 فاذا كانت
الخطورة على الوحدة الوطنية؛ أي حدوث الانقسام, يتأتى من «الاتحراف» المحتمل للبرجوازية بل من
«اليقين» بأن البرجوازية سوف تنحرفء فان تكتل القوى اليسارية» وتضامنهاء هى السلاح الاقوى
لمواجهة حالة الانقسام التي يمكن ان يودي اليها انحراف البرجوازية. ولكن قبل ان نمضي في الاسئلة
حول ما اذا كان هذا «التضامن بين القوى الثورية الديمقراطية». كما تجلىء تاريخياً. عبر تشكيل
«جبهة الرفض». او «جبهة الانقاذ», قد ساهم في منع «الانحراف البرجوازي الفلسطيني»» أم انه
ساهم في حصول «أخطر ما يمكن ان تواجههه الثورة أي الانقسام»؛ المفترض انه نتيجة لهذا
«الانحراف».: دعونا نتأمل في كلمة «الانحراف» ذاتهاء باعتبارها تشكل «الماركة المسجلة» أو حجر
الزاوية » ليس في هذا النص الذي يتضمنه التقريرء وانما في كل الادب السياسي - الايديولوجي للجبهة
الشعبيةء. حتى ان المرء يكاد ان يسأل» أحياناً » عما اذا كان ممكناً ان تنوجد. ثمةء أهدافء اى
مشاغلء بالنسبة الى هذه الايديولوجياء تتعدى تبيان هذا «الانحراف» وابرازه: الذي: مع ذلك كما
سنبين لاحقاً - ينطوي على واحدة من اشد حالات الانزلاق نحو الوهم في هذا البناء الايديولوجي.
واذا كان التفسير الذي يقدمه التحليل السابق في اسباب هذا «الاتحراف» يبدو متماسكاً من
الناحية الشكليةء باعتياره أحدى النتائج لدخول البرجوازية طرفاً في أي «تسويات» (والواقع ان
الجبهة الشعبية مضى على تحذيرها من هذا الدخول اكثر من عشر سنوات)» فاننا نرغب: مرة اخرى,
في استعارة عبارات اندريه أكون السابقة؛ لكي نحاول «ان نفهم مقتضى هذا التماسك الذي يمضي في
بعض الاحيان الى حد الهذيان»"*). فالانحراف يتأتى «من دخول البرجوازية الفلسطينية طرفاً في أي
آع اشْيُون فلسطيزية العدد :١7١- ١7٠١ أيار/حزيران (مايو/ يونيو) 19417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)