شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 10)
- المحتوى
-
سس ... مخصوصية» الصراع تفرض خصوصية القرار
ان تكون مسألة «الاعتراف» مطروحة أساساً. فالمعروف جيداً ان هنالك فروقاً واضحة:؛ في القوانين
الاسرائيلية: بين حقوق الانتخابات للكنيست: من جهة, وللسلطات المحلية؛ من بلديات ومجالس
محلية. من جهة أخرى. فالاشتراك في الانتخابات للكنيست هو من حق المواطنين: الذين يحملون
الجنسية الاسرائيلية» دون غيرهم, بينما الاشتراك في الانتخابات للبلدية هو من حق كل مقيم دائم,
أو ساكنء في نطاق تلك البلدية, سواء أمواطناً اسرائيلياً كان: او لم يكن كذلك. وهذا الفرق واضح
للغاية الى درجة يمكن معهاء على سبيل المثال» لقنصل دولة أجنبية: يقيم في مدينة اسرائيلية ما بصورة
دائمة مدة تزيد على ثلاث سنواتء الاشتراك في الانتخابات لبلدية تلك المدينة: باعتباره مقيماً فيهاء
وبالتالي تهمّه طريقة ادارتهاء دون أي «اعترافات» أ وتعقيدات» ودون تحميل المسألة أكثر مما تتحمله.
وعرب القدسء وان كانوا يستطيعون المشاركة في الانتخابات لبلديتهاء لا يحق لهم الانتخاب للكنيست»
لأنهم لا يعتيرون مواطنين اسرائيليين» بل لا يزالوا أردنيين.
وانطلاقاً من هذه الآرضية: يمكن القول ان اشتراك عرب القدس في الانتخابات لبلدية المدينة هو
نشاط محلي, لا طابع سياسي مهم له هدفه التآثير في مجرى ادارة الشؤون المعيشية اليومية, دون
ان تكون مسألة «الاعتراف», أى عدمه, مطروحة جدياً أ على بساط البحث؛ ودون الذهاب بعيدا ف
تحميل مثل هذا النشاط تفسيرات وتأويلات مختلفة. ومما يجدر ذكره ان قوانين ضم القدس
الأساسية لم تكن حتى كافية للسماح لسكانها بالاشتراك في الانتخابات لبلديتهاء بحيث كان ضرورياً
حتى يسمح بذلك» تعديل قانون انتخابات السلطات المدلية. وبعوجب هذا التعديل, الذي تم سنة
,١517 سمح لوزير الداخلية باعداد جداول للناخبين في القدس الشرقية يضم كل من يلغ الثامنة
عشرة من عمره, وكان ساكناً في تلك المنطقة عشية ضمها الى اسرائيل. وكانت السلطات الاسرائيلية
حملت؛ في حينه. عددأ لا بأس به من سكان القدس الشرقية على الاشتراك في الانتخابات لبلدية
القدسء بأيهامهم ان من لا يشارك في تلك الانتخايات؛ ويالتالي لا تحمل بطاقة هويته ختماً يثبت ذلك»
قد يتعرض لاجراءات مختلفة تتخذ بحقه. ولقد ساهمت هذه التصرفاتء وغيرهاء ولى الى حد ماء في
دعم الادعاءات الاسرائيلية بأن القدس مدينة «موحدة»»ء بينما الحقيقة هي أن المدينة منقسمة بشكل
حاد بين تجمعين سكانيين منفصلين عن بعضهما البعضء احدهما يهودي والآخر عربي (وهنالك,
أيضاًء تجمع ثالث من اليهود المتدينين الورعينء من اتباع ناتوري كارتاء المعادين» بشدة: للصهيونية,
لاعتبارات لاهوتية) .
واستطراداًء من ناحية أخرىء لاا شك في ان اشتراك عرب القدس في الانتخابات لبلديتها لا يمكن
ان يبت استناداً الى اعتبارات قانونية «رسمية» ضيقة فقط؛ وان كان ذلك يحلى لبعض المقاومة: مثلاً»
ان ان المسالة أكبر عمقاً وأكثر اتساعاًء ولها انعكاسات عملية. اقليمية وعالمية ٠ والآباء» ف هذا
الصددء متضارية للغاية؛ بل ان تعارضصها الحاد مع بعضها البعض يلفت النظر كثيراً. ففي الوقت
الذي تعلن معظم دوائر المقاومة الفلسطينية؛ ان لم يكن كلهاء استناداًء على الأقلء الى البيانات
العديدة الصادرة في هذا الشأنء معارضتها الشديدة لهذه الخطوة «الانهزامية». وتشن الحملات
الاعلامية على مؤيديهاء نلاحظ من ناحية أخرىء ويا للغرابة» ان بعض «حكماء القوم» من بين
الاسرائيليين يرون عكس ذلك تماماً ويتوجسون خيفة من عواقب تنفيذ مثل هذه الخطوة؛ ويحارون في
كيفية مواجهتها. فهؤلاء. سواء أعلى حق كانوا او عكس ذلك؛ يرون في الدعوة الى الايعاز لعرب القدس
بالاشتراك في الانتخابات لبلديتهاء مخططاً خبيثاً: وان كان مغلفاً بمرونة فاكقة هدفه استغلال
القوانين الاسرائيلية لضمان انتخاب ممثلين عرب معارضين؛ يُُسمعون: بصفتهم تلك, صوتاً عالياً
العدد 119/17 -19/7, تموزن/ آب (يوليى/ اغسطس) 1541 لثؤون فلسطايزية 9 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)