شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 11)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 11)
المحتوى
صبيري جريس الح
ضد الضم وتوابعه؛ وينشطون في هذا الاتجاهء على الصعيدين: المحلي والعالمي: فيجوّفون بذلك
اجراءات الالحاق الاسرائيلية ويقوّضونها من الداخل. وحيرة الاسرائيليين هؤلاء تجاه هذه الخطوة
ناجمة عن شعورهم بانعدام الحيلة لمواجهة هذه التطورات: فهم اذا حظروا عنوة على عرب القدس
الاشتراك في الانتخابات اظهروا زيف الادعاءات الاسرائيلية بشأن القدس «الموحدة»؛ وان سمحوا
لهم بذلك؛ أظهر الممثلون المنتخبون ذلك الزيف؛ وهما أمران» أحلاهما مُرّ
ويبدى. استناداً الى ردوب الفعل التي ظهرت حتى الآنء ان التحليل الاسرائيلي في هذا الصدد هو
الصحيح وليس بيانات المقاومة ومواقفها. فبعد ان طّرحت فكرة الاشتراك في الانتخابات, أوضح بعض
مؤيديها من بين سكان القدس العرب انه سوف يشارك في الانتخابات من خلال تأكيد عدم الاعتراقف
بالضم, بينما أوضح بعضهم انه يقوم بذلك كخطوة على طريق اعداد القدس لتكون عاصمة الدولة
الفلسطينية العتيدة. ويلاحظ ان هذه التصريحات, وما تنم عنه من مواقف معارضة للاحتلال ومؤيدة
للمطالب الوطنية الفلسطينية؛ لا سواهاء هي التي حظيت باهتمام الدوائر الاسرائيلية والعالمية,
الاعلامية وغيرها؛ واضمطت ادعاءات «الاعتراف» بالضم واختفت, ولِم يتطرق اليها أحد. وهذا بيت
القصيدء وهذا ما ينبغي السعي الى تحقيقه. وذلك ب «تنظيم», ودفع فكرة المشاركة في الانتخابات
نحو هذا الطريقء لا غيره ‏ وليس اتخاذ المواقف المتسرعة وغير المدروسة.
وفي هذا الصددء هنالك تجربة فريدة في نوعهاء يجدر التذكير بها ومحاولة الافادة منها؛ ونقصد
الانتخايات البلدية التى أجريت في الضفة الغربية سنة ‎.١191/5‏ فهذه الانتخايات, كما هو معروف»
كانت جوبهتء في حينه؛ بمعارضة واسعة من قبل دوائر المقاومة؛ لم يتم التخلي عنها الا في اللحظات
الأخيرة, أي قبل الموعد المحدد لاجراء الانتخابات بفترة قصيرة للغاية. وكانت الانتخابات تلك تمت»
بالطبعء تحت اشراف سلطات الاحتلال وحكامها العسكريين. بل أنها عُقدت بعد تعديلات جذرية
ومهمة أدخلتها سلطات الاحتلال على قوانين الانتخابات الاردنية» التي كانت سائدة في الضفة
الغريية؛ وتم بموجبها » منح حق الانتخاب لكل سكان تلك المدن. بعد ان كان ذلك الحق محصوراً في
شرائح ذات مواصفات معينة, مما زاد كثيراً في اعداد اصحاب حق الانتخاب وأثر, بالتاليء في نتائجها.
وكل ذلك يمكنء مثلاّء ان يعتبر بمثابة «اعتراق» بالاحتلالء لى اتبعنا التفسير الضيّق والنظرة الضيقة
كذلك لطابع هذه القضايا. ولكن كل تلك التفسيرات, وما رافقتها من معارضة: بسيبها اى لأسباب
أخرىء تبحرت واختفت بعد ان بانت النتائج» التي أسفرت عن فوز المرشحين الوطنيين في تلك
الانتخابات. وسرعان ما راح رؤساء البلديات تلك يلعبون دوراً وطنياً بارزاً للغاية» اوقع دوار المقاومة,
باتجاهاتها كافة؛ في حبهم ‏ ومن الحب ما قتل. فلقد أثار الاهتمام البالغ الذي راحت المقاومة تبديه
بشأن تلك البلديات؛ والدور البارز التي راحت البلديات تلعبه؛ تدريجياً. حنق السلطات الاسراكيلية,
فتخلت. في نهاية الأمر, عن ادعاءاتها «الديمقراطية»: وراحت تقيل رؤساء البلديات تلك الواحد تلى
الآخر, ثم اقسمت على أنها لن تعيد الكرّة وتسمح باعادة مثل تلك الانتخابات ثانية. ولم يقف الأمر
عند هذا الحد بل ان بعض الجماعات الارهابية اليهودية حاول قتل أكثر من وأحدء من بين روّساء
البلديات تلك؛ وأصيب بعضهم بأضرار جسيمة؛ كما تم ابعاد غيرهم الى خارج الوطن المحتل. وليس
في هذا كله؛ في المحصلة:؛ الا برهان على صحة التحليل وسلامة التكتيك الذي تم تنفيذه. ولوكان الأمر
غير ذلكء لما ثارت ثائرة السلطات الاسرائيلية على هذا الشكل.
واستناداً الى الأوضاع الراهنة, ليس هنالك ما يمنع تكزار تجرية انتخابات البلديات في الضفة
الغربية سنة 19175 في انتخابات بلدية القدس لسنة 198/4: أي على الأقل محاولة القيام بذلك؛
1 وين فلسطيزية العدد 108 177, تمون/ آب (يوليو/ اغسطس ) 1941
تاريخ
يوليو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10381 (4 views)