شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 59)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 59)
- المحتوى
-
لب العربي الحقيقي في العقل الصهيوني...
مقاطعة الصهيونيين للعمال العرب (في خطاب له بتاريخ ١8 تشرين الثاني نوفمبر 0()1915),
باعتبارها محاولة صارخة لتهميشهم وتغييبهم. وقد وصل ادراك احاد هعام الذروة حينما ادرك
الحاخام الروبي ان حلم العودة الى صهيون: كما فسره الصهيونيون» وكما اخذ في التحققء «يؤدي
الى تدنيس ترابها بدم الابرياء»» اي انه رأى الجثة التي يحاول الصهيونيون اخفاءها. لذاء فعلى
الرغم من ان فكر احاد هعام فكر عنصري نيتشوى الى اقصى درجة (فهى صاحب فكرة اليهود «كامة
متفوقة», وهو صاحب فكرة تحويل فلسطين الى مركز ثقافي لليهود واليهودية)» الا ان العربي الحقيقي
فرض نفسه فرضا على وعيه. ولذاء لم يملك الحاخام الا ان يقول: «ان الله قد انزل بي العذابء ان
7 في حياتي حتى ارىء بعين رأسيء انني تدحرجت عن جادة الصواب... اذا كان هذا هو الماشياح
(المسيح المخلص اليهودي)» فانني لا اود رؤية عودته 6(") . اي انه لا يود رؤية تحقيق الحلم (او
الكابوس) الصهيوني. فد فتحقيق الحلم يعني تغييب العربي» وتغييب العربي: كما رأى هى نفسه؛ يعني
القتل والقتال.
ومن اهم المفكرين والمستوطنين الصهيونيين الذين تخطوا التحيز الادراكي الصهيوني ورأوا
العربي في كل تركيبه التاريخي: اسحق ابشتاين؛ احد كبار المسؤولين عن الاستيطان الصهيوني في
فلسطين, والذي حذر الصهيونيين من سطحيتهم «وعجزهم عن الفوص لباطن الامور» (). والذي
حاول ان يبين لهم ان الحق قد يكون في جانبهم من الناحية القانونية (السطحية)؛ ولكن الموقف يصبح
اكثر تركيباً ان تمت رؤيته في اطار سياسي اخلاقي7©).
وقد حذرء في محاضرة له القاها على بعض مندوبي المؤتمر الصهيوني السايع »)١5١٠5( من
الموقف الصهيوني الشائع ( البربري في واقع الامر ) القائل بأن فلسطين غير مفلوحة بسيب «نقص
في الايدي العاملة أو كسل السكان»» ويين ان «ليست هناك حقول مققرة: بل على العكسء. يحاول كل
فلاح ان يضيف الى ارضه من ارض البور المجاورة لها... وعندما نشتري قطعة ارض كهذهء نبعد
عنها مزارعيها السابقين تماماً. .. فنحرم بهذا أشخاصاً بائسين من ممتلكاتهم الضئيلة » ونسلب لقمة
عيشهم... ولا يزال حتى اليوم يرن في اذني نحيب النساء العربياتء عندما تركت عائلاتهن قرية
0 وهي روش بيناء وانتقلت للسكن في حوران شرق نهر الاردن. فقد ركب الرجال على الحمير
. ومشت النساء وراءهم باكيات: يملأ السهلّ نحيبُهن . وللحظات وقفوا وقبلوا الحجارة والتراب
شراء (اراضيهم) على هذا الشكل يترك في قلويهم جرحاً لا يندمل . وسيذكرون. دائماًء ذلك ا
الملعون الذي انتقلت فيه املاكهم الى ايدى الغرباء... لأنه اذا كان هناك فلاحون يروون حقولهم
بعرقهم وحليبهم» فهم العرب... وفي النهاية. سيعملون على استرجاع ما سلبته منهم قوة الذهب...»
وبعد ان يرسم ابشتاين صورة الفلاح العربي الحقيقي الذي يحب ارضه. ويكد ويتعب من اجلهاء
يضعه اق اطار سياسي عربي تاريخي واسع: «وهذا الشعبء الذي لم تستنفد المدنية حتى الآن قواه
تضعفه., ليس الا جزءاً صغيرا من الشعب الكبير الذي يسيطر على كل المناطق المجاورة... سوريا
والعراق والجزيرة العربية ومصر... ولهذاء من المستحسن ان نعرف من هو الفريق الآخر... وان تأخذ
بالحسبان قوتنا والقوى التي تواجهنا... ويمكننا القول انه, حتى الان على الاقل, لا توجد حركة عربية
بالمفهوم القومي والسياسي لهذا التعبير. ولكن لا حاجة لهذا الشعب لمثل هذه الحركة: انه كبير, وكثير,
ولا حاجة لبعثه؛ لأنه لم يمت ابداً» ولم ينقطع وجوده يوماً. ويفوق, في تطوره الجسديء, كل شعوب
اوروبا... ينيغى الا نستخف بحقوقه. .. والا نستغل ضده خيث بعض اخوته الذين يظلمونه. لا
تتحرشوا بأسد نائم !ولا تأمنوا جانب الرماد الذي يغطي الجمرء فقد تنطلق شرارة تسبب حريقاً لا
يطفأ». ولم يكتف ابشتاين بالشكوى والنحيب على طريقة احاد هعام؛ بل قدم توصيات محددة.
العدد ,17١- ١7٠١ أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) 19417 لتُوُون فلسطيزية 68 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)