شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 16)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 16)
- المحتوى
-
سس القمة العربية الرابعة و دلاءاتهاء...
وقد افصح عبدالناصر عن ميله الجديد, هذاء في اليوج الثاني من أيام الجرن التي استغرقت
سنة ايام: وذلك في الرسالة التي وجهها الى الملوك والرؤساءء كافة؛ في ذلك اليوه(” ). فقي مستهل هذه
الرسالة: يؤْكد الرئيس المصري لزملائه «أن مقتضيات الموقف وتطوراته تتطلبء في تقديريء ان يتجلى»
الآن» موقف عربي موحدء قاطع وحاسم. وفي رأيي ان مثل هذا الموقف سوف يكون له تأثيره الكبير على
المعركة المقدسة التي تخوضها شعوينا وقواتنا المسلحة, اليوم»(2). وفٍ الرسالة ذاتهاء يظهر
عبدالناصر قناعته بأن «ملوك ورؤبساء الدول العربية يعتبرون ان الوقفة الجبارة لشعوب الامة
العربية كما تجلت في تضامنها مع الدول المعتدى عليها]» قد أذابت... اية خلافات عربية»(” 6( ٠ وهو
يهذاء يحث زملاءه على أن يعلنوا. بصوت واحدء للعالم كله؛ انهم «مقتنعون بأن نظاماً عربياً جديداً
يجب ان ينشاء في الوطن العربي كله » قائماً على وحدة المصير التي تأكدت بالدم في ميد ان القتال»(0.
وهى يوجه دعوة صريحة الى عقد موّتس قمة عربي في اقرب فرصة بعد انتهاء هذه المعركة, القائمة
آنذاك, ويحدد للمؤتمر المقترح مهمة وضع اطار النظام العربي الواحد الذي دعا اليه للتقء ويعلن
رغبته في ان يكون هذا النظام «قائماً على التعاون الصادقء وعلى الثقة المتبادلة: وعلى انكار الذاتء
وعلى أماني الشعوب العربية الباقية والخالدة؛ بعد أي فرد» وقوق أي منصب»().
والواضح ان الرئيس عبد الناصي. المتأثرء كغيرهء يحملة التضامن العربي الواسعة التي حفزت
عليها ظروف الحربء قد أبدى مقداراً زائداً من الطموح ومقداراً أزيد من التفاؤل بشأن امكان دقع
الدول العربية المحافظة الى اتخاذ مواقف صارمة ضد العدوان الاسرائيلي والدول الامبريالية التي
تساند هذا العدوان. فهو يضمن ررسالته الى زملائه حكام الدول العربية كافة جملة من المقترحات
الاخرى التي تصب في هذا الاتجاهء ظاتاً انهم يشاركونه الراي في انم «يس هناك بديل عن وقفة عربية
موحدة وحازمة ضد العدوان الاسرائيلي المدعم بقوئ الاستعمان»(/). وهى يطمح في ان يعلن الملوك
والرؤساء انهم «مقتنعون: تماماًء بأن اسرائيل لم تكن لتستطيع الاقدام على ما اقدمت عليه بغير عون
عسكري مركّز من جانب الولايات المتحدة الاميركية ويريطانيا وغيرهما من الدول الضالعة معهماء().
بل ان عبد الناصى يذهب الى حد الأمل في أن رؤساء وملوك الدول المحافظة سوف يعلذون, ايضاًء انهم
يقدرون «تقديراً عملياً وايجابياً القوى التي شجبت العدوان ن آى التي اثبتت انها تستطيع ان تنظر الى
الامور نظرة موضوعية مستقلة»(١'), مشيراً. بذلك, الى الاتحاد السوفياتي الذي وقف في مقدم
شاجبي العدوان, ثم الى فرنسا التي اتخذ رئيسها آنذاك, شارل ديغولء موقفاً ميّزِه عن حكام الغرب
الآخرين المنحازين الى اسرائيلء وجعله اقرب الى الحياد ازاء هذا العدوان. ولا تنتهي طموحات
عبد الناص وآماله, في تلك الفترة, عند هذا الحدء فهو يقترح. ايضاًء ان يتفق الملوك والرئساءء كافة,
على ان «لا يكون لأية دولة من الدول المدعمة للعدوان الاسرائيلي موقع قدم في أي وطن من أوطان الدول
العربية, في أي مجال من المجالات» ما لم تصحح موقفها فوراً»(١ ')؛ بل أنه يذهب أبعد من هذا حين
يرى ان الملوك والرؤساء سوف يتفقون على «ان جميع الموارد العربية وكل الامكانات والطاقات سوف
تخصصء كلهاء لخدمة معركة المصيره دون قيود اوحدودء وهم يعتبرون ان القوى التي ناصبت الامة
العربية العداء وبمهلت للعدوان الاسرائيلي يجب أن تتحمل تكاليفه»().
ومع ان رؤّية كهذهء التي عبرت عنها رسالة الرئيس المصريء يصح ان تعد مفرجلة في الطموح
والتفاؤل دون مسوفغات كافية؛ فمن الممكن الوقوع على تفسير لطموحها وتفاؤلها الزائدين في الظرف
الذي .كتبت فيه. ففي اليوم الثاني للحربء كان الرأي العام العربي أبعد طموحاً واشد تفاؤلا؛ فقد
كانت البلاغات التي تصدرها الجهات العسكرية العربية المعنية تنبئه بأن اسرائيل على وشك ان
العدد 29/7 ١7: تمون/ آب (يوليو/ اغسطس ) 1541 لشثون فلضطيؤية. 16 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22312 (3 views)