شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 5)
- المحتوى
-
وما كناء أيضاًء لنعير هذه التصريحات الفلسطينية وزتاً كبيراً, أى نتعرض لهاء لى كان الحديث
يدور. مثلاًء حول الدعوة الى «حوار»» أى المطالبة ب «وحدة وعلنية»» لا تؤخر او تقدم كثيراً. بل يمكن
ان نتغاضىء ول آنياً. عن المبالغات التقليدية, وما تتضمنه من لّ يد الحقيقة, باطلاق لفظة «انتفاضة»
على ظواهر مقاومة هناء وهناك. أما وأن الحديث يدور حول قضايا تتعلق بما يسمى «جوهر الصراع»
مع العدى الصهيوني؛ فهو ما لا يجوز المرور عليه منّ الكرام او تركه ل «مصادر» غير محددة الهوية
ل «الافتاء» بشأنه؛ بل ينبغي أن يكونء على الأقل» موضع نقاش ودراسة وأخذ ورد؛ لدى مختلف
الدوائر والاتجاهات: حتى الوصول الى القرار السوي؛ دون تسرعء لما للمسألة من أهمية؛ في وجوهها
العديدة.
وانطلاقاً من هذه الخلفية, وعلى أرضيتهاء يبدى ان المواقف الفلسطينية الآنف ذكرهاء العايضة
لاشتراك سكان القدس العربية في انتخابات البلدية؛ ليست, عملياًء مواقف؛ بمعنى انها لم تتخذ
قبل هيئات معتمدة, او أنها لم تدرس بما فيه الكفاية: وجاءت ارتجالاً. وسواء أكان هذا اوذاك. ول
طريقة وضع العربة قبل الحصان, أي اعلان الرأي قبل تقديم الحيثيات والمبررات؛ يبدو هذا الموقف
الفلسطيني متسرعاً وخاطتاًء وبالتالي ينيغي تغييره, ولو لسبب بسيط للغاية: اذا لم تنجم أي فائدة عن
مثل هذا النشاط, فانه لن يؤديء أيضاًء من جهة أخرىء الى أي ضرر؛ وإذلك: لا ضرورة لمعارضته
وتحميل الموضوع؛ بأسره, أكثر مما يتحمله.
نصفا الكأس -. الفارغ والملآن
لاا شك في أن اشتراك سكان القدس القديمة العرب, في الانتخابات لبلدية القدسء ليس مسألة
هامشية. كما ان آثارها لا تقف عند ما أشرنا اليه» وبالتالي لا يمكن البتٌ بها بسهولة. فالموضوع يمس
قضايا مهمة, لها انعكاساتها بعيدة المدىء المحلية والاقليمية, بل والعالمية. وقبل محاولة الوقوف على
أبعادهاء من الضروري توضيح خلفياتها.
ولعل المعيار الاول؛ والأساسي» الذي ينبغي القياس بموجبه في مثل هذه الحالة؛ او ما شابههاء
هو ذلك الكامن في القول المأثور: أهل مكة ادري بشعابها. وبلفة أخرى, يُفترض ان أي تجمع
فلسطيني: سواء أكان في داخل الوطن المحتل قديماً قديماً (أي سنة /194) وقديماً دون تكرار (أني
سنة 137١)ء أى خارجهء هى أكثر قدرة من سواه على تشخيص المشاكل التي تواجهه وكيفية
مجابهتهاء اى التعاطي معهاء أ استنباط مختلف الطرق والوسائل لحلهاء دون أي تدخل من هنا أى
هناك؛ بما في ذلك تدخل «الممثل الشرعي الوحيد» او ممثليه الرئيسين؛ اى الفرعيين. وكل ذلك يُفترض
ان يُعتبر صحيحاً ونافذ المفعولء ما دام نشاط تلك التجمعات الفلسطينية لا يتعارض مع ما يسمى
«الثوابت الفلسطينية», أي انه لا يمس المصلحة الفاسطيتية العامة وأهداف النضال الفلسطيني
الرئيسة .
ويبدو لنا ان هذه الشروطء كافة متوفرة في هذه الحالة.
صحيح انه في الامكان القول ان مثل هذا الأمر لا يمكن ان يبت فيه يمثل هذه السهولة,
واستناداً الى مثل هذه القاعدة فقط. اذ يمكن ان تكون له أيضاً, انعكاساته السلبية؛ الا أنه صحيح:
أيضاًء ان للمسألة نواحيها الايجابية. ويبدى ان هذه الحالة أشبه بمثل الاثنين اللذين ينظران الى
كأس نصفها ملأن, فلا يرى اولهما الا النصف الفارغ, بينما لا يرى الثاني الا النصف الملآن. واذا
كان الواجب يفرض علينا ان لا نتجاهل أياً من النصفين, نرى في الوقت ذاته ان النصف الماآن
0 شُون فلسطرزية العدد 175 -178ء تموز/ آب (يوليو/ اغسطس) 191417 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39299 (2 views)