شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 50)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 50)
- المحتوى
-
بالضبط] فان هذه الصيغة [أي المبادرة الاوروبية] ستكون هي الصيغة المطروحة للتطبيق
الفعلي في حالة فشل صيغة الحكم الذاتيء وصيغة الدولة الفلسطينية الاردنية. وعندما يأتي
دور هذه الصيغة لتكون هي المطروحة للتطبيقء فلا شك [في] ان الثورة الفلسطينية ستواجه
وضعاً اكثر تعقيداً. واشد خطورة. ومثل هذا الاحتمال احتمال ان تصبح صيغة البلدان
الاوروبية الامبريالية هي الصيغة المطروحة فعلاً للتطبيق ليس احتمالاً فرضياًء بل هو احتمال
قائم ووارد».
على أي اساس يقوج هذا البناء من الافتراضات ؟ ليس ثمة تبرير. ان بضعة اشخاص يجلسون
في غرفة مغلقة, هم الذين في امكانهم ان يسمحوا لخيالهم ان يصل الى مثل هذا الهذر السياسي في
ترتيب المشاريع والصيغ. ومن حسن الحظ ان الناس الآخرين الذين يمارسون السياسية فعلاً؛ في
الواقع وليس عبر البيانات» وعلى الاخص تلك الفئّة التي يتخوف التقرير من انحرافهاء والتي يمكن
اعتيار كل الادب السياسي للجبهة الشعبية يقع ضمن «أدب الخوف من انحرافهاء ؛ ان هؤّلاء يعرفون,
ان المبادرة الاوروبية (بيان البندقية) تقدم دعماً للنضال الفلسطيني - وتعتبر ثمرة من ثمار
الانجازات التي حققتها الثورة تساعد الثورة في الحاق الهزيمة بمشروع الحكم الذاتي. وان صيغة
الدولة الفلسطينية الاردنية» في العام :.١11/40١ دونها حرب طويلة, دامية وغير دامية؛ مثل تلك التي
جرت في صيف العام ١15457 ليس لاشراك المنظمة في اي تسوية: وانما لابعادها عن هذه التسوية. ولا
شك في انه في هذه الاوقات, التى توجه فيها الطعنات الى المنظمة من كل صوب» ستكون اورويا نفسها
قد لحست مبادرتهاء قبل ان تنتظر الجبهة الشعبية لتشكيل «جبهة رفض» جديدة من اجل التصدي
لهذه الصيغة, التي يبلغ الهذر عند اصحاب هذا التقرير, لا ان يكتفوا بوضع ذلك في خانة الاحتمال,
وانما ليوّكدوا «انها مطروحة فعلاً للتطبيق»! وللأسفء فان الجبهة الشعبية شكلتء مرة اخرى,
بالفعلء مثل هذه الجبهة. ولكن اذا كانت الاولى اعلنت عنها من بغدادء فان الجبهة الجديدة اعلن
عنها من دمشق. وفي كلتا الحالتين: كانت الاسباب التى طرحتها الشعيية والتنظيمات «اليسارية»
الاخرى المنضوية معهاء مواجهة انحراف «اليمين الفلسطيني, الاستسلامي»» الخ أي في مواجهة
اوهام الجبهة الشعبية نفسها. والواقع» ان الاحداث التاريخية؛ كما يقول ماركسء تتكرر مرتين: في
المرة الاولى على شكل مأساة: وفي الثانية على شكل «مسخرة». وهكذا اذا كانت الجبهة الشعبية
تمكنتء: في اواسط السيعيناتء؛ من ان تجد مكاناً لخطابها السياسي الرقفضاويء في الشارع
الفلسطيني» الذي لا يزال يحتفظ ببعض بقايا الارث السياسي القديم» فان الشعب الفلسطيني خطا
منذ ذلك التاريخء خطوات هائلة, تعلم خلالها ان يميز بين السياسات التي تعبر عن مصالحه
الحقيقية: وتخدم انتصار قضيته؛ وتلك التي من شأنها ان تقضي على كل آمالهء وطموحاته(4).
والواقع انه من الصعب اعادة صياغة كل ما قلناه بصدد هذه السياسة الاخيرة» التي ادت الى حدوث
الانقسام والحاق الضرر بالشعب الفلسطيني وقضيته. واذا كانت الجبهة الشعبية لعبت»ء في فترات
مختلفة. الدور ذاته الذي ادى الى حدوث ابرز انقسامين عرفتهما الحركة الوطنية الفلسطينية: من
منطلقات الحرص على الثورة والنضال الفلسطينيء فان آخر شيء يمكن ان يعتد به التاريخ: هو
النوايا. اما الواقعء» (الميدان الوحيد لاختبار الافكار والناس, كما تقول الماركسية)», فانه يظل هو
المصدر الوحيد للحكم على هذه الافكار وممارسة الناس.
ولقد انطلقنا في صدارة هذا البحث من القول ان الفكر السياسيء والايديولوجياء يلعبان دوراً
حاسماً في توجيه الجماعات باتجاه ترشيد اهدافها السياسية: وعقلنتها. وقد استعرضناء بنحو من
الاستطرادء بعض القضايا المعضلية كما برزت في الفكر السياسي للجبهة الشعبية: وقد آن لنا ان
66 شوُون فلسطيزية العدد ,.١7١- ١7١ أيار/ حزيران (مايو/يونيو) /1941 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)