شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 63)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 63)
- المحتوى
-
سدم العربي الحقيقي ف العقل الصهيوني
تهميش مثل هؤلاء الصهيونيين ودفعا بهم بعيداً من المركر ومن مجال صنع القرارء لذا لم تظهر
سياسة صهيونية فعالة تجسد الادراك الصهيوني للعربي الحقيقي.
* هناكء اخيراً النمط الثالث, وهو اكثر الانماط شيوعاً. النمط الذي يودي ادراكه للعربى
الحقيقي الى مزيد من الشراسة الصهيونية. وهنا يجب أن نطرح هذا السؤال: لم هذه الاستجابة
الشرسة من جانب هؤلاء ؟ والاهم من ذلكء بم نفسر شيوع هذا النموذج ؟ ومرة ة اخرى, ستحاول ان
نطرح التفسيرات الاخلاقية جانياً. . فهي تفسيرات نهائية مطلقةء ولن يقيدنا كثيراً ان نقول ان
استجابة هذا النمط الثالث نابعة من عمق الشر الكامن في انقسهم ( فنسبة الشر واحدة تقريباً» في كل
البشر ). ولذاء فلنحاول ان نصل الى تفسير يعمق ادراكنا بتفاصيل الواقع وألياته.
لقد ذكرنا من قبل ان ثمة اسباباً مختلفة هي التي تحدد كيفية تحول ادراك ما الى سلوك . وقلنا
انها اسباب سياسية واجتماعية ونفسية وعصبية, ولكننا لا يمكن ان نغوصء هناء في الجوانب
العصبية أو النفسية, مع ادراكنا لاهميتهاء لان مثل هذا يتطلب معرفة حقائق ومعطيات ليست متوفرة
الآن. كما ان الجوانب العصبية والنفسية قد تفسر الاختلافات الفربية بين الزعماء والمفكرين
الصهيونيين. ولكن لا يمكنها ان تفسسر. بأية حالء الاختلافات العامة ذات الطابع السياسي
والاجتماعي . ولذاء قد يكون من المفيد ان نحاول التفكير في الاسباب السياسية والاجتماعية وحدها.
وقد بينا من قبل ان التحيز الايديولوجي هى احد المحددات الاساسية للادراك؛ ويمكننا ان نضيف.
هناء عنصراً آخر. هى ميزان القوة: فقبل العام :١194/ كانت الاميريالية الغربية مهيمنة على معظم
العالم» بما في ذلك العالم العربي؛ ولم تكن القومية العربية قد تحددت معالمهاء بعد. كقوة يحسب
حسابها. ولم يكن الوضع في فلسطين احسن حال اذ ان القوى الاجتماعية هناك لم تكنء ٠ هي
الاخرى؛ قد تبلورت, وبالتالي لم يكن قد تبلورء بعدء تفكير ثوري نضالي قادر على تعبئة الجماهير, من
كل الطبقات والاديان» ضد عدو يتهددها كلها بالطرب والفناء. لكل هذا »كان العربي الحقيقي ٠ حينما
يظهر على شاشة الوعي الصهيوني» ٠ يبهت ويشحبء ثم يصبح هامشياً: ٠ ويختفي ازاء موازين القوة
التي لم تكن في صالحة. فلى ان هذا العربي الحقيقي كانت تسانده القوة اللازمة: لثبت الادراك في
وعي الصهيونيين ولظل العربي الحقيقي حقيقياً ثابتاً يقام له حساب ووزنء» ولتحول هذا الادراك الى
برنامج سياسي والى سلوك محدد يأخذ العرب في الحسبان؛ ولريما امكن, حينئز, للشخصيات
الصهيونية امثال ابشتاين» أن تصبح هي الشخصيات القيادية صاحبة القرار. ولكن العربي كان
ضعيفاء ولذا اصبح من الممكن تغييبه او تهميشه.
ان ما اقترحه.ء من الناحية المنهجية, ان نرى بنية الادراك وشكله (الطيف الادراك)» لا في ضوء
التحيزات الايديولوجية وحسبء وانما في ضوء بنية القوة الموضوعية (او موازين القوة). ان لا يمكن
ان نرى الواحد دون الآخرء ولا يمكن تفسير الواحد دون الاخر. فالعربي. ككيان أمبريقي كان هناك:
موجوداً امام الجميع, والاحصائيات لابد وانها كانت متوفرة» والصراعات كانت دائرة. واستعدادات
الصهيونيين «للدقاع . عن انفسهم» ضد العرب كانت إقائمة على قدم وساقء منذ اليوم الاول. ومع هذاء
ظهر العربي متخلفاً وهامشياً في وجدان الصهيونيين. وحينما ظهر حقيقياً. تقرر تهميشه وتغييبه
حسبما يتطلب التحيز الايد يولوجي الذي تسانده القوة. هذا هو الذي يفسر موقف التمط الثالث (وهى
الاكثر شيوعاً) من الصهيونيين الذين يسمون ب «المتطرفين», والذين نسميهم ب «الواقعيين» . فهؤلاء
ادركوا العريى الحقيقي قاصيحوا اكثر ضراوة وشراسة. بسيب هذا الادراك لارغماً عنه. ف «الآخر»
اذا اصبح حقيقياً فانه يشكل تهديداً حقيقياً للذات: اما اذا كان هامشياً فانه لا يمثل خطراً كبيراً.
ان الصهيونيين المتطرفين هم اكشر الناس ادراكاً لخطورة العربي الحقيقي ولطبيعة المشروع
العدد ٠7١-١7١ أيار/ حزيران (مايو/يونيى) 118177 لَتُمُين فلسطيزية ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)