شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 70)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171 (ص 70)
- المحتوى
-
د . عيد الوهاب المسيري
التحرك لتأكيد حقوقه. ولرفض الهامشية:ء ولتحدي الرؤية الصهيونية؛ وحاول تغيير موازين القوى
لصالحه: يصبح مصدر خطر حقيقي» ويصبح من الضروري ضريه لتهشيمه وتهميشه» ويصبح
«التسامح» مرفوضاً. ويتولى «المتطرفون» القيادة.
ويمكننا توظيف القوانين العامة هذهد.ء او التعميمات هذه. بيخصوص الادراك الصهيونى للعرب.
فنحنء على سبيل المثال» يمكننا ان نعرف حدوب الانجازات التي يمكن ان يحققها الاعلام العربي من
خلال معرفتنا بحدود الادراك. فنحن ان حاولنا تحسين «صورتنا» تجاه العدى (الصهيوني, او
الاميركي)؛ فان هذه الصورة؛ مهما بلغت من ايجابية وبريقء لا قيمة لها على الاطلاق» بل يمكن ان
توظف ضد صالحنا. وقد ادرك الثوار في فيتنام ذلك: فلم يكن لهم مكاتب اعلامية في الخارجء انما كان
عندهم مقاتلون في الداخل. وقد تغير ادراك الشعب الاميركي والشعوب الغربية تجاههم بتزايد عدد
الجثث التي كانت تعود لتدفن؛ وتحول الرجال الصفر الصغار والمتخلفون ( وممثلى الخطر الاصفر )
الى ابطال يدافعون عن الوطن. وعرف الناس حقيقة آلة الحرب الاميركية التي كانت تفتك بالاخضر
واليايس هناك.
هذا لا يعني اننا نسقط اهمية الاعلام تماماً من حسابناء فنحن لم نسقط قيمة الادراك. فالواقع
لا يفرض نفسه على عقل الانسان بشكل مباشرء وانما من خلال طيف ادراكي . كل ما اود قوله هوانه.
من خلال دراستناء حاولنا ان نبي ان الادراك (وبالتالي الاعلام) يترك صورة في الوجدان لا تؤدي الى
سلوك محدد بالضرورة؛ وما يحدد السلوك هو الادراك الذي تسانده القوة اللازمة. ونحنء في نهاية
الامرء نعيش في عالم ليس من صنعناء وهو عالم يؤمن بالحواس الخمس وبكل ما يقاسء ولا يعترف
كثيراً بالحقء او الخيرء او الجمال. ولذاء لا بد وان نضغط على حواس اعدائنا الخمس بكل ما اوتينا
من قوة حتى يعرف الآخر ان العربي الحقيقي ليس مجرد صورة في وجدانه يمكنه تناسيهاء وانما هو
قوة مادية يمكن ان تسبب له خسارة فادحة, إن هو تجاهلها او حاول تهميشها وتهشيمها.
ولعل هذا هو القصور الاساسي في محاولات التوصل الى السلام في اطار كامب ديفيد. فقد ظن
مهندسو هذه الاتفاقية انهم من طريق رفع رايات السلام سيغيرون صورة العربي في وعي العالم؛ وان
هذه الصورة ستخلق زخماً ودينامية تفرض على الاسرائيليين ان يصلوا الى اتفاق عادل اوشبه عادل.
ولكن الذي حدث عكس ذلك تماماً . فبعد الاسابيع الاولى: ويعد ان انتهت مهمة عدسات التيلفزيون
الساخنة. ظهرت حسابات القوة الباردة التي فرضت منطقها الثلجي البارد؛ القاسي, على الجميع.
وقد كنت على اتصال بالوفد المفاوض في ذلك الوقت؛ اذ تصادف ان معظم اعضائه كانوا اما
اصدقاء لي او بعضاً من طلبتي من المعهد الدبلوماسي في مصر. وقد اخبرني احدهم انه, بعد ان قبل
انور السادات بشروط كامب ديفيد» كما فرضها بيغن وكما رفضها اعضاء الوفد المصريء طلب ان
تخصص رقعة ما في القدس ترفع عليها الاعلام العربية حتى تكون «غنيمة اخرى» يعود ليتباهى بها.
وكان تعليق احد اعضاء الوفد الاسرائيلي هو ان ترفع الاعلام على المقابر العربية («سلام المقابر» الذي
لم يرده وايزمان لنفسه). اما دايان: فقال: «السادات يريد بقشيشاً» ١ اي انه نظر الى السادات من
خلال الطيف الادراكي الصهيوني وحوّله الى انسان متخلف هامشي» شحاذء ليس له حقوق, يمكن ان
«تهيه» شيئاً: ن اردتء من قييل الاعتدال الصهيوني . وقد كان دايان اكثر واقعية من السادات
فحسايات 0 الباردة في عالمنا لا تعرف الحق والحقيقة. ولوكان هناك وراء السادات دبابة عربية,
تقف شامخة »لما رآه دايان شحاذاً يقف على عتباته.
ومرة اخرىء على الرغم من معرفتي بمنطق القوة, فانا لا اكن له حباً ولا احتراماً اكنني > .كما
قلت؛ في عالم ليس من صنعناء وهو عالم قبيح, صنع: اساساًء في الغرب في القرن التاسع عشر
07 لشَمُونُ فلسطيهية العدد ,.١7١- ١7١ أيار/ حزيران (مايو/ يونيى) /1941 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 170-171
- تاريخ
- مايو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22371 (3 views)