شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 53)
- المحتوى
-
ل حول الانقسامات الفلسطينية
؟ تعاظم القوة العسكرية الفلسطينية» والوزن السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في النصف
الثاني من السبعينات, على الرغم من الآثار التي خلفتها الحرب الاهلية اللبذانية» والدخول السوري
الى لبنان('')ء حيث يمكن القولء ان الفترة الممتدة من العام ١4171 حتى خروج.المنظمة من لبنان
كانت تشكل ذروة القدرة الفلسطينية؛ من الناحية العسكرية("'), وقد ساهم ذلك في انهاء الانقسام
الفلسطينىء واعادة الوحدة الوطنية, بعد عوبة فصائل «الرفض» الى الاحتماء بالشرعية الفلسطينية»
وهو ما تجلى بوضوح في الدورة الرابعة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني العام 1119: التي شهدت
عودة الجبهة الشعبية للمشاركة في الاجنة التنفيذية ل م.ت.ف.
- اما السيب الاخيرء فهى انتصار الثورة في ايران: الامر الذي احدث انقلاياً على الصعيد
السياسي في المنطقة. وبشكل خاص في منطقة الخليج. وقد انعكس ذلك بصورة جذرية على موقف
العراق» الذي بدأ منذ العام 1140 انتهاج سياسة فلسطينية مغايرة تماماً. تقوم على قاعدة احترام
المنظمة, واستقلالية قرارها. وقد بدأت ملامح هذه السياسة: عملياًء بقيام العراق باغلاق مكاتب جبهة
الرفضء ولا سيما الجبهة الشعبية: الامر الذي اعتبر بمثابة اعلان عن وفاة جبهة الرفض التي كانت
توفيتء في الواقع» قبل صدور هذا الاعلان. ١
ولكن اذا كان ذهاب السادات الى القدسء وتوقيع اتفاقيتي كامب ديفيدء قد أطاحا بالتحالفات
وموازين القوى التي كانت قائمة في المنطقة, الامر الذي حدا بالنظام السوري لاعادة حساباته في
لبنان» وتحديداً تجاه مشروع السيطرة على المنظمة(؟"), فان دخول العراق الحرب مع ايران» وخروج
م.ت.ف. من لبنان العام قد اعادا رسم خارطة جديدة للتوازنات في المنطقة. ان لأول مرة في
تاريخ سوريا بدا النظام السوري بمنأى عن التنافس والتهديد لدوره. سواء من قبل مصرء او العراق»
او المنظمة مؤخراً؛ بعد الفراغ الذي اعقب خروج الاخيرة من لبنان» والفراغ الذي خلفه انكفاء العراق
بسبب انشغاله في الحرب مع ايران». حيث بدت الظروف.مؤاتية ومهيأة للنظام السوري للقيام بسد
هذا الفراغ., والاضطلاع بالدور الاقليمي في المنطقة الشرقية.
والواقع ان النظام السوري لم ينتظر كثيراً لالتقاط هذه الفرصة التي تتيح له اعادة تنفيذ
المشروع السوري السابق للهيمنة على م.ت.ف. الذي تعطل العام ١915 . وهو ما تجلى بالدعم
السوري للانشقاق في «فتح» في أيار ( مايى) :١1487 اي بعد مرور اقل من عام على خروج قيادة
م.ت.ف. من لبتنان وبعد شهور قليلة من انعقاب المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في شباط
( فبراير) »١147 حيث توصل المجلس الى صياغة قراراته, الشهيرة, التي اعتبرت يمثابة قرارات
الحد الادنى في الاجماع الفلسطيني» والتي جاءت لترضي الاتجاهات كافة داخل المنظمة.
وعلى الرغم من ان الشعازات التي رفعها المنشقون عن «فتح» كانت تتسمء من الناحية الشكلية»
بالعدل: الا ان أي متتبع للعلاقة التاريخية بين النظام السوري ومنظمة التحرير الفلسطينية كان
. مسبقاً: ان الشعارات المطروحة. المطالية يضرورة ة «الاصلاح», ومحارية «الاتحراف» ليست
سوى ى التبرير لعملية الانقسامء التي كان يراهن النظام السوريء من خلالهاء على تفكيك المنظمة
واعادة تركيبها على اساس يوّمن للنظام السوري الهيمنة المطلقة عليها.
والحقيقة ان ثمة كلاماً كثيراً يمكن ان يقال حول الاثر الذي تركته وما تزال تتركه - الاصابع
السورية في الانشقاق الاخير الذي شهدته الحركة الوطنية الفلسطينية» حيث دلت السنوات الثلاث
الاخيرة, بما لا يقبل أي شكء على حجم التأثير الذي لعبه النظام السوري في احداث الانقسام في
صفوف المنظمة» والتشجيع على بقائّه. ومن الادلة على ذلك الضغوط الهائلة التي مارستهاء ويماريسهاء
النظام السوري على الفصائل الفلسطينية المتواجدة في دمشق؛ ورفض السوريين انجاح اي مشروع
العدد ١7/١ 17٠١ آيار/ حزيران (مايو/ يونيى) 11417 لوُون فلسطيزية اريك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)