شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173 (ص 25)
- المحتوى
-
فيصل حورائي حت
البعثيون, كمثل ساطع على ميل عبد الناصى الجديد؛ كيف انه؛ وعلى الرغم من كل ما يمكن أن يقال
بشآن النظام الاردني ومواقفه, احتفظ باسلوب الخطاب الودي مع هذا النظام ورئيسه الملك حسين
وكثف الاتصالات معه. وابدى استعداداً كبيراً لتسوية الخلاقات مع السعودية» وأعاد العلاقات
الديلوماسية المقطوعة مع تونس,ء لازالة التوترات التي تشكل عقبات على طريق استكمال صيغ
التضامن العربى وعقد القمة الموعودة.
ويكلمات موجزةء شهدت ساحة العلاقات العربية» بعد الحربء مع اتجاه غالبيتها الى التضامن,
عودة الخلاف القديم بين نظامي مصر وسوريا المتحالفين, الناصري والبعثي» بشن المشاركة في القمة
العربية. الا ان عودة هذا الخلاف لا تنفي أن اسباباً عديدة ظلت تجمع نظامي مصر وسوريا وغيرهما
من الانظمة الممائلة, وهي اسناب تتصل بالسياسات الداخلية والعربية والدولية» ومنهاء خصوصاً.
التشدد في وجه الدول الامبريالية التي ساندت عدوان اسرائيل» والتوجه الى توسيع العلاقات مع
منظومة الدول الاشتراكية بهدف الحصول على عونها السياسيء والعسكريء والاقتصاديء الواسع
وإلى جانب الخلاف السايقء القديم الجديدء نشأت خلافات أخرى استجدت بعد الحرب ونبعت
منها. فقد نشاً خلاف بين مصر وسوريا حول الموقف من مسألة ضخ النقط الى الدول الغربية ومسألة
الارصدة العربية فيهاء وفي الوقت ذاته» راجت شكوك بين أوساط الناصريين والبعثيين» ضد بعضهم
البعض» حول سلوك كل منهم في الحرب. فقد انتقد البعثيون؛ في أوساطهم ومجالسهم الخاصة؛ تعجل
عبد الناصر بقبول وقف اطلاق النار» وعدّوا ذلك بين الاسباب التي عجلت بهزيمة الجيش السوريء
على اساس ان سوريا ما كان بمقدورها ان تواجه اسرائيل: وحدهاء بعدما قبلت مصر والاردن وقف
اطلاق النار. والى هذاء تدّمر البعثيون من سرعة انسحاب الجيش المصري أمام الهجوم الاسرائيلي»
وعدّوا ذلك بين أهم أسباب الهزيمة التي لحقت بهم: هم, ٠ أيضاًء في سورياء بعد ذلك(" )؛ في حين
اشتكى عبد الناصر, من جانبه؛ من تلكؤ الجيش السوري في الانخراط بجهده الكامل في القتال في أيام
الحرب الاولى» ورأى ان هذا التلكق أتاح لاسرائيل ان تصب جهدها الاساسي ضد الجيش المصري.
وعبر الرئيس المصري عن مرارته الشديدة ازاء السلوك السوري هذاء خصوصاً إذا أُخذ بعين
الاعتبار ان مصى اندقعت في اتجاه الحرب»: أول ما اندفعت: بهدف حماية سوريا بالذات والضغط على
أسرائيل لمنعها من تنفيذ التهديدات التي راحت توجهها اليها. واشتكى عبد الناصر أيضاًء من مزايدة
البعثيين عليه ومواقفهم المتشددة بعد الحرب(1).
غير ان هذه الشكاوى والشكوك والخلافات لم تحمل النظام السوريء بعد الحرب؛ على مخاصمة
النظام المصريء او مقاطعته؛ كما أنها لم تحمل هذا النظام على مخاصمة النظام السوري اومقاطعته.
والحقيقة؛ ان عبد الناصر استمر في التعامل مع سوريا على النحو الذي كان قائماً قبل الحرب؛ بوصفها
شريكاً وحليفاً لا غنى عنه. وكل ما في الأمر» ان الرجل حرص في الوقت ذاته على تمييز طروحاته عن
الطروحات السورية: كلما تعلق الأمر بالنقاط المختلف بشأنها. وقد فعل البعثيون في سوريا الامر
ذاته؛ فلم ينقلوا انتقاداتهم لعبد الناصر الى العلن» بل اظهروا الحرص الشديد على استمرار التحالف
والشراكة مع مصرء وإِنْ حاولواء من جانبهم؛ أيضاًء الضغط عليه لدفعه الى التشدد في وجه الانظمة
العربية المحافظة. وهكذاء بقيت اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين قائمة وأعيد تأكيدهاء وانتظمت
الاتصالات السياسية والعسكرية بين حكام البلدين» وتحسن مستوى التنسيق بينهم؛ واتسع
التشاور بشأن نقاط الخلاف المثارة. وقد لخّْص وزير اعلام سورياء محمد الزعبيء في اول مؤتمر
صحاف يعقده بعد توقف القتالء: رغبة سوريا في تحسين التفسيق مع مصر حين تحدث عن
5 نثؤون فلسطزية العدد ١77 17/17 تموز/ آب (يوليى/ اغسطس ) 194177 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 172-173
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)