شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 67)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 67)
- المحتوى
-
ححح العربي الحقيقي في العقل الصهيوني
للموقف.
الادراك الاسرائيلي
واخيراً نأتي الى الادراك الاسرائيلي للعربي الحقيقي وسنكتشف انه على الرغم من وجود
مؤسسات حكومية اسرائيلية لدراسة العربء وعلى الرغم من احتكاك يومي بين الاسرائيليين والعرب؛ الا
انه يمكن القول ان الامر لم يتغير كثيراً. فادراك الاسرائيليين للعربي الحقيقي لا يترجم نفسه,
بالضرورة الى فعل فاضلء وانما تنتج عنه الاستجابات الثلاث التي سبق واشرنا اليها:
١ -ان يتخلى الاسرائيلي عن صهيونيته.
- أن يعدل الاسرائيئي من صهيونيته في ضوء ادراكه, فيتحول هو الى شخصية هامشية ومبهمة .
- ان يتمسك بصهيونيته؛ فيزيد ادراكه من ضراوته وشراسته, نظراً الى ازدياد احساسه بالخطر
المحدق.
وهذه الانماط الثلاثة هي ذاتها الانماط التي كانت سائدة بين الصهيونيين قبل العام 2١55/4 وقد
لاحظنا شيوع النمط الثالث» ويبدى ان الامر لا يزال على ما هو عليه.
واذا اردنا ان نضرب امثلة على النمط الاول» ممن ادركوا العربي كحقيقة تاريخية» وتقبلوا هذا
الادراك وحددوا سلوكهم في اطاره» لذكرنا موشي ماحوفر, المواطن الاسرائيلي الذي تحول ادراكه الى
رفض للصهيونية» فغادر اسرائيل واستقر في لندن. وهنالك. كذلك: الاسرائيلي اليهودي ايهود اديف
الذي انضم الى المقاومة ودخل السجن دفاعاً عما تصوره الحقيقة التاريخية والعدل الانساني.
أما بالنسبة الى النمط الثاني» » فيمكن ان نذكر شخصيات مثل متتياهو بيليد واوري اقفنيري وارييه
الياف؛ فهم يدركون العرب كحقيقة تاريخية لابد من التعامل معهاء ولكنهم مثل ابشتاين والآخرين
ينطلقون من تقبل الكيان الصهيوني كحقيقة قائمة, ولذلك يطلبون من الانسان العربي التاريخي ان
يتعامل مع الانسان الاسرائيلي ككيان تاريخي قائم وقد تسبب موقفهم هذا في تهميشهم تماماً » خاصة
في حالة الياف, الذي كان شخصية اساسية قيادية في المؤسسة العمالية؛ ثم بدأ يدعو الى فكرة التصالح
مع العرب للاعتراف بهمء ويمنظمتهم, فاخذ يتحرك من المركز الى الهامش» حتى فشل في الحصول على
مقعد في الكنيست الاخير (بينما نجح كهانا في الحصول على اصوات تكفي المقعد عينه). ومن
الشخصيات الاخرى ال محورية في المؤسسة الصهيونية الحاكمة يهوشفاط هركابي, الذي كان رئيساً
لقسم البحوث الاستراتيجية في وزارة الدفاع الاسرائيلية في الستينات, وهو موّلف لكتاب عن العقلية
العربية وتخلفهاء كان يعد واحداً من اهم مجددات الادراك الاسرائيلي للعرب. وحينما قامت حرب تشرين
الاول ( اكتوبر ) ١477 وتحدى العرب الصورة النمطية التي روج لها هركابيء ناله قسط كبيرمن اللوم
لما حدث من تقصير. وفي الاونة الاخيرة» بدأ هركابي يدعو الى ضرورة التفاهم مع العرب والاعتراف
بالمنظمةء بل واخذ يتهم العقلية الاسرائيلية بالرغبة في الانتحار, واعتقد بأنه سيهمش نفسه بالتدريج»
وسيفقد موقعه في مؤسسات صنع القرار.
اما النمط الثالث, وهو النمط الاكثر شيوعاً. فيضم اولئك الذين ادركوا ابعاد الرفض العربي لهم,
وانه رفض تاريخي حقيقي مستمرء تحركه الدوافع القوميةء فزادهم ذلك اصراراً وتمسكاً بموقفهم.
وسنجد أن هؤلاء قد تبنوا مفهوم «اين يريراة» اي «لااخيان» -. اي أنه لا يوجد امام الاسرائيلي سوى
الحرب المستمرة. ومن اهم ممثلي هذه الرؤية موشي دايان» وهو من جيل الصابرا الذي نشا على الارض
العربية وعرف العربي من قرب. ومن اهم المفكرين الاستراتيجيين الذين تتسم رؤيتهم بالادراك
وبالعنف والشراسةء شلومى اهرونسونء الذي تنب بما يسميه حرب المئة عام بين اسرائيل والعرب.
العدد 17١ -071, أيار/ حزيران (مايو/ يونيو) 11417 لفون فلصطفية > - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 737 (19 views)