شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 17)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 17)
المحتوى
تفقد وجوبها ذاته, وقد اعلن عبدالناص, فيما بعدء ان القيادة العسكرية لم تكن تطلعه؛ في بداية
الحرب»: على حقيقة الكارثة التي تعرض لها الجيش المصري. وعلى هذاء يبدى أن الرجل شاءء برسالته
ومقترحاته هذهء ان يستثمر اجواء التفاؤل السائدة في العالم العربي ليحمل الملوك والرؤساء العرب
على اتخان موقف موحّد يدين دعم الولايات المتحدة ويريطانيا وغيرهما لاسرائيل. فلما اتضحت النتائج
الفعلية الكارثية للحربء والهزيمة الكبيرة التي مني بها الجيش المصري» وحين قرر عبد الناصر, بعد
اربعة أيام من ابتداء القتال» أن يحمّل نفسه مسؤولية النكسة فيستقيل من مناصبه كافة. وفي
الخطاب المذاع على الجمهور الذي أعلن فيه هذه الاستقالة(١):‏ بدا الرجل أقل طموحاً من السابق
بشن المستقبلء وبضمن ذلك بشأن التضامن العربيء وخصوصاً مع الدول المحافظة. وعلى الرفم
من أن الرئيس المستقيل أشاد بجهود عدد من الدول العربية المنتمية الى المحورين: بالاسمء فذكر
سوريا والعراق والجزائر واليمن: وكذلك ذكر المغرب والسودان والكويت» فانه صمت ازاء الاردن
والسعوبية ولم يذكرهماء بالاسمء بخير أى بشر؛ لكنه؛ حتى وهو يفعل ذلكء لم يفتهء وهى يبين تصوره
للمستقبلء أن يذكرء في خطاب الاستقالة ذاتةء انه «ما زال هناك دور كبير مطلوب من العمل العربي
العام ‎٠‏ وكلي ثقة بأنه سوف يستطيع أداعو(؟ ). والجدين في الام هذه المرة» ان عبد الناصر لم يكرر
مقترحاته التفصيلية الطموحة, بل اكتفى بالقول: «ان الامر يقتضيء الآن» كلمة موحدة تسمع من
الامة العربية كلهاء وذلك ضمان لا بديل لهء في هذه الظروف.... [وعلى اساس] اعادة توجيه المصالح
العربية في خدمة الحق العربي»*, هكذا بالاطلاق. وقد بد! الرجلء وهى يتطلع الى استعادة
التضامن العربىء غير راغب في استفزاز ز أي دولة عربية. حتى أنه حين ذكر مستمعيه: بمرارة» بن
«الاسطول الاميركي السادس كان يتحرك ببترول عربي [وبأن] هناك قواعد عربية وضعتء قسرأ
وبرقم ارادة الشعوبء في خدمة العدوان»('), تعمّد ان يغفل ذكر اسماء الدول التي تقوم هذه
القواعد في اراضيها اى اسماء الدول التي يتموّن الاسطول السادس بتفطها.
سوريا تعارضء والاردن يلخ
اما سورياء فقد احتفظت بموقفها المتشدد ضد اسلوب العمل العربي المشترك. واذا كانت ايام
الحرب واجواء التضامن العربي الواسعة التي ظهرت خلالها حملت سوريا على ايقاف هجماتها
المباشرة على الانظمة العريية المحافظة, فان هذا لم يستمر لوقت طويلء وهى. على كل حالء لم يعكس
تبدلاً جوهرياً بشأن الموقف السوري السابق للحربء الراقض لموتمرات القمة. وفي الكلمة التي وجهها
رئيس الدولة السورية؛ د. نور الدين الاتاسيء الى الشعبء في اليوم الأول لاندلاع القتال» لم ترد أية
اشارة الى دور أي من الانظمة العربية في المعركة. وحين قبلت مصر وقف اطلاق النار. قبل قليل من
قبول سوريا له. نسب د. الاتاسي اسباب هزيمة الجيش المصري الى تحالقٌ عبد الناصر مع الرجعية
الاردنيةء ونددء في لقائه مع رئيس م.ت.ف. احمد الشقيريء في الثامن من حزيران ( يونيو ) 219517
بقبول كل من مصر والاردن لوقف اطلاق النار!"). وأذ! كانت الادبيات البعثية السورية خلت, في تلك
الفترة, وليعض الوقتء من الهجوم المباشر على الانظمة المحافظة, فان هذه الادبيات ذاتها حملت بذور
الموقف اللاحق المتمسك برفض الدعوة الى التعاون مع هذه الانظمة. وفي أول بيان شامل تعيض
لمسائل الحرب والهزيمة؛ اصدرته القيادة القومية لحزب البعث الحاكم في سوريال؛", في ‎١4‏ حزيران
( يونيو ) ‎١1571‏ أجري تحميل الدول الاستعمارية مسؤولية العدوان الاسرائيليء كما أجري الحديث
عن الوحدة العربية والدولة العربية الواحدة المطلوية» باطلاقهاء دون أي كلام عن التضامن العربي
بين الدول المتعددة ذات الانظمة المختلفة. ثم وردت الاشارةء في البيان ذاته: الى «ضرورة الميادرة
1 ليون فلسطنية العدد 775 -975, تمون/آب (يوليو/ اغسطس) 195437
تاريخ
يوليو ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17764 (3 views)